fbpx
معرفة

حياة يحيى تكتب: أمي تلك الروح التي منحتني الحياة

كتبت: حياة يحيى

 

لم أكتب عنها سابقا فالكتابة عنها شئ عسير ، فكل الكلمات مجتمعة لاتملك التعبير عن لحظة شعور تجاه أمي ، وللمرة الأولى احاول ان اكون شجاعة بقدر الكتابة عنها ، فهي تلك الروح التي منحتنى الحياة مرتان مرة يوم خرجت من أحشائها للحياة ومرة يوم منحتنا عمرها كاملاً بعد وفاة رفيق قلبها وهي في ريعان شبابها، تاركاً لها طفلتين في الثامنة والخامسة، جوهرتي عينيها كما كانت تدعونا انا واختي الأصغر.

احتضنتنا بكل مابقي من عمرها وشبابها دون شكوى ، أو اظهار تعب أو ألم أو حرمان، دون أن تمن أو تمل، عن تلك التي لم تنحني لو يكسرها الزمان، تلك الرقيقة التي تتحول لأشرس مخلوق اذا مامس احد شعرة من رأس أبنتيها، كنت ولا زلت أراها جبلاً من صبر وحنان وقوة، أدين لها بكل تلك القوة في داخلي، التى تعلمتها منها، بكل عزة النفس ورفعة الرأس.

علمتني أمي أن السقوط هو بداية، وأن الإستغناء عز، وأن الكرامة سند، علمتني أن أكون صاحبة قراري، علمتني أن الحرية مسؤلية وأنا وحدي من يملكها منذ كنت طفلة، علمتني اتخاذ القرار، دعمتني حتى وأنا اخطأ، لم أرى منها سوى ابتسامتها، حتى وهي تبكي.

أمي كانت ولازالت لي رمزاً للمرأة كيف تكون حين تتجلى في أجمل صورها، هي ذلك السند والدعم والحب، الغير مشروط دائما،
كبرنا وصرنا أمهات ولازالت أمي ترانا طفلتين ولازالت تربينا كأننا لم نكبر ولم يمر الزمن علينا، خط الشيب شعرنا ولازلنا فى عين امي طفلتين تلهوان فى قلبها ، كل يوم وأمي هي العيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى