fbpx
معرفة

نيكولا تسلا.. سابق عصره

لم يكن تسلا الأب الروحي للكهرباء أو الاتصالات العالمية فقط، لقد كانت أفكاره سابقة عصرها، وساهم كثيرا في تطور البشرية.
نيكولا تسلا.. عالم ومخترع ذو موهبة استثنائية. ولد في يوليو عام 1856، في إمبراطورية هابسبورج النمساوية لكن ترجع أصول عائلته الى صربيا، والدة تسلا كانت تعمل على الأجهزة المنزلية الصغيرة في وقت فراغها. ووالده كان كاهنًا أرثوذكسيًا صربيًا وكاتبًا، حاول دفع ابنه للانضمام إلى جماعة الكهنة.
درس في ريالشول، كارلستادت ومعهد البوليتكنيك في جراتس بالنمسا، وجامعة براغ، ثم انتقل تسلا إلى بودابست، حيث عمل لفترةٍ طويلة في مكتب البرق المركزي.
وهنالك أتت إليه فكرة المحرك بالحث. بعد عدة سنوات من محاولة كسب الاهتمام باختراعاته، قرر تسلا في سن 28 مغادرة أوروبا إلى أمريكا، وغادرها في شبابه الى مدينة نيويورك حيث العالم الجديد.
عندما وصل تسلا إلى نيويورك عام 1884، كانت لديه بضع سنتات و “طائرة نفاثة” في جيبه، وكان يملك أفكار أهم بالنسبة له من الأموال منها فكرة آلة تطير، لكنها لم تكن آلة الطيران التي جعلت تسلا مشهورا، فقد ظل يعمل لسنوات على تعديل محركات التيار المتردد بشكل جعلها متقنة.

تسلا جعل الكهرباء تغزو العالم

كان العالم يتطور ويحتاج إلى المزيد من الطاقة، لذلك كان هناك سباق لإيجاد الطريقة الأكثر فعالية لإنتاج الكهرباء ونقلها لتشغيل الآلات وتشغيل الأضواء.

وكان هناك نظامان متنافسان لنقل الكهرباء، كانت المعركة بين رجل الأعمال والمهندس الأمريكي، جورج وستنجهاوس، وتوماس إديسون، لتحديد ما إذا كان سيتم استخدام التيار المتردد (AC) أو التيار المباشر (DC) لنقل الكهرباء.

صراع تيسلا مع أديسون

في البداية عمل تسلا في الفرع الأوروبي لشركة أديسون للكهرباء و كانت مهمته هي تصميم آلات الدينامو، لكن بعد فترة، نشب صراع بين أديسون وتسلا واختلفا على أيهما أصلح للمستقبل: التيار المستمر أم المتردد؟
علم أديسون أن نظام تسلا هو الافضل لأن التيار المتردد أفضل لأنه يستطيع الانتقال لمسافات طويلة وغيرها من المميزات، لكن أديسون كان قد أسس إمبراطوريته على التيار المستمر ولا يريد رؤية امبراطوريته تنهار.
خرج التيار المتردد منتصرًا في هذا الصراع الشرس لكن أديسون استعمل نفوذه لتدمير تيسلا وتياره المتردد، ومع هذا أثبت نظام تسلا نجاحه وبقي صامدًا.
افتراقا.. ثم تلقى تسلا في عام 1885 تمويلًا لبدء شركة تسلا الكهربائية، وكلف من قبل مستثمرين بتطوير تحسين الإضاءة بالقوس الكهربائي.
مع مرور الوقت، أصبح نظام التيار المتردد هو الوحيد الذي يستخدم لنقل الكهرباء إلى المنازل والمصانع، وراحت الكهرباء تعبر المسافات الشاسعة لإنارة المدن والبلاد النائية.
بعد إتمام ذلك بنجاح، أجبر تسلا على الخروج من المشروع، فعمل بالأعمال اليدوية من أجل كسب قوت يومه.
تغير حظ تسلا في عام 1887، وتلقى تمويل جديد لشركه تسلا الكهربائية الجديدة.
لكن أديسون قضى على تسلا وحلمه، ولو قمنا بمحو أعمال تسلا لتوقفت الصناعة اليوم والسيارات والقطارات وأصبحت أعظم الدول مجرد أماكن نائية.
استحوذ نظام تسلا في نهاية المطاف على اهتمام المهندس الأمريكي ورجل الأعمال جورج ويستنجهاوس، الذي كان يسعى إلى إيجاد حل لتزويد البلاد بالطاقة بعيدة المدى.
كان على قناعة أن اختراعات تسلا ستساعده في تحقيق ذلك، فاشترى في عام 1888 براءة اختراعه بمبلغ 60 ألف دولار بالإضافة الى أسهم في شركة ويستنجهاوس.
ومع زيادة الاهتمام بنظام التيار المتردد وضع تسلا وستنجهاوس في منافسة مباشرة مع توماس إديسون، الذي كان يعتزم بيع نظامه للدولة.
سرعان ما شن إديسون حملة صحفية للتشهير بمنافسه في محاولة لتقويض الاهتمام بقوة التيار المتردد.
واصل تسلا عمله خلال تلك الفترة وأنجز العديد من الاختراعات، بما في ذلك “ملف تسلا”، الذي وضع الأساس للتكنولوجيا اللاسلكية المستخدمة حتى اليوم في تكنولوجيا الراديو.
ولسوء حظ إديسون، تم اختيار شركة وستنجهاوس لتتكفل بإضاءة المعرض الكولومبي العالمي في شيكاغو عام 1893، وأجرى تسلا عروض وشروحات لنظامه هناك.

نجاحات واخفاقات تسلا

بعد عامين، وفي عام 1895، صمم تسلا أول محطات توليد الطاقة الكهرومائية في الولايات المتحدة على شلالات نياجارا.
والذي استخدم لتشغيل مدينة بافالو، نيويورك في العام التالي، وهو إنجاز حقق انتشارًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم.
وبسبب النجاحات المتكررة والانتشار الكبير اصبح التيار الكهربائي المتردد نظام الطاقة السائد في القرن العشرين وحتى الآن.
بعد تعليق الأسلاك على عواميد خطوط الهواتف لنقل الكهرباء إلى المنازل والمصانع، بدأت تحدث حوادث معينة تتسبب في قطع الكهرباء، مثل العواصف وسقوط الأشجار على الأسلاك.
وهذا ما حث تيسلا على التوصل إلى ابتكار نتمنى لو أننا نستخدمه اليوم. محطة إرسال الطاقة الكهربائية اللاسلكية والتي تجعل من الممكن نقل الكهرباء لاسلكيًا حول العالم.
إضافةً إلى نظام التيار المتردد وملف تسلا، طوال حياته المهنية اكتشف تسلا وصمم وطور أفكارًا لعديد من الاختراعات الهامة الأخرى، معظمها حصل على براءة اختراع رسمية لكن باسماء مخترعين آخرين.
كما كان رائدًا في اكتشاف تكنولوجيا الرادار، وتكنولوجيا الأشعة السينية، جهاز التحكم عن بعد واكتشف الحقل المغناطيسي الدوار.
وبعد أن أصبح هاجسه البث اللاسلكي للطاقة، بدأ نيكولا عام 1900 العمل على مشروعه الأكثر جرأةً حتى الآن:
بناء نظام اتصالات لاسلكية عالمي ينتقل عبر أبراج كهربائية كبيرة لتبادل المعلومات وتوفير الكهرباء مجانًا في جميع أنحاء العالم.
بتمويل من مجموعة من المستثمرين من بينهم الثري ج. ب مورجان. في عام 1901 بدأ تسلا العمل على المشروع بجدية وتصميم فبنى مختبرًا بمحطة توليد وبرجًا ناقلًا ضخمًا في موقع في لونج آيلاند، نيويورك، وهو ما صار يعرف باسم واردنكليف.
غير أنه عندما بدأت الشكوك بين المستثمرين حول معقولية نظام تسلا ومنافسه جولييلمو ماركوني-وبدعم مالي من أندرو كارنيجي وتوماس إديسون – واصل تحقيق تقدم كبير في مجال تقنيات الراديو الخاصة به، لكن لم يكن أمام تسلا خيار سوى التخلي عن المشروع.
وتم تسريح الموظفين من واردنكليف في عام 1906 وبحلول عام 1915 استثمر الموقع في أمرٍ أخر.
وبعد عامين أعلن تسلا إفلاسه وفكك البرج وباعه خردة ليقوم بسداد الديون المستحقة عليه.
كان تسلا يحاول الترويج لرؤيته الفريدة لهذا النوع من العالم اللاسلكي والطاقة الحرة وهو يحاول الترويج لنفسه على أنه الفرد الذي سيتمكن من تحقيق المستقبل.
كان هدفه العظيم هو توفير اتصال عالمي – نظام لاسلكي من شأنه أن يتيح الاتصال الصوتي والمرئي العالمي الفوري، حيث ستكون المعلومات متاحة لأي شخص في أي مكان.
ولكن بعد سحب مورجان دعمه، فإن حلمه الأكبر في نظام دولي لتزويد الناس بالكهرباء وأنظمة الاتصالات لم ينجح.
ارتكب تسلا خطأ كبيرا، لقد اعتقد حقا أنه الوحيد الذي يمكنه صنع المستقبل الكهربائي، ولم يكن مهتما بالتعاون أو العمل مع أي شخص آخر”.
واشتهر بكونه غريب الأطوار؛ فهو رجل مهووس برهاب الجراثيم، وقد تم انتقاد تكهناته حول التواصل مع الكواكب الأخرى بشدة.
وفي الواقع، مازال نظام تسلا هو الطريقة الرائدة لإنتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية وتعتمد العديد من الأجهزة الكهربائية حتى اليوم وعلى اختراعات أخرى له.
كان تسلا يمتلك ذاكر تصويرية خارقة، وكان يخاف من الجراثيم.

بعض اختراعات تسلا

  • طور نيكولا تسلا فكرة تقنية الهواتف الذكية في عام 1901.
  • جهاز إطلاق أشعة إكس، ولمن لا يعرفون ما هي أشعة إكس فهي أشعه كهرومغناطيسية ذات طول موجي يتراوح بين 10 و0.01 نانومتر أي إنها طاقه أشعتها بين 120 و120 ألف إلكترون فولت.
    تستخدم في كثير من المجالات الطبية فتعطي صوراً واضحة للعظام حيث تظهر باللون الأبيض ويظهر الهواء والأنسجه باللون الأسود.. ومن المعروف للناس أن مخترعها هو الألماني وليام روتنجن في عام 1896.. لكن الحقيقية أن تسلا وضع اساس الفكرة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • اكتشاف المجال المغناطيسي الدوار.
  • الراديو.
  • الرادار.
    و الكثير الكثير حيث وصلت اختراعاته إلى أكثر من 700 اختراع.
    من أقوال تسلا
    الشعور يتزايد كل يوم بأنني أول من سمع تحية من كوكب آخر.
    علماء اليوم يفكرون بعمق بدلاً من التفكير بوضوح.
    فضائلنا وفشلنا لا يمكن فصلهما، مثل المادة والقوة. عندما ينفصلان نكف عن الوجود.

تنبؤات تسلا عن المستقبل

استخدامات الطاقة اللاسلكية
الانترنت
تنبأ تسلا بأن الشبكات اللاسلكية ستحقق الاتصال الوثيق بين الأشخاص، وذلك من خلال نقل المعلومات والأجسام والمواد والطاقة، وأن استخدام الاتصال اللاسلكي على نحو مثالي، سيحول الأرض كلها إلى قرية صغيرة؛ حيث سنكون قادرين على التواصل مع بعضنا بعضا على الفور وبغض النظر عن المسافة.. أي ان تسلا تنبأ بوسائل التواصل الاجتماعي والانترنت.
الهواتف الذكية المحمولة
طباعة الصحف لاسلكيا في المنزل
تسخير قوى الطبيعة
السلام العالمي
وسائل النقل المتطورة
تفوق الاناث على الذكور

وفاة نيكولا تسلا

توفي تسلا في عام 1943 في غرفة فندق بنيويورك حيث أمضى العقد الأخير من حياته.
ومع مرور الوقت، أصبحت أفكاره أكثر غرابةً، وكرس الكثير من وقته لرعاية الحمام البري في حدائق مدينة نيويورك، حتى أنه لفت انتباه مكتب التحقيقات الفدرالي بحديثه عن بناء “شعاع موت” قوي، الأمر الذي تلقى اهتمام الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية.

عاش نيكولا تسلا فقيرًا ووحيدًا ثم توفي بانسداد شرايين القلب في 7 يناير 1943 في مدينة نيويورك وهو يناهز السادسة والثمانين. إلا أن أعماله ما زالت تعيش حتى يومنا هذا.
وفي عام 1951، تم شحن متعلقات تسلا إلى بلجراد عاصمة صربيا، بفضل جهود ابن أخيه.
وبعد 4 سنوات، افتتح متحف نيكولا تسلا في بلجراد، الذي يجتذب الآلاف من الزوار، ومئات الباحثين لأنه يضم 160 ألفا من وثائق تسلا، بما في ذلك الخطط والرسومات والصور الفوتوغرافية.
وبعد عام من فتح المتحف أبوابه، سميت وحدة لقياس قوة المجالات المغناطيسية باسم تسلا.
وتمت تسمية الشوارع والمدارس والمطار في صربيا باسمه، وفي كل من صربيا وكرواتيا تجد تسلا على الأوراق النقدية والعملات المعدنية.
كما سُميت شركة تصنيع السيارات الأمريكية الشهيرة على اسمه، وفي عام 2018، أطلقت شركة سبيس إكس سيارة تسلا الكهربائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى