fbpx
بناء الجمهورية الثانية

“الزراعات الذكية” جهود الدولة المتواصلة لتحقق الأمن الغذائي وللحافظ على البيئة من التلوث

كتب: محمود هجرس
تدقيق: ياسر فتحي

يزداد سكان العالم سنويًا بما يقارب ١٠٠ مليون شخص، وبحلول عام ٢٠٥٠، وبحسب الأرقام الصادرة عن “الفاو” تزداد المخاوف تجاه توفير الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي لسكان الأرض والحفاظ على الأراضي الصالحة للزراعة والاستفادة منها بأقصى درجة، ولمواكبة هذه الزيادة فكان لابد من التفكير بأساليب جديدة في مجال الزراعة واستخدام الموارد اللازمة بشكل رشيد ومقنن واستحداث أساليب جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والتحكم عن بعد، واستخدام إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي لجعل عملية الزراعة أكثر إنتاجية وربحية، وأقل ضررًا على البيئة ومنها ظهر ما يعرف بابتكارات “الزراعات الذكية” والتي تهدف إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة واستخدام ربط الأجهزة ببعضها للحصول على أقصى منفعة وتوفير للوقت والجهد بالإضافة لاستخدام أجهزة الاستشعار عن بعد، والموضوعة في الحقول للحصول على خرائط تفصيلية لمعرفة نوعية التربة.

وتساعد الزراعة الذكية على تحديد ورصد الآفات الزراعية، وعليه يمكن تحديد كمية المبيدات المناسبة للقضاء عليها والعمل على نظم حديثة للري والحد من إهدار المياه، حيث تساعد في الحد من استهلاك المياه بنسبة 90٪ مقارنة بالزراعة التقليدية، بالإضافة إلى أنها تقوم بإرسال إشعارات للمزارعين عند حدوث أي تغير في استهلاك المياه، وتعمل أيضًا على تقليل غازات الانبعاثات الحرارية إلى أكبر حد عن طريق البصمة الكربونية، والتي تعني “التعرف على كمية الانبعاثات لأي منتج خلال العملية الإنتاجية”.

ومن هذا نجد أن السعي وراء تقنية الزراعات الذكية يهدف إلى توفير المياه المستخدمة في الزراعات التقليدية حيث أن العالم يواجه ظاهرة الشح المائي، وتهدف أيضًا للحفاظ علي بيئة نظيفه خالية من التلوث وذلك بالاعتماد على هذه التقنيات وتقليل نسب استخدام المبيدات وتقليل مدة الدورة الزراعية حيث أن دورة زراعة الأرز المقاوم للجفاف أصبحت 125 يومًا بدلا من 160 يومًا.

• جهود الدولة في تطبيق الزراعات الذكية:

– الانضمام إلى التحالف العالمي للزراعات الذكية مناخيًا بمنظمة الفاو عام 2016.

– وقعت وزارة الزراعة المصرية على مشروع (سكالا) مع الفاو وعدة جهات أخرى، والذي يهدف إلى دراسة تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية واستخدام التكنولوجيا الذكية.

– رصد قيمة 40 مليار جنيه من قِبَل الدولة عام 2021 لتحويل 4 مليون فدان بنظام الري الحديث.

– خطة لتدريب المزارعين على استخدام التقنيات الحديثة.

– توفير قروض ميسرة من البنوك الوطنية لتشجيع المزارعين على استخدام التقنيات الحديثة.

• الزراعات التي استخدمت تقنية الزراعة الذكية:

الأرز، والكينوا الذي يستخدم في صناعة النشا والدقيق.

وتأتي أبرز التحديات التي تواجه مصر في تطبيق التحول إلى الزراعات الذكية زيادة درجة الحرارة حيث تتراوح من 1.2 إلى 2 درجة مئوية في المتوسط مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، وأيضًا ارتفاع في مستوى سطح البحر في شرق المتوسط +0.38 م الي 0.82م بحلول 2085 م، مما يجعل أجزاءً من دلتا النيل غير قابلة للزراعة، وأيضًا الارتفاع في درجات الحرارة يؤدي إلى التبخر مما ينعكس على كميات المياه العذبة مما يؤدي إلى زيادة هطول الأمطار ونسب حدوث فيضانات تؤدي إلى فقدان خصوبة التربة.

وإجمالًا تعكس الزراعات الذكية باستخدام التقنيات الحديثة إلى توفير المحاصيل الموسمية والغذاء طوال العام وبكميات مناسبة وآمنة، سعيًا من الدولة لتحقيق الأمن الغذائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى