fbpx
أخبار العالمأخبار محليةتقارير

حوار (سوداني – سوداني).. بمبادرة دولية ودعم إقليمي لحل الأزمة السياسية

تقرير: المثني عبدالقادر الفحل
تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد

أجريت مباحثات مكثفة بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية مع كل من المكون العسكري السوداني والأحزاب السياسية، من أجل نزع فتيل الأزمة السياسية المندلعة منذ أسابيع، حيث أجرت مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية، مولي فاي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مباحثات مع قيادات المكون العسكري والأحزاب السياسية لإنهاء الأزمة الحالية التى دفعت رئيس الوزراء عبدالله حمدوك للاستقالة.

البرهان و غوتيريش

أعلن مجلس السيادة السوداني أن رئيس المجلس القائد الأعلى للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان تلقّى اتصالًا هاتفيًا من الأمين العام للأمم المتحدة، وقال البيان إن غوتيريش أكد اهتمام المنظمة الدولية باستقرار الفترة الانتقالية في السودان، وتشجيع الحوار بين الأطراف السودانية كافة لضمان انتقال سلس يفضي إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وشدد رئيس مجلس السيادة السوداني والأمين العام الأممي على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة مدنية بالبلاد تعمل على تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة.

‏ وفي السياق نفسه، أجرت مولي فاي مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية اتصالات مع عضو مجلس السيادة الفريق شمس الدين كباشي وقائد الدعم السريع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو، بالإضافة لاتصالات مع قادة الأحزاب من أجل إطلاق حوار (سوداني – سوداني) ينزع فتيل الأزمة بين الأطراف.

مبادرة دولية

أعلنت الأمم المتحدة، عن إطلاق عملية سياسية  لحل الأزمة الحالية في السودان، من خلال تنظيم ورعاية حوار شامل بين كافة الأطراف والمكونات في البلاد، وقال بيان صادر عن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، الألماني الجنسية، فولكر بيرتس، أنه يعكف على إجراء مشاورات مع الشركاء السودانيين والدوليين تهدف إلى دعم أصحاب المصلحة السودانيين للاتفاق.

وأوضح أن الهدف من الخطوة هو الخروج من الأزمة السياسية الحالية، والاتفاق على مسار مستدام للمضي قدمًا نحو الديمقراطية والسلام، ووفقا للبيان الذي تلقت (الجمهورية الثانية) نسخة منه فإن المرحلة الانتقالية واجهت انتكاسات كبيرة أثرت بعمق على البلاد منذ إجراءات الجيش، فازداد الوضع توترًا بالبلاد.

وعبر البيان الأممي عن قلقه العميق حيال المأزق السياسي الحالي، الذي قد يدفع البلاد إلى مزيد من عدم الاستقرار، ويهدر المكاسب السياسية والاجتماعية والاقتصادية الهامة التي تحققت منذ الثورة، وأشار أن جميع الإجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن لم تنجح في إعادة مسار هذا التحول، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني.

وشدد البيان على ضرورة الإسراع في إنهاء العنف والدخول في عملية بناءة تشمل جميع أصحاب المصلحة المدنيين والعسكريين الرئيسيين؛ بما في ذلك الحركات المسلحة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والجماعات النسائية ولجان المقاومة.

ترحيب دولي إقليمي

في السياق ذاته أكدت وزارة الخارجية المصرية دعم جهود الأمم المتحدة، مشددة على أن استقرار السودان مهم لاستقرار المنطقة.

وقال بيان وزارة الخارجية إن القاهرة تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في السودان، وفي هذا الإطار تدعم مصر التحرك الأُممي الحالي الهادف لتحقيق الاستقرار في السودان، وأشار البيان إلى أن تحرك الأمم المتحدة يأتي من خلال تفعيل الحوار بين الأطراف السودانية، الأمر الذي من شأنه حل وتجاوز الأزمة الراهنة، والحيلولة دون الانزلاق إلى دائرة الفوضى، وناشدت القاهرة الأطراف كافة العمل على اختيار رئيس وزراء انتقالي توافقي جديد وتشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن.

إلى ذلك رحبت كل من السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا، اليوم السبت، بمبادرة الأمم المتحدة بشأن الأوضاع وفي السودان، وقالت الدول، في بيان رباعي، إنها ترحب بالإعلان عن قيام بعثة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية في السودان بتسهيل المناقشات لحل الأزمة السياسية في السودان.

وأضاف البيان، ندعم بقوة مبادرة الحوار السودانية، التي تيسرها الأمم المتحدة، وحثت جميع الأطراف السياسية السودانية على اغتنام هذه الفرصة، لاستعادة انتقال البلاد إلى الديمقراطية المدنية، بما يتماشى مع الإعلان الدستوري لعام 2019.

وأوضحت الدول الأربع أنها تتطلع إلى أن توجه هذه العملية السودان نحو انتخابات ديمقراطية، بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوداني الواضحة في الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة والازدهار.

موافقة خجولة

في المقابل أكدت قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، أنها لم تتلق حتى الآن أي تفاصيل حول مبادرة البعثة الأممية حول السودان، مؤكدة أنها ستدرسها حال تلقيها بصورة رسمية، وستعلن موقفها للرأي العام في حينها، مشيرا إلى أنها ترحب إيجابيًا مع أي جهد دولي يساعد في تحقيق غايات الشعب السوداني في تأسيس دولة مدنية ديمقراطية.

كما دعا بيان قوى الحرية والتغيير مجلس الأمن لتوضيح دور بعثة الأمم المتحدة بالسودان لدعم عملية الانتقال بعد إجراءات الجيش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى