fbpx
مقالات

حياة يحيى تكتب: لا أترك سلاحي قط حتى أذوق الموت

 

حياة يحيى
حياة يحيى

(لا أترك سلاحي قط حتىٰ أذوق الموت )، تلك هى عقيدة خير أجناد الأرض، والتي استوقفتني للتأمل فيها طويلاً وأنا أشاهد حال الإعلام المصري، ونحن نشهد الإحتفال ال49 لحرب أكتوبر العظيمة، وراودني السؤال هل لازلنا نحمل سلاحنا ؟ أم تركنا اسلحتنا ؟

لم تكن معركة العبور قط معجزة عسكرية وفقط، لكنها كانت لوحة متكاملة الإعجاز ، فلقد سبق عبور الجيش المصرى العظيم لخط بارليف، عبور الإعلام المصري من حالة التهليل المبالغ حد النفاق، للحاكم والنظام والتي تبعها حالة تزييف للوعى وتغييب للحقائق وتهويل وتضخيم من حجم إمكاناتنا، بشكل عزل المجتمع المصري عن واقعه إلى حالة من توسيع حجم الحريات الإعلامية، والصحفية، والثقافية، أنتجت إعلاما قوياً قادراً علي تشكيل وعي المصريين وتوحيدهم، حول معركتهم دون طمس للحقائق أو مبالغات أو تغيب للعقل والوعى المصرى، إعلام حمل سلاحه وقاد معركة الوعي واستنهض عزيمة الشعب المصرى، واستحضر روح المقاتل في داخله، وبث روح الأمل في داخله، حتى حانت اللحظة العظيمة واليوم المقدس، يوم الملحمة والعبور ، إنتصرنا وعبرنا ليس خط بارليف فقط ولكن إنتصرنا علىٰ اليأس إنتصرنا علىٰ الخوف ، وعبرنا من مرحلة دفن الرؤوس في الرمال لمرحلة مواجهة الحقائق وتصحيح المسار.

دائماً وأبداً يجب أن تكون معركة حرب أكتوبر هى معركة مستمرة وباقية في ذهن كل مصري، نتعلم منها ونستمد روح العبور ،وعلىٰ الإعلام أن يعاود حالة إلتحامه مع هوية الجمهور لا هواه، فهنا يكمن الفرق بين تشكيل وعي الجماهير والسير وراء رغبة الجماهير حتىٰ وان كانت انتحار للمجتمع المصري، وتزييف لوعيه الجمعي.

علينا أن نلفظ إعلام هزيمة يونيو ونعبر لاعلام أكتوبر 1973،
نحتاج أن نعبر بمصر من حالة الهزيمة الثقافية والسقوط الأخلاقي، والإنهيار الإجتماعي إلىٰ حالة الرقي وإزدهار الوعي ،والحركة الثقافية والإلتئام المجتمعي.

ولن يحدث هذا بإعادة تدوير الوجوه الإعلامية، التى ساهمت في تزييف الوعي، وإسقاط قيمه الإخلاقية، وتهميش قوميته لحساب قوميات أخرىٰ، وعولمة ذوقه ، ولكن باستعادة حالة الصمود والمقاومة الأكتوبرية ، وإستعادة المشهد الملحمي العظيم والهوية القومية المصرية وتقديم وجوه إعلامية تشبه الجمهور الذي نستهدف إعادته ليكون نواة لوعي حقيقي للمجتمع المصري، وبنيته المجتمعية، والعمل علىٰ إبقاء الراية المصرية مرفوعة ليس فوق أراضيها فقط، ولكن في وجدان كل مصري، وفي ضمير كل من يتصدر المشهد الإعلامى، وأن تكون الهدف الوحيد الذى يمتد له بصره وغايته، وهنا لن نضل الطريق مهما إختلفت طرقنا ووسائلنا و أفكارنا لأننا وحدنا إتجاه البوصلة.

لنصلى جميعاً متوجهين لمصر قبلتنا الوطنية، كلٌ في مكانه، ممسكا بسلاحه.

“لا أترك سلاحي قط حتىٰ أذوق الموت ”

“عبرنا القناة ورفعنا علم مصر “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى