fbpx
تقاريرسلايدر

مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصري…علماء المصريات: يوجد أربع نماذج لحجر رشيد بالمتحف المصرى 

كتبت: ندى حسن
تدقيق: أحمد علي

 

تحتفل  وزارة السياحة والآثار اليوم بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسي شامبليون، وهى مناسبة تستحق الإحتفال، وأعلنت  وزارة السياحة والآثار برنامجاً للإحتفال، وإنطلقت مبادرة “تعرف على كنز في محافظتك” وتقيم عدداً من المعارض في المتحف المصرى ومتحف الحضارة.

وقالت الدكتورة فاطمة عبد الرسول الباحثة بمركز زاهي حواس لعلم المصريات، أن ظل الغموض يحيط بالحضارة المصرية القديمة زمناً طويلاً، وما كان بوسع المهتمين بهذه الحضارة أن يعرفوا عنها شيئاً طالما بقيت كتابات المصريين القدماء لغزاً محيراً حتى أمكن فك رموز هذه الكتابة في عام 1822 على يد العالم الفرنسي جان فرنسوا شامبليون.

ويشاء القدر أن توضع الحضارة المصرية في مسارها الصحيح وأن يُكشف النقاب عن إبداعاتها الفكرية والمادية بالكشف عن حجر رشيد ذلك الحدث الكبير الذي جرى في أغسطس عام 1799على يد الحملة الفرنسية، وذلك عندما أمر بوشارد أحد ضباط سلاح المهندسين في جيش نابليون بونابرت بحفر خندق حول قلعة سان جوليان بالقرب من مدينة رشيد.

وأضافت، أنه تم العثور على حجر من البازلت الأسود طوله 114سم وعرضه 75,5 سم وسمكه 27,5سم، وقد تهشم جوانبه وفقد أجزاء من قمته، وقد سجل على وجهه نقوشاً كتبت بلغتين: اللغة المصرية القديمة وكانت غير معروفة في ذلك الوقت، واللغة اليونانية القديمة كانت معروفة للعلماء والتخصصين. وقد نقشت اللغة المصرية القديمة بخطين الخط الهيروغليفي والخط الديموطيقي.

ومن حسن حظ الحضارة المصرية الكشف عن ذلك الحجر الذي ضم مفاتيح اللغة المصرية القديمة، ولولاه لظلت الحضارة المصرية غامضة ولا ندري من أمرها شيئاً لأننا لا نستطيع أن نقرأ الكتابات التي دوّنها المصريون القدماء على آثارهم، فقد حصل شامبليون على نسخة من الحجر وعكف على دراسته مبدياً أهتماماً شديداً بالخط الهيروغليفي معتمداً على خبرته في اللغة اليونانية القديمة؛ حتى أن وصل هو غيره من الباحثيين لفك رموز اللغة المصرية القديمة.

يتضمن حجر رشيد المحفوظ حالياً في المتحف البريطاني مرسوماً صدر حوالي عام 196ق.م من قبل الكهنة المجتمعين في مدينة منف( ميت رهينة- مركز البدرشين- محافظة الجيزة) يشكرون فيه الملك بطلميوس الخامس لقيامة بوقف الأوقاف على المعابد وإعفاء الكهنة من بعض الإلتزامات، وسجل هذا المرسوم بخطوط ثلاث الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية

وفي نفس السياق أكد الدكتور علي أبو دشيش الباحث فى اللغه المصرية القديمة، أن حجر رشيد الأثري واحداً من أهم الإكتشافات الأثرية في تاريخ الإنسانية، ومفتاحاً مهماً لكشف أسرار اللغة المصرية القديمة، ونافذة مضيئة أطل العالم كله منها على سحر مصر القديمة.

لأن حجر رشيد منقوش عليه  ثلاث نسخ تمثل الكتابة الهيروغليفية (الكتابة المقدسة) على قمة الحجر، والكتابة الديموطيقية (الكتابة الشعبية) فى منتصف الحجر، والكتابة اليونانية القديمة (فى أسفل الحجر)، والباقى من نص الكتابات الهيروغليفية أربعة عشر سطراً، وتطابق الثمانية والعشرين سطراً الأخيرة من النص المصرى القديم، والمتبقى من الكتابة الديموطيقية إثنان وثلاثون سطراً، ونص الكتابة اليونانية القديمة شبه كامل فى أربع وخمسين سطراً.

ويسجل نص الحجر مرسوماً يخص الملك بطليموس الخامس، أقره مجمع الكهنة فى منف عام 196 قبل الميلاد.

ويؤكد  أبو دشيش على أن العبادة الملكية الخاصة بالملك إبن الثلاثة عشر عاماً فى الذكرى الأولى لجلوسه على العرش، ويشير إلى أفضاله على المعابد المصرية وكهنتها مثل منحها كميات كافية من القمح، وإسقاط الديون عن كاهل الشعب المصري والمعابد، والعفو عن المساجين والهاربين من العدالة إلى خارج مصر والسماح لهم بالعودة، وترميم وإصلاح حالة المعابد ورداً لجميله.

أما عن سبب شهرة حجر رشيد فقال أبو دشيش لأن حجر رشيد عُثر عليه قبل أن يُعثر على الأحجار الأربعة التى تم إكتشافهافيما بعد ذكرها، حيث عُثر عليه عام 1799م، بمدينة رشيد. أما الأحجار الأخرى تم إكتشافها ما بين 1866 حتى اخر حجر عام 2004 م.

– أحجار رشيد الأربعة:

واشار أبو دشيش أنه يوجد مراسيم شبه حجر رشيد موجودة بالمتحف المصري، فهى أيضًا عبارة عن مراسيم تعود إلى عصر الملك بطليموس الثالث، أى قبل حجر رشيد، الذى يعود إلى عصر الملك بطليموس الخامس.

والحجر الأول عُثر عليه عام 1866، أي بعد العثور على حجر رشيد، ومُسطَّر عليه 37 سطرًا هيروغليفيًّا و37 سطرًا يونانيًّا، وقد أختفى النص الديموطيقى لأن اللوحة مكسورة، وقد تم تنصيب هذه اللوحة بمعبد تانيس، ولا توجد مناظر على هذه اللوحة، ما عدا المنظر العلوي من اللوحة، الذى يمثل قرص الشمس المُجنَّح.

أما الحجر الثاني عُثر عليه عام 1881، بمنطقة كوم الحصن، وهو من الحجر الجيرى، ويحوي 26 سطرًا هيروغليفيًّا و20 سطرًا ديموطيقيًّا و64 سطرًا يونانيًّا، ويحمل نص مرسوم صادر من الملك بطليموس الثالث وأرسينوي، كما يضم المرسوم أكثر التقويمات الشمسية دقة فى العالم القديم، والتى تقسم السنة إلى ٣٦٥ يومًا وربع اليوم، ويمجد المرسوم الراحلة الأميرة برينيكى.

أما الحجر الثالث فقد عُثر عليه عام 2002، بمنطقة المحاجر بالخازندارية بمحافظة سوهاج، ويعود أيضًا إلى عصر الملك بطليموس الثالث، وعليه 21 سطرًا هيروغليفيًّا و17 سطرًا ديموطيقيًّا، وأسفل الحجر نص يذكر أنه سيتم إستكماله باللغة اليونانية، ويحتوي المرسوم على معلومات سياسية تتضمن صراعات حكام سوريا واليونانيين.

أما المرسوم أو الحجر الرابع والأخير فقد عُثر عليه عام 2004 بحفائر البعثة المصرية الألمانية بتل بسطة، والحجر منقوش عليه كتابات بالخطوط الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية، وقد فُقد الجزء الهيروغليفي، والأجزاء المتبقية تحتوي على النصين الديموطيقي واليوناني، ويعود إلى عام 238 قبل الميلاد، ويحمل نص مرسوم صادر عن الملك بطليموس الثالث تمجيدًا للأميرة بيرينكى إبنته.

– رموز الكتابة المصرية :

وأضاف أبو دشيش أن أهم علامات ورموز الكتابة الهيروغليفية،  الكتابة المصرية القديمة هى علامة ” كم “.

علامة ” كم “

تُمثل هذه العلامة جلد التمساح ذو الشوك، وكانت تعني كذلك “السوداء” للإشارة إلى الطمي الأسود، وكانت أهم معانيها كلمة “كمت” وتعني “مصر” كما هو مصور هنا.

كما سميت اللغة المصرية القديمة نفسها باسم “را-ن-كِمِت” وتعني “كلام مصر”، أما “رمِث-ن- كِمِت” فتعني “شعب مصر”.

علامة ” الزرافة “

علامة ” الزرافة “تمثل هذه العلامة شكل الزرافة، وتستخدم كجزء من كلمات تعني “التنبؤ” و”سر”.

وربما كان هذا الإرتباط بسبب طول رقاب الزراف التي أعطتها القدرة على رؤية ما هو أبعد من أي كائن بجوارها.

وهناك العديد من المناظر التي تُصور فيها الزرافة على جدران المعابد والمقابر مثلما في هذا المنظر من مقبرة رخمي رع.

علامة ” مس “

علامة “مس” تُمثل هذه العلامة ثلاثة جلود لثعالب مربوطة معاً، وتظهر كأنها مصورة من أعلى، وتعنى المَولِد.

كما أنها من أشهر العلامات إستخداماً خاصة في أسماء الملوك مثل الملك چحوتي-مس (تحتمس الثالث) وتعني مولود چحوتي، وهي المصورة في هذا المنظر، والملك رع-مس-سو (رمسيس الثاني) وتعني مولود رع (أي إبنه).

علامة ” خع “

علامة ” خع “عبارة عن تل تُشرق من خلفه أشعة الشمس.

غالبًا ما كانت تستخدم في الكلمات التي تشير إلى المعبود رع، وكانت تستخدم كذلك في الألقاب الملكية مثل إسم الملك خفرع من عصر الأسرة الرابعة.

علامة ” چا “

علامة ” چا “تُمثل هذه العلامة قطعتين من الخشب، تُشبه العليا منهما الهراوة، بينما تُمثل السفلى قاعدة مجوفة تعلوها الهراوة.

ومن الممكن أن يتم تدوير الجزء العلوي يميناً ويساراً ليولد النار لتُستخدم في الطهي والإضاءة وغيرها.

تأتي هذه العلامة في كلمات عديدة منها “چا” بمعنى “يعبر” و”وچا” بمعنى “سليم” خاصةً في صيغة “عنخ- وچا- سنب” التي تعقب أسماء الملوك متمنية لهم “الحياة والسلامة والصحة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى