fbpx
مقالات

إسلام الديب يكتب: لماذا حرب أكتوبر هي أعظم الحروب؟

كتب: إسلام الديب

لم يكن وصف الزعيم الراحل أنور السادات لحرب أكتوبر بأنها معجزة عسكرية بكل المقاييس سيتوقف الجميع أمامها طويلا بالفحص والدرس، لم يكن ذلك غرورا او مبالغة، بل كان اعتزازا وحقيقة.

حرب اكتوبر حرب فريدة، مقدسة، عظيمة الشأن في كل شيء، حارب فيها جيش مصر عدوه المحتل.. انقض عليه في شهر عظيم مبارك، شهر الصيام، فكان الغالبية العظمى من قواته مسلمون ومسيحيون في صيام للخالق، واحب الاعمال ترفع لله في الصيام.. يحاربون اليهود (أشد الناس عداوة للمسلمين).. يحاربون من اجل استعادة اطهر بقاع الأرض (سيناء) ، الارض التي حوت الوادي المقدس، تلك البقعة الوحيدة التي تجلى الله عليها.

عسكريا، بكل المقاييس والحسابات، فالمواجهة مميته ومهلكة للجانب المصري، من تفوق كاسح للطيران الصهيوني (اليد الطولى له)، واجهزة الرادار والرصد.
جغرافيا، جيش محصن خلف ثلاث موانع قوية للغاية وكل منها ذو صفة وصعوبة مميزة..
فالأول هو مانع مائي يبلغ عرضه 200 متر، عليه ان يجتازه، ويقوم بإنشاء الكباري والمعديات عليه لنقل الجنود، فضلا عما كان يحويه من شبكة انابيب النابالم والتي ان يكن في استطاعة المصررين تحييدها مسبقا عن طريق سدها، فهي كفيلة بتحويل ماء القنال لجحيم مستعر يمحي كل من عليه.. وهو الامر الذي يعني استحالة الحرب.
والثاني هو ساتر ترابي على ضفة القناة الشرقية، عليه ان يجتازه بالتسلق للافراد، وبعمل فتحات كبيره فيه لتكون ممر كباري المركبات والدبابات والأسلحة الثقيلة.
والثالث المنتظر خلف هاذين المانعين، هو أقوى خط دفاعي أنشئ في العصر الحديث.
اذن بنظرة رأسية لميدان المعركة، نجدها أرض معركة تقليدية في غاية البساطة والتعقيد في ان واحد، تشبه رقعة الشطرنج او ملعب كرة القدم.. فريقان متواجهان، كل يحتل جانب خاص به، ارض شبه مستوية وبينهما حد فاصل شبه مستقيم، من يجتازه بنجاح يمينا او يسارا تكون له الغلبة، وهذا اشبه بالحروب القديمة التقليدية والتي استمر بها البشر الاف السنين حتى اختراع البارود، مواجهة عسكرية بالسيوف على ارض ميدان المعركة..
وتلك هي اشرس المعارك لانها تعتمد على الفرد المقاتل وشجاعته، لانه سيواجه خصمه وجها لوجه وعليه ان اراد الفوز ان يحتل الجانب الذي يسيطر عليه العدو.
ولكن ما زاد تعقيد وصعوبة وتفرد حرب اكتوبر ايضا، بخلاف هذا المزيج الفريد الذي تم سرده، ومع حداثة العهد والزمن ودخول تكنولوجيا العصر على السلاح والمعلومة، فمع الموانع الجبارة الثلاث، وتقليدية المواجهة وارض الميدان المفتوحة، زاد التعقيد اسلحة وتكنولوجيا فتاكة كانت الغلبة فيها لجانب العدو بالحسابات التقليدية والعملية مع دعم لوجيستي غير محدود من القوة العظمى.
ولكن صدق الله حين قال (وما النصر إلا من عند الله) فأيّد جنوده بنصره الموعود ، وكانت بحق أعظم وأمجد أيام التاريخ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى