fbpx
معرفة

أفغانستان تاريخ حافل بالصراعات

كتب: عبدالمنعم إبراهيم

شهدت أفغانستان علي مدي أكثر من ثلاثة عقود حربا لم تهدأ منذ دخول القوات السوفيتية عام 1979 م لدعم النظام الموإلى لموسكو في كابل واشتعال المقاومة الأفغانية في وجه الغزو السوفيتي وتواصل الدعم الخارجي للمقاتلين الأفغأن من مختلف بلدان العالم وخاصة من الدول الإسلامية وتكبد الإتحاد السوفيتي في أفغانستان خسائر فادحة في الأرواح والعتاد حتي باتت أفغانستان تحمل وصف” فيتنام السوفيتية “أسوة بالخسائر الفادحة التي تكبدتها أمريكا في فيتنام.

ظن الكثيرون بأن المشكلة الأفغانية تكمن فقط في الوجود السوفيتي والنظام الحاكم الموالى لموسكو ولكن خروج السوفيت من أفغانستان عام 1988 أثبت عكس ذلك فقد اشتعلت الحرب الأهلية أكثر بسبب الصراع علي السلطة بين الفصائل والتيارات الدينيه والقومية وظهور حركه طالبان

وفي سياق تطورات الأحداث الداخلية جاءت حركه طالبان من جنوب وغرب أفغانستان عام 1996 ليشتعل الصراع مجددا علي السلطة ودارت المعارك بين الحركة والجبهات والتيارات الإسلامية والسياسية الأخري و علي رأسها الجمعية الإسلامية بقيادة “برهأن ربأني وأحمد شاه مسعود” والحزب الإسلامي بزعامة “قلب الدين حكمتيار “وأنتصرت طالبان وسيطرت علي العاصمة كابل في خريف 1996 م واحتد الصراع مجددا بين طالبان وقوي دولية عديده مثل الولايات المتحدة  وروسيا وباكستان وايرأن وغيرها علي أرض أفغانستان طمعا في فرض نفوذهما وسيطرتهما علي الأرض طمعا في ثروات الأفغأن.

الغزو الأمريكي لأفغانستان 

عانت أفغانستان ذلك البلد الجبلي الوعر لعقود من الحرب والاضطرابات التي أدت إلى تدمير اقتصادها وبنيتها التحتية حتي جاء الغزو الأمريكي عام 2001 م عقب أحداث 11سبتمبر علي نيويورك وواشنطن والتي قتل فيها أكثر من  3000 آلاف شخص وحمل المسؤولين حينها جماعة القاعدة الإسلامية المتشددة وزعيمها” أسامة بن لادن المسئولية عن الهجوم وكان بن لادن” تحت حماية حركة طالبان والتي كانت تمسك بزمام السلطة منذ عام 1996م وعندما رفضوا تسليمه تدخلت أمريكا عسكريا وطاحت بحكم حركة طالبان الذي فرض علي الأفغأن نمطا متشددا من الإسلام منذ إستيلاء الحركة على الحكم بعد الحرب الأهلية التي أعقبت طرد القوات السوفيتية.

دور المخابرات الباكستانية في دعم طالبان

نشرت كلية الإقتصاد بلندن تقرير قالت فيه أن دعم طالبان هو السياسة الرسمية لوكالة المخابرات العسكرية الباكستانية ، وفي مارس 2009 م قال الأميرال “مايك مولن “رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة وچنرال “ديفيد بتريوس” رئيس القياده المركزية الأمريكية أن لديهما مؤشرات علي أن عناصر في المخابرات العسكرية الباكستانية تدعم طالبان والقاعدة وأشار التقرير إلى أن المخابرات الباكستانية لها تمثيل في المجلس الأعلي لقياده طالبان ولها ممثلون في مجلس شوري طالبان فضلا عن الدعم المادي واللوجيستي للحركة.

وفي نفس السياق قال” كريس ألكسندر” نائب المبعوث الخاص للأمم المتحده السابق  في حوار مع موقع شبكة الشتات الأفغانية  أن الكثير من المصادر الموثوقة تؤكد أن الهيكل التنظيمي للقاعدة الإرهابية الذي يعمل جنبا إلى جنب مع حركة طالبان وينشطان في الأساس من داخل باكستان وبدعم منهم وأكد  الكسندر أن باكستان تعمل بجد حتي لاتخرج أية معلومات عن حربها بالوكالة للشعب الباكستاني أو للمجتمع الدولي  .

الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان

 وحول الإتفاق الموقع بين الولايات المتحدة وطالبان في 2020 م الذي قاد إلى سيطرت طالبان علي أفغانستان أوضح ألكسندر كريس أن هذا الإتفاق كان كارثيا مؤكدا أن هدف باكستان وطالبان كان إخراج الولايات وحلف الناتو من أفغانستان حتي يتمكنان من السيطرة علي البلد وفرض الحل العسكري وهو ما حدث. وفي نفس السياق قال كريس أن السلطة الأفغانية كانت تدرك هذا الدور الخفي الذي تلعبه باكستان في تنظيم وتمويل وتسليح جيش بالوكالة لشن حرب لصالحها في أفغانستان والمتمثل في طالبان والجامعات الأخرى المتشددة مشيرا إلى أنه في مايو الماضي أجري الرئيس الأفغاني “أشرف غني “مقابلة مع صحيفة ديل شبيجل الألمأنية حيث قال أن باكستان هي مصدر التمكين لطالبان.

مكاسب باكستان من الإنسحاب الأمريكي 

ربما تكون باكستان أكبر مستفيد من الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان حيث يحقق لها الإنسحاب الأمريكي أمنية سعت إليها منذ عقود وهي مشاهدة خروج قوى عظمي أخري من الفناء الخلفي للجيش الباكستاني وقد تنبأ رئيس الإستخبارات العسكرية الباكستانية الراحل “حميد غول” بذلك في مقابله تلفزيونية قديمة قائلا أن التاريخ سيسجل أن انتصارنا في أفغانستان علي الولايات المتحدة بمساعدة من الولايات المتحدة.

طالبان تسيطر علي  أفغانستان مجددا

جاءت سقوط العاصمة الأفغانية كابل علي أيدي قوات طالبان في 15 أغسطس 2021 م  في ذروة هجوم عسكري بدأ في مايو 2021 م ضد الحكومة الأفغانية وسقطت العاصمة بعد ساعات من فرار الرئيس أشرف غني وتخليه عن القصر الرئاسي في المدينه وسقطت معظم عواصم الولايات الأفغانية واحده تلو الأخري في خضم أنسحاب القوات الأمريكية الذي كان من المقرر أن يكتمل بحلول نهايه أغسطس وكان بعض السكان المحليين وخاصة  نساء منهم خائفين من استعاده حكم طالبان وذكر البعض بأنهم شعرو بالخيانة وأفادت الأنباء الواردة أن شوارع كابل اكتظت بالسكان الذين أندفعوا نحو المطار للهروب من جحيم طالبان وتجنبهم أعمال العنف والدمار الذي قد تخلفه تداعيات الصراع بين الحركة والحكومة الشرعية للبلاد.

بعد سيطرة طالبان علي العاصمة كابول وأحكام سيطرتها علي البلاد قال الباحث في الشأن الأفغاني” اسلام المنسي”:

إن طالبان ستواجهه تحديا كبيرا علي أرض الواقع ومن الممكن أن تتجاوز هذه المرحلة إذا ما تغلبت علي المشاكل الداخلية للبلاد واستطاعت إقناع المجتمع الداخلي لأفغانستان وارضاء كافة الأطراف ويعد هذا الأمر صعب للغاية علي تنظيم طالبان،

وحول إقامة علاقات دبلوماسية بين طالبان ودول الجوار قال المنسي من المتوقع إقامة علاقات دبلوماسية بين طالبان ودول الجوار باكستان وروسيا والصين وإيران وذكر أيضا من المتوقع تراجع الدور الباكستاني في دعم طالبان عن السابق لاكتسابها خبرات سياسية لاتصالها المباشر ببعض الدول سياسيا وفي نفس السياق قال المنسي أن لباكستان الدور الأكبر في دعم الحركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى