fbpx
تقاريرسلايدر

رحيل مفتي الدماء بعد صراع طويل مع الوطن

كتب: طه سليم

بعد تخرجه من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر التحق بجماعة الإخوان الإرهابية , وسخر كل ما تعلمه في سبيل خدمة نظام الإخوان الإرهابي وتمكينه , الأمر الذي فطنت له مصر مبكرا فسُجن مرات عديدة في العهد الملكي ثم الناصري , وهاجر إلى قطر عام 1961 .

مهرجان الفتاوى

عمل القرضاوي منذ اليوم الأول له في قطر على التسلل لمراكز صنع القرار والتقرب من حكامها آنذاك مستخدما فتاواه بعد أن قام بتأسيس كلية الشريعة والدراسات الإسلامية , حتى سنحت له الفرصة عام 1995 حين أفتى بجواز الانقلاب الذي قام به الأمير حمد بن خليفة على والده الأمير خليفة بن حمد آل ثاني.
بعدها قام القرضاوي بتأسيس المجلس الأوروبي للإفتاء 97 , والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2004 , وظل يترأسه حتى عام 2018.

استقبله القذافي وبشار الأسد في بلادهما وشكرهما على حسن استقبالهما وإكرامهما له , حتى جاءت أحداث الربيع العربي.

ناصر أحداث الربيع العربي في مصر وسوريا وليبيا واليمن وتونس وغيرهم واعتبرها “منحة إلهية” حتى صدرت ضده عدة أحكام ما بين الإعدام والمؤبد في مصر وسوريا.

أفتى القرضاوي بجواز قتل القذافي وقال عنه نصا عبر فضائية الجزيرة ” أناشد الضباط والجنود الليبيين وأقول لهم .. من لقي القذافي واستطاع أن يطلق رصاصة عليه ليريح البلاد والعباد منه .. فليفعل”
لكن جاء رد القذافي سريعا حينما قال “عمايم فوق بهايم”.

القرضاوي ومصر

لم يترك القرضاوي فرصة للنيل من مصر وأمنها إلا وأدلى بفتوى أو تصريح من شأنه إشاعة الفوضى واستباحة دماء المصريين دون تمييز , هذه الفتاوى التي كانت سندا ومرجعا لكل التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية , ولعل أبرز تلك الفتاوى هي إباحة تنفيذ الشخص عمليات انتحارية إذا كان هذا هو قرار جماعته , واعتبر ذلك من الواجبات في الجهاد.

وبعد عزل محمد مرسي خرج القرضاوي معلنا من فوق المنبر بالدوحة فتوى يحرض فيها عناصر الإخوان الإرهابيين بالهجوم على الجيش والشرطة , وهو الأمر الذي استجابت له عناصر الإخوان وغيرهم من التنظيمات الإرهابية كـداعش وأنصار بيت المقدس ونفذوا أعمالا إرهابية راح ضحيتها العديد من ضباط وجنود الجيش والشرطة وأيضا العديد من المدنيين.

كما أفتى بوجوب خلع الزي العسكري المصري لدى الضباط والجنود وجواز رفض الأوامر العسكرية.

ولم يتوقف عبث القرضاوي بالدين الإسلامي عند هذا الحد , بل كانت له فتاوى فاضحة متعلقة بتركيا ورئيسها الحالي رجب أردوغان , فقام القرضاوي بتشبيه أردوغان بسيدنا جبريل الذي يأتي إلى الأرض لحل الأزمات واعتبره خليفة للمسلمين , كما أفتى بوجوب المشاركة في الانتخابات الرئاسية التركية في عام 2014 واعتبر القرضاوي اختيار أردوغان رئيسا لتركيا يعد واجبا شرعيا , وفي الوقت ذاته أفتى القرضاوي بعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية واعتبر أن من يشارك فيها فهو آثم شرعا.

كما اعتبر القرضاوي أن مساندة ودعم النظام التركي هو واجب شرعي , وذلك أثناء الغضب الشعبي التركي تجاه النظام الحاكم في عام 2017 الذي أجرى تعديلات دستورية من شأنها تمكين أردوغان وحزبه من حكم البلاد.

القرضاوي الذي اتخذ من زيه الأزهري سلما للتملق , حتى وصف عدد من الكتاب والمفكرين عمامته بقولهم ” عمامة للإيجار”.

القرضاوي حذر منه ومن فكره علماء أهل السنة مثل الشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ مقبل بن هادي الوادعي اليمني الذي ألف كتابا أسماه ” إسكات الكلب العاوي يوسف القرضاوي”. وقال فيه نصا : “فإن مما ابتليت به الأمة فى هذه الأزمان ظهور أقوام لبسوا رداء العلم مسخوا الشريعة باسم التجديد، ويسّروا أسباب الفساد باسم فقه التيسير، وفتحوا أبواب الرذيلة باسم الاجتهاد، وهونوا من السنن باسم فقه الأولويات، ووالوا الكفار باسم تحسين صورة الإسلام، وعلى رأس هؤلاء «مفتى الفضائيات» يوسف القرضاوى.
وصفه بن عثيمين بالمرتد حينما قال على المنبر مشيدا بنتائج الانتخابات الإسرائيلية التي سقط فيها بيريز ومقارنا إياها بالانتخابات في الدول العربية “لو أن الله عرض نفسه على الناس في استفتاء لما حصل على هذه النسبة”.

ومات القرضاوي في يوم الاثنين الموافق 26/سبتمبر/2022م  بعد صراع طويل مع الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى