أنفاق العبور لسيناء.. ٦ أنفاق تفتح آفاق التنمية

كتبت: نسرين طارق

في السادس من أكتوبر عام 1973 إستطاعت القوات المسلحة عبور قناة السويس وتحقيق النصر لمصر في ملحمة عسكرية أشاد بها العالم.. نحنفل كل عام بذكرى نصر أعاد إلى الأمة المصرية عزها. وبعد انتهاء الحرب ومعاهدة السلام ظلت أرض سيناء لعقود طويلة غير مستغلة حتى أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، إشارة البدء في تنفيذ مشروع أنفاق قناة السويس، في يوليو 2016، ليتم تنفيذ أعمال إنشاء وحفر وبناء وتشطيب أنفاق قناة السويس بأيادٍ مصرية، في ملحمة لا تختلف عن ملحمة نصر أكتوبر، ملحمة نفذها أكثر من 3 آلاف عامل ومهندس مصري، لينتهي العمل من تشييد الأنفاق خلال 3 سنوات فقط.
وبلغت تكلفة إنشاء الأنفاق 12 مليار جنيه، وتتكون من مجموعة 6 أنفاق تمتد أسفل قناة السويس.

* أنفاق بورسعيد (3 يوليو):

تتكون أنفاق بورسعيد من نفقي طرق إتجاه واحد (حارتان) ونفق سكك حديدية إتجاه واحد (مساران).
يشمل المشروع أيضا تنفيذ عدد من الطرق السطحية لوصل الأنفاق بشبكة الطرق القائمة وخدمة المشروعات المستقبلية في المنطقة.
وسيتم حفر قناة جانبية جديدة في البحر المتوسط للسماح بدخول وخروج السفن إلى شرق بورسعيد بعيدا” عن القوافل المارة بقناة السويس.

* أنفاق الإسماعيلية (تحيا مصر):

يبلغ طول النفق الواحد في هذا المشروع حوالي 6 كيلومترات من غرب القناة إلى الإتجاه الشرقي إلى سيناء داخل نفقين للسيارات أحدهما متجه إلى شرق القناة، والآخر للعودة من سيناء إلى غرب القناة.
ويوجد داخل الموقع مصنع تم إنشاؤه خصيصاً لتصنيع الجدران مسبقة التجهيز المكونة للنفق.
نفق موازي لنفق الشهيد أحمد حمدي( نفق الشهيد أحمد حمدي 2).

تفاصيل عن الانفاق:

– السرعة داخل الأنفاق 60 كم، تحت رقابة الرادار.
– تتضمن الأنفاق حارتين للسيارات في كل إتجاه.
– المدة الزمنية لعبور النفق نحو 15 دقيقة.
– طول الأنفاق 5820 مترا.
– إرتفاع الأنفاق 5.5 متر.
– تمر الأنفاق أسفل سطح الأرض والمجرى الملاحي لقناة السويس بعمقي 70 و53 مترا.
– الانفاق مزودة بمجموعة من الممرات العرضية تربط النفقين لكل 500 متر من طول النفق، والتى تستخدم فى عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ، لزيادة معدل الأمان.
– تزويد الأنفاق في الاتجاهين بـ 23 غرفة طوارئ للأفراد على جانبي النفق، وسلم يصل إلى أسفل النفق كل 250 مترا بطول النفق.
– ممرات للطوارئ وصدادات خرسانية على الجانبين.
– صممت بوابة دفع الرسوم على بعد 2 كيلو ونصف عن جسم النفق، لضمان عدم حدوث ازدحام، كما تحتوى المنطقة على ساحات للانتظار، ومسجد، ومنطقة خدمات للسيارات.

إجراءات التفتيش:
تحتوي الأنفاق على 10 نقاط تفتيش بكل اتجاه.
4 نقاط في كل اتجاه لتفتيش السيارات الملاكي ، ويتم تفتيش السيارات باستخدام أحدث أجهزة الأشعة.
6 نقاط لتفتيش النقل الثقيل والأتوبيسات، وبعد انتهاء تفتيش السيارة تذهب إلى بوابة دفع الرسوم.

شركاء بناء الأنفاق:
شارك في بناء أنفاق قناة السويس 2500 مهندس وفني وعامل مصري، بداية من يوليو 2016 حتى 2019، بمشاركة 4 شركات مصرية تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبسواعد مصرية، عبر 4 شركات وطنية :
بتروجت .
كونكورد، لتنفيذ أنفاق شمال الإسماعيلية.
المقاولون العرب.
أوراسكوم لتنفيذ أنفاق جنوب بورسعيد.

الأهمية الإستراتيجية لأنفاق قناة السويس:

أنفاق قناة السويس محور التنمية لشبه جزيرة سيناء، و جذب الاستثمارات بما فيها الاستثمار الأجنبي المباشر، وإقامة المشروعات الاقتصادية في الضفة الشرقية لمصر، وبالتالي تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على أي أطماع في سيناء والقضاء على أي مشاريع ترمی لنشر الفوضى وتفتيت البلاد.
كما ان الأنفاق لا تقتصر على كونها مجرد مشروع لربط طرق فحسب، بل إنها نموذج لمشروع تنموي متكامل يراعي الجوانب الاقتصادية التي تؤثر بدورها على الجانب الاجتماعي والأمني .

انهاء معاناة العبور بين ضفتي قناة السويس، التي كانت سببا كبيرا وراء العزوف عن الاستثمار والتنمية والاستقرار في أرض الفيروز.
الحد من الفراغ الإستراتيجي الذي تعانيه شبه جزيرة سيناء، والذي يعد أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الإرهاب في سيناء.
مواجهة الإرهاب لن تكون إلا بمزيد من التنمية واستغلال الثروات الكبرى الكامنة في سيناء .

إنشاء بنية أساسية قوية تساعد على التنمية على رأسها مشروعات الطرق والأنفاق والكبارى والكهرباء ومشروعات المياه .
اختصار زمن العبور إلى سيناء في دقائق، بعد أن كانت تستغرق قرابة ۱۲ ساعة على الأقل، أدى إلى إحداث نقلة نوعية كبرى، وكسر عزلة سيناء ونقلها إلى قلب الوطن مرة أخرى ،وتشجيع المواطنين على الانتقال للإقامة بها، والمشاركة في عملية التنمية والاستثمار التي تتم في سيناء .

الأهمية الأقتصادية لأنفاق قناة السويس:
تستهدف الدولة المصرية من إنشاء الأنفاق أسفل القناة زيادة نقاط الاتصال بين سيناء وباقي المحافظات، مع تقليص زمن العبور للقناة بما يسهل نقل البضائع بمختلف أنواعها الزراعية والاستهلاكية والصناعية، ومن ثم تنشيط حركة التجارة في مدن القناة .

ولذلك أهتمت الدولة المصرية خلال الفترة الماضية بشبكة الطرق والأنفاق والتي تعمل على تهيئة مناخ للاستثمار، وجعله أكثر جاذبية للمستثمرين المصريين والأجانب، و لتشغيل أنفاق قناة السويس أهمية كبرى تتمثل في:
ربط سيناء بدلتا النيل.
إنتهاء معاناة الآف المواطنين،عن طريق تسهيل حركة المواطنين والبضائع .
القضاء على مشكلة الزحام والتكدس بسبب المعديات.
تيسير تداول البضائع وحركة انتقالها بين شرق وغرب مدن القناة.
تربط أنفاق قناة السويس مدينة رفح المصرية شرقا وحتى السلوم غربا.
ربط الطريق الدولى الساحلى شرق وغرب قناة السويس.
خدمة ميناء شرق بورسعيد والمنطقة الحرة للاستثمار.
توفير فرص استثمار جديدة بصحراء شبة جزيرة سيناء.
تسريع الامتداد والتنمية العمرانية بأراضى سيناء.
دفعة قوية لمنطقة تنمية قناة السويس وما يحيطها من مشروعات لوجيستية وموانئ ومصانع.
حيث تختصر أنفاق قناة السويس، المسافة بنحو 100 كيلو متر مربع، إلى جانب اختصار زمن العبور بين ضفتى القناة لـ 20 دقيقة فقط، بدلا من التكدس والانتظار على المعديات لفترات طويلة بسبب عدم وجود محاور للربط بين سيناء والدلتا باستثناء نفق واحد نفق الشهيد أحمد حمدي، بالإضافة إلي جسر السلام فى مدينة الإسماعيلية.
كما تساهم أنفاق قناة السويس، في تشجيع الاستثمار بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي تتضمن 6 موانئ، و4 مناطق صناعية متفرقة على امتداد الممر المائي لقناة السويس، الشريان الرئيسي لحركة التجارة العالمية.

وتساهم الأنفاق الجديدة في سهولة حركة السياحة الداخلية إلى مدن سيناء وأبرزها شرم الشيخ، ودهب، وطابا، ونويبع، وتستوعب آلاف المركبات يوميا وتختصر مدة الرحلة بين ضفتي القناة إلى 15 دقيقة فقط، مع مراعاة كافة الإجراءات الأمنية والاحترازية، كما يسهل حركة التجارة، وتنمية الاستثمارات بمحور قناة السويس، وشبه جزيرة سيناء.