fbpx
تقاريرسلايدر

الشيخ أحمد تركي: الخطاب الديني أصبح سبوبة شلليات لا يسمح لأحد من خارجها بالظهور

حياة يحيى
حياة يحيى

حوار: حياة يحيى

يعد تجديد الخطاب الديني أهم مانادى به الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ سنوات في كل مناسبة دينية، أو وطنية، مطالباً بإعادة صياغة فهم المعتقد لإدراكه بأنه أحد أسلحة حرب الدولة المصرية ضد أهل الشر، فهل نجحنا في تجديد الخطاب الديني؟!
وكان لبوابة الجمهورية الثانية حوار مع فضيلة الشيخ الجليل ” أحمد تركي ” مدير التدريب بوزارة الأوقاف وأحد علماء الأزهر الشريف وسألناه حول هذا الموضوع:

 

فضيلة الشيخ أحمد تركي هل نحن أمام إشكالية تجديد خطاب ديني أم تجديد فكر ديني ؟

الخطاب الديني هو المنتج النهائي الذي يصل الناس، و هنالك فارق ما بين الدين والخطاب الديني فالدين هو القرآن والسنة النبوية الصحيحة، ولكن الخطاب الديني هو ماننقله عن الله ورسوله، في خطب الجمعة، والمقالات الدينية، والندوات، والفتاوى، وأحاديث الناس عن الله، سواء بالخطأ، أو الصواب، وهنالك من يتحدثون عن الله بفهمهم الخاص ويعتقدون أن هذا مضمون كلام الله فهذا أيضاً خطاب ديني، وللأسف أصبح هناك مساحة فراغ تركها الأزهر، فعندما نحجر على أصحاب الفكر الأزهري المستنيير يظهر على السطح نماذج متشددة، مالدينا اليوم خطاب شعبوي يزحف على الناس أمثال من يروجون لأدعية تكتب النجاح لطالب الثانوية العامة حتى لو لم يجتهد، فهؤلاء بخطابهم يكرسون لمفاهيم البطالة، والكسل، بينما الخطاب الديني الصحيح محاصر ومقفول عليه.

ماهي أهم المشاكل التي يعاني منها الخطاب الديني الحالي؟

المشكلة أن المؤسسة الازهرية تعاني مشاكل إدارية كثيرة، وأحد هذه المشاكل أن كثير ممن يتصدرون تجديد الخطاب الديني هم أنفسهم خطابهم به كثير من المشاكل و يحتاج للتجديد، في الحقيقة نحن بحاجة إلى إصلاح ديني ، أي الإصلاح المؤسسي الإداري، وتمكين الأزاهرة الذين يملكون الوعي والفكر وليس هؤلاء الذين تطرفوا أقصى اليمين، و أقصى اليسار، فمصر لم تكن هكذا يوماً، والناس تعاني من الارتباك بسبب علو أصوات هؤلاء،
وأرى أن هناك حرب شديدة على الهوية تخدم على أعدائنا في الحروب الحديثة فمن مصلحة أعدائنا إستمرار حالة الاستقطاب، والخطاب المتشدد من الطرفين لأنها تأخذ المجتمع تجاه التمزق وتضرب هويته في مقتل.

فضيلة الشيخ/ أحمد تركي
فضيلة الشيخ/ أحمد تركي

ماهي المواصفات التي يجب أن يمتلكها من يعتلي المنبر ليخاطب الناس؟

الحقيقة لانريد خطيباً بل أزهري مثقف يعيش عصره ومع الناس في كل تفاصيل الحياة، ويذهب للقرآن والسنة ليأتي بحلول للمشكلات ويقدمها للناس، نريد الأزهري الذي يقرأ في علم المصريات، والعلوم الحديثة، ومدرك للتحديات المختلفة ولديه فهم للواقع ومتعايش مع الناس.

إذن ماهو مفهوم وشكل الخطاب الديني الذي نحتاجه ؟

إن الدين أو التراث الاسلامي هو صيدلية كبيرة كل جيل له إحتياجاته من هذه الصيدلية والتجديد هو أن نأخذ إحتياجانا فقط ، وإحتياجات عصرنا فقط ، على سبيل المثال لا الحصر القرآن حين نزل في الجزيرة العربية كان هناك وثنية، وكان الهدف هو القضاء على الوثنية وأن يعبد الناس رب الناس، لذلك هناك آيات في القرآن تتحدث عن الوثنية وتفنيد حجج الوثنية ، و الكافرين ، اما الآن فهذه القضية لم تعد موجودة في عصرنا الحالي في مصر والدول الاسلامية، بالتالي القضاء على الوثنية هذا لم يعد احتياجاً في عصرنا الحالى، كما تحدث القرآن أيضاً عن العبودية والجواري وإستعباد الإنسان للإنسان، وكل الأدلة في القرآن تتجه لتحرير الرقاب ، ولم يأمر الإسلام بالسبي وإستعباد الناس عكس مايتوهم البعض، والنكاح وملك اليمين وقتها كان هدفه أن تلد المرأة فنصبح أم ولد وتتحرر، لأن هذا كان العرف السائد وقتها، كما كان تجارة وإقتصاد في يد الناس ولو كان الرسول أمرهم بتحرير جميع العبيد لرفضوا لكن تدرج الأمر حتى يحرر جميع العبيد وينتهي هذا العصر، فلا يجب أن نستدعي هذه القضايا اليوم ولكن نقرأها في القرآن تعبداً فقط وليس تطبيقاً، وهذا هو ماتقوم به داعش وأمثالها من المتشددين، أنهم يمرضون المجتمع من أجل إستخدام جميع الأدوية المنزلة في القرآن لأنهم لا يفقهون، فيذهب ليسبي النساء حتى يطبق آيات عتق الرقاب، ولايفهم أن تلك الآيات كانت علاج لمرض وإنتهى المرض، السلفيين يتهمون الناس في عقائدهم حتى يطبقوا عليهم آيات الشرك فتلك مصيبة نعيشها، يجب أن نتساءل ماذا نريد من الدين وماهي مشاكلنا لنعالجها بالدين، لقد أصبحنا مابين تيار التطرف الديني، الذي يستدعي مجتمع القرن الأول والرابع الهجري بكل مشاكله وأمراضه ليطبق حلولها مقابل تيار متأثر بفكر المستشرقين القدامى وكلام المفكرين العالمين ضد الإسلام ويعتبر أن الإسلام أصل كل المشاكل، ونتيجة لذلك أصبح هناك حالة من الإستقطاب في المجتمع مابين التيارين لذلك نحن بحاجة لخطاب ديني متوازن وليس خطاباً وعظياً شعائرياً متخلفاً، إنما هو خطاب يعالج الفكر ويغذي الروح ويقوم النفس.

هل نملك كوادر قادرة على حمل مسؤولية تجديد الخطاب؟

هناك كثيرين لكن لا أحد يعرفهم وكوادر عظيمة يجب أن تخرج للملأ لكنها مدفونة بسبب الشلليات التى لا تسمح لأحد من خارجها أو خارج توجهاتها أن يخرج للإعلام لأنها مصالح وتوجهات لها أصحابها الذين يتعاملون مع الخطاب الديني على أنه سبوبة وتلك مصيبة، كما أصبح كثير منهم لديهم مصالح مع رجال أعمال أصحاب قنوات وفضائيات، و هذا فكر منحرف علينا مواجهته .

 

الجزء الثاني من حوار الشيخ/ أحمد تركي
مدير تدريب الدعاة السابق: أشعر بالقهر عندما أسمع خطب الجمعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى