fbpx
أخبار محليةمقالات

حياة يحيى تكتب: هذا الشعب لم يجد من يفطمه

 

حياة يحيى
حياة يحيى

“هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه”

عفواً سيدي الرئيس، فهذا الشعب لم يجد من يفطمه، هذا الشعب لم يجد من يعلمه قيمة العلم والعمل، هذا الشعب لم يجد من يضعه أمام مسؤلياته، هذا الشعب لم يجد من يرفع من وعيه، هذا الشعب الطيب الذي ساند هذا البلد كثيراً أشبه بطفلٍ باراً بأبويه، لكنه لم يتربى على تحمل المسؤلية، أفسده الدلال برغم ضيق ذات اليد، هذا الشعب الذي قرر كثير من أبناءه، أن يتزوجوا وينجبوا بلا وعي وبلا تخطيط مادي مسبق للحياة الأسرية، بل وربما بالديون وبالصدقات والمساعدات التي توفرها بعض الجمعيات.

بدأ حياته الزوجية، دون تفكير مسبق، حتى وجد نفسه يعول خمس وست وعشر أطفال لايقوى على إطعامهم وتعليمهم، كما سبق أن قرر الإلتحاق بكليات يعلم مسبقاً ٱنه لا مكان لها بسوق العمل، وتبعها بمظاهر تفوق قدرته المادية فى الزواج والحياة والترفيه، معولاً على حقه المزعوم في الدعم والتعليم المجاني لأطفاله مطالباً الدولة بتوفير وظيفة وشقة للزواج ودعم للكهرباء والغاز والمياه والبنزين، ودعم تمويني وصحي، للحد الذي جعله يرى أن إحتياجاته الشخصية أهم من تنمية بلد بكاملها، ومن مشروعاتها القومية، وكأن  أبناءه وأسرته  مسؤلية الدولة لامسؤليته.

أصبحنا  شعب مصاب بهوس المظاهر ومضيعة الوقت وهدر الطعام والإسراف فيه استبدلنا التدبير الاقتصادي الذي كان يميز البيوت المصرية بالفشخرة الكاذبة، هذا الشعب الآن يمر بواحدة من أصعب أوقاته هذا الشعب يمر بمرحلة الفطام.

نعم هو الآن يعاني ويلات الفطام من كل عاداته السيئة في الهدر والإسراف في شتى أمور حياته، يفطم من المظاهر الكاذبة فلم يعد يملك تكلفتها، يفطم من الإنشغال بالتوافه، فتدبير قوت يومه أصبح شغله الشاغل، والطفل الذي يفطم يصرخ ويعاني ويركل ويصب غضبه على أمه، لكنه بعد قليل وبمد يد العون الرشيد له، يستعيد توازنه ويتعامل مع البدائل.

نحن الآن في مرحلة إدراك لقيمة المال والطعام والموارد والعمل والوقت،فأصبحنا نجد كثير من البيوت، أصبحت تتبع ثقافة التوفير والإستغناء، وخلق بدائل إقتصادية، وهذه بداية ولو إستثمرنا هذا بقرارات حكومية إقتصادية حكيمة وثورية، ستتحول محنتنا لمنحة تعيد لنا إتزاننا المفقود، وتعيدنا لمسارنا الصحيح في إحترام وتقديس العمل والعلم والوقت، وتقدير النعم التي لم ندركها حتى فقدناها، والعودة لأكبر ميزاتنا كمصريين البساطة وعدم التكلف في الحياة.

ياسيادة الرئيس آن الأوان لهذا الشعب أن يجد من يوقظ وعيه، ويخاطب عقله وضميره، آن الأوان أن تتكاتف الجهود الأهلية مع الدولة والإعلام لا لتوفير صناديق الطعام، ولكن لتوفير تدريب لكل اسرة يجعلها مؤهلة لسوق العمل بل و يجعلها قادرة على خلق فرص عمل  وخلق مجالات عمل لنفسها.

لنحيا حياة كريمة لا حياة تواكل وتسول، هذا البلد يقف الآن أمام محنته فلنساعده أن يحولها لمنحة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى