fbpx
أخبار العالمأخبار محلية

بايدن وماكرون يؤكدان على الموقف من الحرب الأوكرانية.. وخلاف حول الصين

 

كتبت: نهال مجدي

 

في مؤتمر صحفي جمع الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في البيت الأبيض،أشاد بايدن بقيم “الحرية والمساواة والأخوة وقال “لا يمكن للولايات المتحدة أن تطلب شريكا أفضل من فرنسا للعمل معه”، مؤكدا أن التحالف مع فرنسا يبقى “اساسيا” للاستقرار في العالم.

وعبر الرئيسان عن متانة التحالف بين الدولتين الشقيقتين في الدفاع عن الحرية، رغم التوتر الناجم عن سياسة دعم الصناعات الأميركية، التي اعتبرتها باريس عدائية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

من جانبه، اعتبر ماكرون أن على فرنسا والولايات المتحدة “أن تصبحا مجددا أخوين في السلاح” في مواجهة الحرب في اوكرانيا والازمات المتعددة، فمصيرنا المشترك يحتم علينا الرد معاً على التحديات العالمية، مؤكّداً أنّ فرنسا والولايات المتحدة دولتان شقيقتان في الدفاع عن الحرية، داعياً إلى تجديد التحالف بينهما.

واكد ماكرون الذي يقوم بزيارة دولة لواشنطن أن “الحلف” بين البلدين هو “الأكثر صلابة لأن هذه الصداقة متجذرة عبر القرون”.
وفيما يخص الأزمة الأوكرانية أكد بايدن وماكرون في بيان مشترك، إن واشنطن وباريس ستواصلان دعم أوكرانيا “طالما تطلب الأمر ذلك”.

وفي الشأن الإيراني أشاد الرئيسان بالمتظاهرين الإيرانيين الذين نزلوا إلى الشوارع، وعبرا عن احترامهما للشعب الإيراني، خاصةً للنساء والشباب الذين يحتجون بشجاعة لاكتساب حرية ممارسة حقوق الإنسان والحريات الأساسية التي تعهدت إيران نفسها باحترامها، ولكنها تنتهكها”.

كما تطابقت فيه الرؤيتان الفرنسية والأميركية خاصة الموقف من البرنامج النووي الإيراني، حيث كرر الرئيس بايدن عبارته عدة مرات، مؤكداً أن كلاً من الولايات المتحدة وفرنسان سيعملان على منع إيران من امتلاك أو تطوير سلاح نووي. وقال بايدن إن بلاده ستبذل كل الجهد لمكافحة انتشار الصواريخ والمسيّرات الإيرانية.

وتعهد الرئيسان بتنسيق رد بلديهما على التحديات التي تطرحها الصين، وخصوصاً على صعيد حقوق الإنسان.
وأورد البيان المشترك أن فرنسا والولايات المتحدة ستعملان في المقابل مع الصين في شأن مواضيع عالمية مهمة مثل التغير المناخي.

وكان هناك تقارب في المواقف من الصين بضرورة الحفاظ على الأمن، وبدا ماكرون أكثر ميلاً لتفضيل تقارب براجماتي مع الصين بما يحقق اختراقاً، سواء في الضغط على روسيا لإنهاء الحرب، أو الحفاظ على الاستقرار في المحيطين الهندي والهادي، بينما تمسّك الرئيس بايدن بسياسة التنافس في بعض القضايا مع بكين، والتعاون في قضايا أخرى.

وظهر الاختلاف واضحاً فيما يتعلق بالقضية الأكثر إلحاحاً في أولويات الرئيس الفرنسي، حيث رفض الرئيس بايدن الاعتذار عن سن قانون التضخم الذي يوفر الدعم للصناعات الأميركية، خصوصاً في مجال صناعة السيارات، رغم محاولات ماكرون إقناع الرئيس بايدن بالتأثير السلبي لهذه الحمائية على الشركات الفرنسية والأوروبية، مشدداً على أهمية تقوية الاقتصاد الأوروبي بشكل عادل، مع سعي الولايات المتحدة لتقوية اقتصادها.

وجاء فى البيان أن الرئيسين الأمريكي والفرنسي “يجددان تأكيد دعم بلديهما المتواصل لأوكرانيا، ويتعهدان بأن يقدما إليها مساعدة سياسية وأمنية وإنسانية واقتصادية طالما تطلب الأمر ذلك”.

ومن جهة أخرى، تعهد الرئيسان في البيان، بمحاسبة “روسيا على الفظائع وجرائم الحرب الموثقة على نطاق واسع، التي ارتكبت من جانب قواتها المسلحة النظامية ووكلائها، بما في ذلك كيانات المرتزقة”.

وأعرب الرئيس الأميركي عن استعداده لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشرط أن يكون لدى بوتين الاستعداد لإنهاء حربه العدوانية على أوكرانيا. وشدد بايدن على أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب هي انسحاب روسيا من أوكرانيا، مستبعداً أن تتمكن روسيا من تحقيق الاتصار في الحرب، وقال “انتصار روسيا في أوكرانيا أمر غير وارد، ولن أتفاوض مع بوتين، لأنه يبدو واضحاً أنه لا يرغب في الانسحاب وإنهاء عدوانه على أوكرانيا”.

كما ركز الرئيس الفرنسي على إظهار الأضرار الفادحة التي تعرضت لها البنية التحتية الأوكرانية ومقتل المدنيين وتأثيرات الحرب على الدول الأوروبية، لكنه تضامن مع الرئيس بايدن في إظهار استمرار الدعم للشعب الأوكراني وضمان صموده في وجه روسيا.
وكان ماكرون قد أكد أنه سيجري محادثات، خلال الأيام المقبلة، مع بوتين، وقال”أردت قبل ذلك القيام بزيارة الدولة وإجراء محادثات معمّقة مع الرئيس بايدن وفريقينا معاً”.

ودعا ماكرون إلى سلام دائم لوضع حد للنزاع، ولكن سلاماً عادلاً ليس سلاماً يفرض على الأوكرانيين، إن سلاماً عادلاً ليس سلاماً لا يقبله أحد الطرفين على المدى المتوسط أو البعيد.

وأكد ماكرون أن بوتين ارتكب خطأ، ولكن هل أنه من المستحيل العودة إلى طاولة المحادثات والتفاوض في شيء ما؟ أعتقد أن هذا لا يزال ممكناً». وتعود آخِر محادثات رسمية بين ماكرون وبوتين إلى 11 سبتمبر الماضي، وكان قد أعلن الرئيس الفرنسي، الأسبوع الماضي، أنه ينوي إجراء اتصال مباشر مع الرئيس الروسي بشأن مسألة النووي المدني أولاً ومحطة زابوريجيا.

كما حدد الرئيسان الأميركي والفرنسي رؤية مشتركة للأمن الأوروبي عبر الأطلسي واتباع نهج أكثر قوة ضد التهديدات العسكرية وغير العسكرية وبناء دفاع أوروبي أقوى وأكثر قدرة ويكون مكملاً لحلف الناتو. وشدد البيان المشترك على الإسراع في تسليم أنظمة الدفاع الجوي والمُعدات اللازمة لإصلاح شبكة الطاقة في أوكرانيا، ومواصلة العمل مع الشركاء والحلفاء، خلال المؤتمر الدولي الذي سيُعقد في باريس في 13 ديسمبر الجاري. كما نصّ البيان على تعزيز التعاون في مجالات الفضاء الإلكتروني، وتعزيز كفاءة عملية ترخيص التصدير الدفاعي.

واتفقت الولايات المتحدة وفرنسا على تعزيز شراكتهما في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وضمان حرية الملاحة والأمن البحري. وقال البيان إن كلا البلدين سيواصلان التنسيق بشأن المخاوف من تحدي الصين للنظام الدولي، وما يتعلق بحقوق الإنسان والعمل مع بكين في قضايا التغير المناخي والحفاظ على الاستقرار عند مضيق تايوان وإدانة تجارب كوريا الشمالية البالستية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى