fbpx
معرفة

حدوتة صايم (1).. العميد أحمد مندراوي يكتب: فطرنا عيش واسع

 

زمان وأنا عيل صغير كنت بستنى رمضان وأنه يجي بفارغ الصبرلأن كان ليه طقوس جميله جدا عندنا كلنا بيخلينا متشوقين للشهر الكريم ده بنهاره وليله الرائع.

كنا بنستنى ليالي رمضان الجميل دى لأننا واحنا عيال كنا بنقعد نلعب، و نصلي، ونستحضر فيها خشوعنا قدام ربنا حتى واحنا صغيرين وكنت دايما أفطر بعد آذان المغرب وأنزل أصلى وأرجع آكل.

و أجمل حاجة في رمضان صلاة التراويح اللى بستمتع بروحانية هذه الصلاة وسماع القرأن من الأمام وبعد مانخلص صلاه كنا نلعب لحد السحور وبعدها نصلي الفجر ونلعب بعد الفجر لغايه ما نصحي قبل الفطار عشان نفطر وكل يوم بيتكرر زى اليوم الجميل اللى قبله.

وفي مره من المرات فى رمضان رحت البلد في قريه أمي كام يوم و كنت مع إبن خالتي الله يرحمه مصطفى وقعدت معاه الكام يوم دول كنا ننام بعد الصبح مايطلع ونلعب مع بعض بالليل كعادة كل العيال الصغيره فى هذا الوقت.. ومرة من المرات لعبنا كالعاده بالليل واستنينا لغايه السحور وبعد ما اتسحرنا وصلينا الفجر وبعدها  طلعنى معاه وقالى تعالى نروح مع بعض أنا وأنت الغيط (أرض والده العمدة الله يرحمه) ورحنا وقعدنا في الغيط فترة وبعد كام ساعة غلبنا النوم.. نمنا هناك تحت شجرة.. مصطفى إللى اختارها لأنها كانت كبيرة بفروعها وضلها.. وما أجمل وما أروع إنك تنام في الطبيعة وعلى الأرض وتحت الضل وتستنشق هوا نضيف وجميل جدا جدا وعمري ما هنسى النومه دي في حياتي لأني نمت بعمق وراحه ماشوفتهاش فى حياتي.

قمنا قبل آذان المغرب وكنا مستنين عربيه تجيلنا تاخدنا تبع غيط خالي العمدة أبو مصطفى.. العربيه اتأخرت علينا والمغرب خلاص هيأذن فمصطفى الله يرحمه قالي “تعالى هافطرك أحلى فطارفطار يارب بس يعجبك”.

قعدنا مع فلاح  في الغيط إللى مسئول عن الغيط والفلاحين إللي بيزرعوا ويتابعوا الزراعه فيه.. وقعدنا مع الفلاح البسيط ده وكان مرحب  بينا جدًا وبدأ يطلع الأكل إللى معاه وطلع عيش اسمه عيش” بتاو” أو عيش “واسع” وجبنه قديمه وبدأنا ناكل.. أقسم بالله  كأنه شهد سبحان الله…انا لحد وقتنا ده ومش  قادر أنسى الفطار الجميل ده اللي ما شفتهوش في حياتي قبل كده وأكلت فيه كتير جدًا وكان فيه بركه سبحانك يارب.

وكنت اول مره اشبع كده على الفطار فى رمضان.. لأنى عادتى في رمضان أنى مابعرفش أكل كويس على الفطار ولا بعرف اشبع..  بكون عشطان جدا فبشرب ميه كتير أو نمت كتير وصحيت على الفطار فسواء كدا أو كدا ما بعرفش آكل كويس ولا أشبع أبدا.

إنما اليوم ده أكلت أكله جميله جدًا جدًا عمري ما هانساها في حياتي لأنها أكله  بسيطه خالص.. ومن بعدها.. بقيت أكل أي أكله ثانيه بنقول عليها دلوقتى “أكله فاضية” يعنى من غير لحوم سواء عدس أو مسقعه أو طعمية وفول أو كشرى.. بقيت آكل فيها بطريقة فظيعة لحد ما اشبع.. والأكلة البسيطة دى على الفطار في رمضان بتخلينى سبحان الله بحس پإحساس مش عارف أوصفه…سبحانك يارب حاجة غريبه فعلاً فى الموضوع ده.

ومن يومها وأنا بشبع فى الأكلة البسيطة في رمضان وحتى بعد رمضان وكل سنه وأنتم طيبين يا طيبين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى