fbpx
تقارير

اكتفاء ذاتي من صناعة الفوانيس.. توفير عملة صعبة، وإحياء صناعة تراثية

كتبت: حياة يحيى
تدقيق: ياسر فتحي

مع اقتراب شهر رمضان الكريم، تتزين الشوارع والبيوت المصرية بزينته، و يأتي الفانوس على رأس تلك الزينة، وحرصًا من الدولة على الحفاظ على الصناعات التراثية، وتطويره في إطار تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير تلك الصناعات، مما يؤدي بدوره إلى توفير العملة الصعبة وتشجيع الصناعة المحلية، وهذا ما قاله بركات صفا عضو مجلس إدارة شعبة الهدايا بالاتحاد العام للغرف التجارية “أن حجم الإنتاج المحلي من الفوانيس اقترب من الاكتفاء الذاتي، حيث نستهدف مضاعفة الصادرات من الفانوس المصري للعديد من البلدان الأخرى مما يوفر العمله الصعبة”.

وأشار إلى أن إقبال المصريين على شراء فانوس رمضان، به زيادة كبيرة عن العام الماضي، موضحًا أن هذا يرجع إلى استقرار أسعار الفوانيس هذا العام بما يتلائم مع القُدرة الشرائية للمواطنين، موضحًا أن أسعار الفانوس تبدأ من بضعة جنيهات إلى 2000 جنيه، وفقًا للحجم والمادة المصنوعة.

حيث يتنوع مابين البلاستيك والمعدن والصاج، فيبلغ سعر الصاج نحو 60 جنيهًا، بينما يصل سعر فانوس المعدني إلى 700 جنيه، بينما البلاستيك هو الأرخص ويبدأ سعره من 3 جنيهات.

• تاريخ فانوس رمضان

ارتبط الفانوس بالوجدان المصري عبر مئات السنين، وأصبح رمزًا للاحتفال بشهر رمضان، وتعود نشأته للعصر الفاطمي، ويعتَبر المصريون هم أول من قاموا باستخدام فانوس رمضان منذ العهد الفاطمي، بدخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة عام 358هـ.

وتعد القاهرة من أكبر وأهم المدن الإسلامية التي تزدهر فيها صناعة الفوانيس، وهناك مناطق معينة تخصصت في تلك الصناعة، مثل منطقة الربع القريبة من حي الأزهر والغورية وبعض المناطق بالسيدة زينب.

وبعد ذلك انتقلت فكرة الفانوس إلى معظم الدول العربية وأصبحت تقليدًا من تقاليد شهر رمضان.

• تطور صناعة فوانيس رمضان

يعد شهر رمضان موسم رواج صناعة الفوانيس حيث تعتبر صناعة موسمية، إلا أنها في الواقع مستمرة طوال العام، فيعمل المختصون في صناعتها على ابتكار أشكال جديدة ومختلفة كل عام عن السابق، وتخزن الفوانيس لتعرض للبيع خلال الشهر المبارك.

وتطورت الصناعة عبر الزمن، حتى ظهر الفانوس الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته على البطارية واللمبة بدلاً من الشمعة، واستمر التطور عبر السنوات حتى غزت المنتجات الصينية الأسواق المصرية والعربية، وقاموا بصناعة فوانيس أشبه بالألعاب، بداية من فانوس المفتش كرومبو ثم فانوس بوجي وطمطم وصولاً إلى فانوس “محمد صلاح”، وتصدر تلك الفوانيس الجديدة أصواتًا وأغاني رمضانية.

ولفترة سنوات تقترب من العقد، أثرت الصناعة الصينية على الشكل المصري القديم للفانوس المعتمد على الشمعة والصفيح والزجاج الملون، حيث لاقت الأشكال الجديدة للفوانيس التي تشبه الألعاب البلاستيكية، رواجًا كبيرًا بين الجيل الجديد من الأطفال، حتى صدر قرار منع استيراده.

• إعادة الروح المصرية للفانوس

بدأت منذ سنوات قريبة، أصوات كثيرة تنادي بأهمية الحفاظ على التراث المصري، ومنها صناعة فانوس رمضان، وبدأ الإقبال المصري على شراء الإنتاج المحلي كنوع من الحنين، بالإضافة لانخفاض سعره مقارنة مع المستورد، وجودته، فبدأت أشكال فوانيس رمضان الأصيلة تعود للأسواق من جديد، وعادت صناعة الفانوس على الشكل القديم من الصفيح والخشب، وانتشرت هذه الفوانيس في بعض المحلات، مبشرة بأمل عودة ذلك التراث العظيم المتوارث من الأجداد عبر القرون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى