fbpx
أخبار العالمأخبار محليةسلايدر

الصين تجري مناورات عسكرية حول تايوان وتفرض عقوبات اقتصادية على بيلوسي

كتبت: نهال مجدي

 

أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، إن طائرات وسفنا حربية صينية، عبرت “خط المنتصف” لمضيق تايوان، فيما تجري القوات الصينية تدريبات عسكرية واسعة النطاق في المناطق المحيطة بتايوان، التي اعتبرت التحركات الصينية حصارا بحريا وجويا لأراضيها.
ويمثّل خط المنتصف حدودا غير رسمية بين الصين وتايوان لكن يتم الالتزام بها إلى حد كبير وتمتد على طول منتصف المضيق الفاصل بين الجانبين. وفي عام 2020 أعلنت الصين أن هذه الحدود لم تعد قائمة، حيث تكررت عمليات توغل الصين في المناطق المحسوبة على تايوان.
ونشرت بكين عشرات الطائرات والصواريخ بالقرب من الجزيرة الخميس في أكبر تدريبات تجريها على الإطلاق بالذخيرة الحية في المياه والمجال الجوي في مضيق تايوان، والتي من المقرر أن تستمر حتى ظهر غدا في ست مناطق تطوق معظم الجزيرة، بحسب رويترز.
ومن جانبها ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” أن الجيش الصيني “أطلق أكثر من مئة طائرة حربية تشمل مقاتلات وقاذفات” خلال التمرينات، إلى جانب “أكثر من عشر مدمّرات وفرقاطات”.
وذكرت شبكة “سي سي تي في” الرسمية أن الصواريخ الصينية أطلقت مباشرة فوق تايوان.
وبسبب تلك المناورات ألغت خطوط جوية رحلات إلى العاصمة التايوانية تايبيه وغيرت مسارات رحلات أخرى لتجنب المجال الجوي القريب الذي أغلق أمام الطيران المدني خلال التدريبات العسكرية الصينية.
ويحدث إغلاق المجالات الجوية وتغيير مسارات الرحلات في شتى أنحاء العالم خلال التدريبات العسكرية الكبيرة، لكن الوضع الحالي غير معتاد إذ أن التدريبات الصينية تقسم 12 ميلا بحريا (22 كيلومترا) من المياه الإقليمية التي تطالب بها تايوان، وهو ما يقول المسؤولون بالجزيرة إنه يتحدى النظام الدولي ويصل إلى حد فرض حصار على بحرها ومجالها الجوي.
وتكررت عمليات التوغل الصينية منذ أعلنت بكين في 2020 أن الحدود الرسمية هذه لم تعد قائمة.
وجدير بالذكر ان المناورات تجري في منطقة تعد من أكثر طرق الشحن البحري نشاطا في العالم، وتستخدم في توريد أشباه الموصلات والمعدات الإلكترونية المنتجة في مصانع في شرق آسيا إلى الأسواق العالمية.
ودعا “مكتب الميناء والملاحة البحرية” التايواني السفن إلى تجنّب المناطق التي تستخدمها الصين في مناوراتها.
من ناحيته قال المحلل البارز المتخصص في التجارة العالمية لدى “وحدة الاستخبارات” التابعة لمجموعة “ذي إيكونوميست” نك مارو في مذكرة إن “إغلاق طرق النقل هذه، وإن كان بشكل مؤقت، ينطوي على عواقب، ليس لتايوان فحسب، بل أيضا لحركة التجارة المرتبطة باليابان وكوريا الجنوبية”.
وتحسبا لغضب بكين أجلت الولايات المتحدة تجربة الصاروخ الباليستي العابر للقارات “مينيوتمان 3” والتى كان مخططا لها منذ فترة .
وأمر وزير الدفاع لويد أوستن وزارة الدفاع (البنتاجون) بتأجيل التجربة المقررة بسبب زيادة النشاط العسكري للصين حول تايوان.
وكان من المقرر إجراء التجربة من مساء الأربعاء إلى الخميس، وقد تمت إعادة جدولتها ليتم إجراؤها في وقت لاحق يتم تحديده لاحقا.
وفى المقابل قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الصين بالغت في رد فعلها على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، مشيرا إلى أن الزيارة كانت سلمية وتصرفات بكين غير مبررة.
وأدان بلينكن المناورات العسكرية الصينية في محيط تايوان، معتبرا أنها “تصعيد كبير” غير مبرر.
وأضاف أن “الأجواء متوترة للغاية” لكن يمكن أن يتراجع مستوى هذا التوتر “بسهولة بالغة بمجرّد إنهاء الصين عن هذه المناورات العسكرية العدوانية للغاية”.
كما فيما سقطت 5 صواريخ صينية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، مما دفع طوكيو إلى تقديم احتجاج قوي عبر القنوات الدبلوماسية.
وتشعر طوكيو، أحد أقرب حلفاء واشنطن، بقلق متزايد إزاء تنامي قوة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وإمكانية إقدام بكين على عمل عسكري ضد تايوان.
كما تحذر اليابان، التي تقع أبعد جزرها الجنوبية بالقرب من تايوان أكثر من قربها لطوكيو، من أن التخويف الصيني لتايوان يمثل تهديداً متصاعداً للأمن القومي.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أعلنت وزارة الخارجية الصينية فرض عقوبات على رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي ردا على زيارتها لتايوان.
وقالت الوزارة في بيان “بيلوسي زارت تايوان على الرغم من مخاوف الصين واحتجاجاتها، وتدخلت بشدة في السياسة الداخلية للصين، بالتالي فهي تقوض بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها بزيارتها إلى تايوان، ووجهت “ضربة قاسية” لمبدأ “الصين الواحدة” ، مما يعرض للخطر السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وأضاف البيان: “بناء على التشريعات لجمهورية الصين الشعبية، قرر الجانب الصيني فرض عقوبات على بيلوسي وأفراد عائلتها المقربين بعد تصرفاتها الاستفزازية”.
استدعى نائب وزير الخارجية الصيني دينج لي دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي وقيادة وفد الاتحاد الأوروبي في الصين عقب بيان قمة السبع بشأن تايوان، الذى اعتبره تشويها للحقائق وتدخل في الشؤون الداخلية للصين.
كما أعلنت الخارجية الصينية إلغاء الاجتماع المخطط لوزيري خارجية الصين واليابان في كمبوديا، بسبب بيان مجموعة السبع الكبار بشأن الوضع حول تايوان.
وفى السياق نفسه واصلت بيلوسي تحديها، وأكدت خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة اليابانية طوكيو، أن الولايات المتحدة “لن تسمح” للصين بعزل تايوان من خلال منعنا من الذهاب إلى هناك، وقلنا منذ البداية إن تمثيلنا هنا لا يتعلق بتغيير الوضع القائم هنا في آسيا، أو بتغيير الوضع القائم في تايوان”.
وأشادت بيلوسي بـ”الديموقراطية العظيمة” في تايوان وبما تتمتع به من “اقتصاد مزدهر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى