fbpx
تقارير

بالهيدروجين الأخضر.. مصر ممر لعبور الطاقة النظيفة إلى العالم

كتب: محمود هجرس
تدقيق: ياسر فتحي

تُخطط الدولة المصرية للاعتماد على الطاقة الجديدة بنسبة تتخطى 40% قبل حلول عام 2035 بتنويع مصادر الطاقة، حيث اعتمدت استراتيجية جديدة لإنتاج الهيدروجين بنوعيه الأخضر والأزرق، تزامنًا مع زيادة الاعتماد على الطاقة المنتَجة من الرياح والشمس والمياه بجانب المصادر التقليدية للطاقة، وتتوجه الأنظار في هذا المجال إلى المنطقة العربية، ولا سيما شمال أفريقيا، لتوليد كميات كبيرة من الهيدروجين، بسبب مناخها الجاف والمساحات الشاسعة من الأراضي المتوفرة لديها؛ حيث تعتبر مصر من أهم الدول التي
تعتمد في استراتيجيتها على الطاقة الجديدة في استخدام الهيدروجين الأخضر، وهو عبارة عن وقود خالٍ من الكربون، ومصدر إنتاجه هو الماء، وتشهد عمليات الإنتاج فصل جزيئات الهيدروجين عن جزئيات الأكسجين بالماء بواسطة كهرباء يتم توليدها من مصادر طاقة متجددة.

ويهدف الهيدروجين الأخضر إلى حماية البيئة ومكافحة الاحتباس الحراري؛ لكونه يعتمد إزالة الكربون وتقليص نسبته في الهواء.

وهناك مجموعة من الصناعات المرشحة للاستفادة من هذا الوقود، تشمل الطائرات، والسفن، والشاحنات التي تقطع مسافات طويلة، والصناعات الثقيلة، ويمكن أن يكون مصدر طاقة مثاليًا لتشغيل قطاعات صناعية كثيفة الاستهلاك للطاقة، مثل تصنيع الصلب والخرسانة.

وفي هذا الصدد وقِّعَت مذكرتي تفاهم مع الجهات المصرية المعنية للتعاون في تطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وخلال المرحلة الأولى من المشروع تقوم الدولة المصرية بإنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر على أن تدخل حيز التنفيذ في العام 2026، وأن المحطة ستنتج 100 ألف طن من الميثانول الأخضر سنويًا لتموين سفن النقل البحري في قناة السويس، على أن يتم زيادة محطات تصنيع المحللات الكهربائية ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.

ومن جهود الدولة المصرية في هذا المشروع في سياق متصل، وقعت الحكومة المصرية مع شركة “إيني” الإيطالية مذكرة تفاهم للتعاون في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق وتقييم الجدوىٰ الفنية والتجارية لمشروعات إنتاجه المستهدفة في مصر وأن الاتفاق يتطرق إلى إنتاج الهيدروجين الأزرق من خلال تخزين ثاني أكسيد الكربون في حقول الغاز الطبيعي المتقادمة، كما تشمل الدراسة أيضًا التعرف على استهلاك السوق المحلية المحتمل للهيدروجين وفرص التصدير المتاحة، وكذلك تقييم الخطط والأعمال اللازمة لتنفيذ المشروعات المطروحة.

وأوضحت وكالة الطاقة الدولية أن هذه الطريقة للحصول على الهيدروجين الأخضر ستوفر 830 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعث سنويًا عند إنتاج هذا الغاز باستخدام الوقود الأحفوري.

وتأتي الجهود التي يتم بذلها حاليًا في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، لتهدف إلى تحويل مصر لممر عبور للطاقة النظيفة إلى أوروبا والعالم، حيث تعمل الجهات المعنية على تعظيم الاستفادة من الفرص المطروحة في ضوء رئاسة مصر للدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، وذلك بهدف جذب المزيد من التعاون والاستثمارات لمشروعات التحول الأخضر لاسيما إنتاج الهيدروجين الأخضر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى