fbpx
تقاريرمقالات

نهال مجدي تكتب: هي أشياء لا تشترى

 

 

نهال مجدي
نهال مجدي

منذ أيام وقبيل إنطلاق قمة المناخ (COP-27) بلؤلؤء سيناء شرم الشيخ، كثر الحديث فى مواقع التواصل الإجتماعي حول جدوى هذه القمة وإستضافتها.

فهناك من يتهم الحكومة بالإنفاق فيما لا طائل منه ولا عائد إقتصادي من وراءه..وفي المقابل هناك من يدافع بالأدلة والأرقام عن أن الميزانية المصرية لم تتكلف جنيهاً واحداً بل وأنه من المتوقع أن ينتج عنها إستثمارات تصل لمليارات الدولارات.

حسناً..وماذا لو كانت الحكومة أنفقت بالفعل لتظهر مصر بالمظهر اللائق أمام قادة العالم وآلاف من الزائرين وما لايقل عن 4 آلاف صحفي من كافة أرجاء المعمورة..هل تعتبر هذه خسارة؟

ولنسأل أنفسنا بضع أسئلة أخرى..بعد سنوات لا يتناقل الإعلام العالمي عن مصر سوى أخبار الثورات والدمار والتدهور الإقتصادي..كم نحن مستعدون أن ننفق لتحسين هذه الصورة الذهنية لدي العالم؟ كم مستثمر تستطيع إقناعه بالإنفاق في السوق المصري إذا ما كان كل ما يصدر له عنها أنها دولة من العالم الثالث لا يسير فيها شيء على النحو الصحيح؟

كيف تتوقع في عالم لا يحكمه إلا منطق القوة أن يدعمك أحد فى ملف هام مثل سد النهضة علي سبيل المثال إذا لم تثبت له إنك بلد قوي متحضر جاهز للجلوس على مائدة الكبار بندية؟ ولنكن أكثر صراحة..ألا نشعر بالغيرة الوطنية ولو قليلاً من أن نكون خامس دولة أفريقية تستضيف هذه القمة العالمية ولأول مرة في حين أن المغرب إستضافتها مرتين؟

غالباً فى أي قمة دولية سواء كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أو قمة السبع الكبار أو القمة الإفريقية أو حتى القمة العربية أو غيرها، تكون اللقاءات الجانبية بين القادة الزعماء أهم ما فى تلك القمم، ففيها تعقد الصفقات وتتم الإتفاقات وحل الكثير من الملفات الشائكة،
فكيف يكون الأمر وهناك ما يقرب من 100 رئيس ورئيس وزراء وملك في ضيافة مصر..بعضهم قد يكون زار مصر من قبل والبعض الأخر قد يزورها للمرة الأولي، من زارها سيلمس بالتأكيد التغيير الكبير الذي حدث، وأما من لم يزرها فواجبنا أن نترك لديه إنطباعاً مبهراً.

خلاصة القول..أنه إذا كنت تفكر بعقلية التجار التي لا تهتم إلا بحسابات المكسب والخسارة البحتة، فلتعلم أن كبار التجار لا يشاركوا إلا من كانوا على نفس قدرهم ووزنهم الإقتصادي..وأما إذا ما كنت من المهتمين بكيفية بناء الدول..فهكذا يكون بناؤها..تؤسس مكانها وإحترامها بين دول العالم بالعمل الدؤوب وكسب الثقة..وتلك أشياء لا تشترى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى