fbpx
تقاريرمقالات

نهال مجدي تكتب: مصر لا تخطىء الهدف

 

نهال مجدي
نهال مجدي

عندما يتعلق الأمر بإستقلال الدولة المصرية و “وحدة وسلامة أراضيها” لا يغير إسم الحاكم أو توجهاته من وجهة الوطن نحو هدفه.. وقتها تتوحد إرادة “الدولة” بكل ما تحمله الكلمة من معنى لتحقيق هذا الهدف مهما طال الوقت وتغيرت الظروف وتوالت العقود.

وتخبرنا كتب التاريخ عن الملك سقنن رع، الذي كان جثمانه ضمن موكب المومياوات المهيب..ويعد هذا الملك العظيم أول من قاد حملة عسكرية منظمة لمقاومة الهكسوس..أما تحليل المومياء بالأشعة الحديثة كشف عن عدة حقائق..أولها هو أن سبب وفاته كان خمس ضربات قاتلة في أماكن متفرقة من جسده..وتلك الضربات جاءت بقوى مختلفة مما يعني أن هناك خمس أشخاص مختلفين قاموا بضربه..ومن تحليل شكل آثار تلك الضربات إكتشف العلماء أن الأدوات المستخدمة في الضرب تشبه إلى حد كبير الأسلحة التي كان يستخدمها الهكسوس في تلك الفترة..كما كانت يدا المومياء مقيدة خلف ظهره.

كل هذه المؤشرات تؤدي لنتيجة واحدة وهي أن الملك سقنن رع تم أسره وتعذيبه حتى الموت، ولكن يظل هناك سؤال..كيف إذاً وصلت إلينا المومياء؟

نعود إذاً لكتب التاريخ والتي ترجح أغلب رواياتها أن مجموعة من فرسان الملك والذي حاربوا العدو معه كتفًا بكتف بالصفوف الأولى هاجموا مقر الهكسوس الذي أحتجز فيه مليكهم وإستطاعوا إنقاذ جثمانه من براثن العدو ليدفن كما يليق ببطل مثله.

وهنا تجدر الإشارة لقاعدة عسكرية كانت سائدة في ذلك الوقت تقول أنه إذا أردت إنهاء مقاومة جيش ما وتكسر شوكته، فعليك بإستهداف قائده وقتله ليكون ما تبقى من مهمتك سهلاً، ولكن تلك قاعدة لم تنطبق يوماً على الجيش المصري، فبعد إستشهاد الملك سقنن رع أرسلت زوجته الملكة إياح حتب أبنها الأكبر كاموس ليكمل ما بدأه والده، ولكنه يموت أيضاً فداءًا للوطن، فترسل الملكة الثكلى ثاني أبنائها أحمس الذي يعود اليها مكللاً بالنصر.

تكررت نفس القصة بعد ذلك، بسنوات فبعد الإحتلال الصهيوني لسيناء في 1967، لم يستسلم عبد الناصر للهزيمة وقاوم وبدأ حرب الإستنزاف، بل وأشرف على خطط مبدئية للحرب المقبلة..ولكن مع الأسف القدر لم يمهله وتوفي قبل أن يرى النصر.

واستلم الراية من بعد بطل آخر هو الرئيس أنور السادات الذي إسترد ما ضاع من رفيق سلاحه ودربه بالقوة العسكرية، وما لم يستطع الوصول إليه بقوة السلاح حصل عليه بالسلام والتفاوض..وما لم يستطع السادات الحصول عليه بالتفاوض حققه الرئيس حسني مبارك بالتقاضي أمام المجتمع الدولي ليحصل على أخر شبر وأخر حبة رمل.

ولأن كانت هناك دعاوي بأننا حصلنا على سيناء “منقوصة السيادة” بمقتضى إتفاقية كامب ديفيد الذي وقعها السادات، جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ليغير من بعض بنود تلك الإتفاقية ويضع الجميع أمام الأمر الواقع، ليعود الجيش المصري يسيطر بكامل قوته على ترابه بالكامل.

مهما كانت التحديات والعوائق، وبرغم مما يبدو في الظاهر من أن مصر تميل منذ نشأتها الأول للحكم الفردي، إلا أن تاريخنا يشير إلى أنه عندما يكون أمامنا هدف ما فالدولة المصرية تولي وجهها شطره ولا تحيد عنه أبداً حتى يتحقق مهما كان الطريق صعباً، أو ما تواجه فيه من عوائق وصعوبات وتحت أي قيادة..فمصر دائماً لا تخطيء هدفها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى