fbpx
معرفة

“طنطاوي صائد الأفاعي”..خيانة الأخوان وتآمرهم على جيش مصر

كتبت: ياسمين جويلي

 

ظَلَّ وجودُ مصر مرهونًا بوجود جيشها والذي مَدَّ جذورها في عمق التاريخ والجغرافيا، منذ أنْ قرأ موحدها الملك مينا خطاب الوحدة بين قُطريها وجمع بين نسر الوجه القبلي وثعبان الوجه البحري، وبقوة جيشها نَمَت مصر وبقيت متفردةً في حضورها وإشعاعها ونكباتها أيضًا، فمهما كان لون مَن يجلس في سُدَّة الحكم فلقد ترسخ في الوجدان والعقل المصري الجَمعي أنْ لا قيامَ لدولةٍ ولا بقاءَ لقوامِها ولا استقرار لسيادتها على أرض الكنانة مِن دون المؤسسة العسكرية.

 

ولكن هل سيُرضي ذلك أعداءها؟ بالطبع لَمْ ولن يكون ليرضيهم واليوم رحلَ رجلٌ عظيمٌ، هو أسطورة مصرية حقيقية و فارسٌ نبيلْ، هو المصري النوبي الذي كان يعشق مصر والذي احترمَهُ الأعداء قبل الأصدقاء رغم كرههم له، وأحبَّهُ كل مصري وطني شريف، هو المُشير حسين طنطاوي والذي قالت عنه مادلين أولبرايت “مازال مبارك محتفظًا بطنطاوي كشَوكةٍ في ظهر حلفائه” وقالت عنه كونداليزا رايس “المُشير طنطاوي رجلٌ مُحيِّرٌ للغاية لاتعرف هل هو صديق أمْ أنه عدو، وأنه قد ساند ثورة 30 يونيو وهو يوم أسود على مصر”

وقالت هيلاري كلينتون يومَ إقالته “أنه يوم عظيم يومَ أنْ أزاحَ مرسي المُشير عن قيادة جيش مصر”  وبعد هبوط غبار فوضىٰ 25 يناير وظهور الإخوان على السطح، ووضحت كراهيتهم للجيش المصري وقياداته كما يكرهون كل الجيوش الوطنية،  وفي سبيل التمكين والحُكم فقط جاهد الإخوان و لبسوا كل الأقنعة وجلسوا على كل الموائد، وقامروا بالوطن حاضرًا ومُستقبلاً وتحالفوا مع كُلِّ قوىٰ الشر شرقًا وغربًا، وشنوا حربًا وضيعةً لا شرفَ فيها بالوكالة للإيقاع بالجيش المصري في آتون حربٍ أهلية، وتمزيق مصر وتدميرها، ولكنهم قد اصطدموا بصخرة قاسية قوية ألا وهي جيش مصر وعلى رأسه في ذلك الوقت المُشير الراحل حسين طنطاوي  …

وبين “يامُشير يامُشير إنت الأمير”.. وإلى تهديده بحرق مصر إذا نجح الفريق شفيق في سِباقهِ مع الكتاتني والعريان، ظلَّ هو الشبح الذي طاردَهُم وهدَمَ مخططهم الذي كان متواريًا في سراديب مقر التنظيم في المقطم ودهاليز وخبايا الأمريكيين ولكن أبخرته المسمومة تسربت وظهر غدرهم، ولأجل الحُكم والتمكين شربوا خمرـ السلطة في جماجم المصريين وغسلوا أيديهم بدمائهم وعلى حافة الفناء في يومٍ انبثقَ فيه فجر مصر مِن جديد، فَجرًا مُشرقًا ومُبهرًا، فانتفض الشعب المصري وأطاح بمرسي مِن القصر.

 

ولما تأكد حلفاء الشر أنَّ التفاحة الساقطة لن تعود إلى الشجرة فعلَ الإخوان المستحيل استجلابًا للتدخل الأجنبي وأعلنها التنظيم الدولي مِن اسطنبول أنْ مَزِّقوا الجيش .. واركبوا القطار السوري، وانتفضت شرايين البيت الأبيض، ورغم انكشاف المؤامرة المخبوءة، لَم يتوقف الرقص مع الذئاب بل ظلَّ مُتواصلاً بكل وقاحة، فإلى أين تمضي المؤامرة؟

إليكم المزيد مِن الأسرار…!!

 

كتبَ دانتي في الكوميديا الإلهية: “أن أسوأ غرفةٍ في الجحيم محجوزة لمن يبقون على الحياد في وقت الأزمات الأخلاقية ”

فلم يكن مِن المُشير أنْ يقِفَ ناظرًا لهم وهم مَن قد استحلوا الدماء، وخانوا الأوطان ويحسبون أنَّ الجيش هو العائق الوحيد أمام وهْمِ( أستاذية العالم)،  ويحاولون الإجهاز عليه مِن بوابة الإرهاب والفتنة والعُنف الأعمى انطلاقًا مِن سيناء تحديدًا، تمهيدًا لتذويب مصر وتفكيكها امتثالاً للمخططات التآمرية وهذا ما انتهجوه منذ أولى لحظات تواجدهم بشكل كبير بعد 2011 فتآمر الإخوان على الجيش المصري وأجهزة الأمن والمخابرات، وكان عملاً ممنهجًا في صورة مخططات ضد القوات المسلحة والدولة المصرية عمومًا، ضالعٌ فيها دول وتنظيمات بعينها، وقامت الجماعة بتمويل قطري باستئجار شركة علاقات عامة أمريكية بملايين الدولارات لتشويه القوات المسلحة وشَنِّ حرب نفسية في الإعلام الدولي في أروقة ودهاليز صناعة القرار في العواصم العالمية، لمصلحة جماعة الإخوان المسلمين على نحو ما ظهر عقب30 يونيو وإلى الآن، ودعوةٌ للتنظيم الدولي للجماعة إلى إشعال الحروب الطائفية والتصدي للجيش المصري ثم الاستنجاد بالغرب طالبين تدخلاً دوليًا لتدميره.

 

 

وبعد تسونامي الفوضى في 2011 الذي اجتاحَ المنطقة العربية لَم يعد باقيًا على الخريطة سوى الجيش المصري والمصريون وهُم العائق الوحيد والمانع عن تفكيك مصر إلى دويلاتٍ صغيرة لينتهي ذلك التاريخ العميق للدولة لِعُمرِ عشرة آلاف عام، ولذلك يتم تعزيز جماعات التطرف ودعمها، وكانت هي نقطة الضعف التي تم تربيتها على مهل منذ أخرجهم السادات مِن السجون، ثم لا مبالاة الدولة أمام ازدهار جماعات العنف والتطرف الفاشية، الذين لَم يتوانَىٰ محمد مرسي في استدعائهم مِن أرجاء المعمورة. وخلال عام أصبحت سيناء موطئ قدم للسلفية الجهادية وكل أنواع التطرف المعروف وغير المعروف وهنا لابد أنَّ نتذكر موقف المُشير طنطاوي وصموده والذي وقف حائلاً رافضًا للتدخل بأي شكلٍ مِن الأشكال أو تحت أيِّ مُسمى مِن القوات التركية كخبراء لتدريب قوات خاصة بالجماعة تنظم كـ مليشيات تدعم الاخوان كما أراد مرسي، وكان لابد مِن إزاحته وتصعيد مَن ظَنَّ الإخوان أنه سيعاونهم أو أنه سيكونُ على هواهم، ولكن إرادة الله أنْ تكون نهايتهم كجماعة وتنظيم على يديه وهو الفريق عبد الفتاح السيسي، وقد كانَ اختيارًا للراحل المشير طنطاوي وكان مُصِرًا على تعيينهِ كوزيرٍ للدفاع،  لأنه يعلم امكانياته وقدراته والتي ظهرت يوم هدَّدَ الإخوانُ المشيرَ بحرق مصر إذا لَم يُعلَن مرسي رئيسًا لمصر واستجاب لهم فقط خوفًا على مصر ولكن ما كان في جعبته مِن مَكرٍ ودهاء جعلهم يظنون أنهم انتصروا وفازوا وأنَّ مصر أصبحت إمارة إخوانيةً أو ولايةً عثمانية.

 

ليستيقظ العالم على خروج 33 مليون مصري يصرخون “إرحل ..إرحل” في وجه محمد مرسي وحكم الإخوان، لينتفض أوباما ويشجعهم على التمادي في إثارة الشغب وكسر إرادة الشعب والجيش  وتلويح واشنطن بقطع المعونات العسكرية والاقتصادية عن مصر إذا ما سقط حكمهم مما أعطى إشاراتِ تشجيعٍ خطيرة وخبيثة إلى الإخوان فاختاروا تصعيد عملياتهم التخريبية وأعلنوا تشكيل مجلس حربٍ ضد الجيش، ولَم يكن ينقص السفيرة آن باترسون سوى أنْ تنقل مقرها إلى رابعة العدوية، متعامية عن الشعب الذي صنع ثورة شعبية شرعية غير مسبوقة ضد سياسة التسلط والهيمنة وتدمير الديمُقراطية التي مارسها مرسي والإخوان، مطمئنين إلى صفقاتهم مع الأمريكان والفُرس والترك وخونة العرب والذين تحالفوا معهم مِن قَبل لإسقاط صدام حتى أنَّ الحزب الإسلامي إخوان العراق كان رمزًا للخيانة في أدبيات الإسلاميين جميعًا ومثلهم إخوان أفغانستان جماعة رباني وحكمتيار

 

 

الخُلاصة: أنَّ مصالح أمريكا وإسرائيل والإخوان تطابقت واتفقت للقضاء على الجيش وتمزيق المحروسة وبرز ذلك في تقريرٍ صادرٍ عن المركز العربي للدراسات والتوثيق المعلوماتي بالجزائر عام 2013 بـأن التدخل الأمريكي-الأوروبي الخشن في مصر كان ضغطًا على السلطة للتراخي مع الفوضى المتصاعدة التي تمارسها حركة الإخوان وحلفاؤها، وصولاً إلى انفلات زمام الأمور، بحيث تستحيل السيطرة عليها بعد ذلك، انتشالاً للجماعة مِن سقوطها وذلك لاقتناع الأمريكيين بأنَّ دورها هو تدمير الدولة المصرية وتقويض الجيش وهو دورٌ مارَسهُ الإخوان في سوريا وليبيا وتونس .

 

إنَّ كل مصري يرى استقواء الإخوان بالغرب وتدويل الخلاف الداخلي المصري لأول مرة ودقِّ طبول الحرب الأهلية أو جعل مصر كفنًا يحمله طفل وماهي إلا خيانة للوطن وهذا يستدعي تعريف أستاذ الاستراتيجية كلاوزفيتز للحرب ” بأنها ليست فَنًا ولا عِلمًا هي أكثر مِن ذلك، هي شكلٌ مِن أشكال الوجود الاجتماعي و نزاع بين المصالح الكُبرى يسويه الدم”

بما استوجب كل حزمٍ دون مساومة أو تفريط، وحظر تنظيمهم الدولي وتبصير مَن تسلطت الجماعة على عقولهم بخطورة مخططاتها، بعد أنْ جعلت وجود الوطن ذاته محل تساؤل، تلك إذن بعض خيوط المؤامرة، والتي نقص أجزاء منها الراحل المشير طنطاوي وكان مثالا للوطنية المشرفة وتاريخًا سنحكيه لأبنائنا وسنفخر به دائمًا.

رَحِمَ الله المُشير حسين طنطاوي و حمىٰ الله جيش مصر وشعبها وقيادتها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى