fbpx
مقالات

نهال مجدي تكتب: قلوب العظيمات

نهال مجدي
نهال مجدي

كتبت-نهال مجدي

أتصور ان اغلبنا مازال يتذكر متابعتنا اليومية الحثيثة لحفر قناة السويس الجديدة وحالة الحماس والفخر والترقب لاكتمال هذا الانجاز الكبير بفرحة أكبر..ولكني مازلت اذكر الصدفة القدرية التي شاءت ان يستخرج أثناء الحفر رفات شهيد قضي نحبه أثناء حرب اكتوبر 73 كان مقيد ضمن كشوف “المفقودين” الي ان وجدها العمال بعد ما يقرب من اربعة عقود..وكأنها كانت رسالة مفادها انه لولا دماء الشهيد ما كانت التنمية وما كان الانجاز.

لكن لا اتصور أن احدا يستطيع مجرد تخيل ما جاش بقلب هذه الأم التي كانت تنتظر وليدها ليعود منتصرا تفخر به وتفرح معه بنصر الله الذي حققه علي يديه، ولكن الأيام تمر ولا يعود الغائب..يتجدد الأمل كل صباح مع كل طرقة باب ومع كل صوت لخطوات خارجه عله يكون هو..لينكسر قلبها كل مساء..فلا هي تعرف له قبراً تزوره وتحد عليه كما ينبغي لام ثكلي فترتاح..ولا ينقطع أملها الذي يخيب كل يوم في انتظار يطول بلا جدوي.

وفي قرانا كنت دائما ما اسمع ان تباشير النصر والعبور وأخبار المعركة التي تتواتر يومياً كانت تختلط ايضاً بالألم والحداد حيث بدأت جثامين الأبطال الذين كافئهم ربهم بما صبروا شهادة في سبيله في العودة من جبهة القتال..كانت الشوراع تمتليء بالأمهات الثكالي المتشحات بالسواد صابرات تلقين طعنة الفقد بجلد وقوة واحتساب لا يستطعه الا قلوب العظيمات.

وحتي تلك الأمهات اللائي عاد فلذات قلوبهم الي احضانهم بعد أيام أو شهور بدت كالدهر..عاشوا جحيما مقيماً تهفو اسماعهن وقلوبهم للإذاعة دائما عسي ان يسمعن ما يطمئنهم على الغائبين..ويشفقن ان يسمعن ما لا طاقة لهن على احتماله.

فاليوم ونحن ننهل فخرا وكرامة وعزة من ذكري نصرنا، ومع تذكرنا لشهدائنا الأبطال، فلا أقل من أن ندعو بالرحمة لقلوب الأمهات والزوجات من عظيمات مصر اللائى قدمن اغلي ما يملكن فداءا للوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى