وزير التعليم في زيارة فنلندا .. تبادل للخبرات وتوقيع اتفاقيات وإشادة فنلندية بتجربة مصر لتطوير التعليم

كتب: جرجس خليل
تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد
تحظي فنلندا بنظام تعليم يعد واحدًا من أفضل النظم على مستوى العالم، وتحظي مصر بتجربة فريدة يشهد لها العالم في تطوير التعليم واستحداث مناهج جديدة، ومن هنا كانت الحاجة لزيارة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي لفنلندا، حيث توجه الدكتور طارق شوقي الأسبوع الفائت لدولة فنلندا لمناقشة تبادل الخبرات المصرية – الفنلندية ومجالات التعاون بين البلدين في التعليم، خاصة التعليم الفني.
أعربت وزيرة التعليم الفنلندية عن إعجابها الشديد بالإجراءات والنجاحات التي استطاعت مصر تحقيقها في إصلاح منظومة التعليم في مصر، مشيرة إلى أن تلك الإصلاحات قد تم الإشادة بها عالميًا، وأن فنلندا تتابع عن قرب برنامج الإصلاح، وترى أنه برنامج مهم وناجح، كما أنه يتواءم مع مبادئ التعليم الفنلندية.
في هذا الإطار استعرض الوزير التطورات التي أنجزتها مصر خلال الأعوام السابقة، في إطار برنامج إصلاح منظومة التعليم، فضلًا عن استعراض التحديات التي تسعى مصر للتغلب عليها، موضحًا أنه في هذا الإطار يأتي الاحتياج المصري للخبرة الفنلندية، خاصة في مجالات تطوير بيئة التعليم والتعليم المهني، بالإضافة إلى تطوير المناهج وتأهيل المدرسين، ومن جانبه رحب الجانب الفنلندي بالتعاون مع مصر في هذا الإطار.
من أهم أهداف الزيارة لقاء الدكتور طارق مع لي أندرسون، وزيرة التربية والتعليم بفنلندا للاحتفال بتوقيع مذكرة التفاهم بين البلدين.
تعد زيارة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى هلسنكي هي أول زيارة في سلسلة الزيارات المتبادلة مع المسئولين الفنلنديين، والتي سيتم الاتفاق عليها في وقت لاحق للزيارة وفقًا لخطة عمل تحددها وزارة التربية والتعليم.
أعرب المسئولون الفنلنديون عن متابعتهم الحثيثة للتطورات التي يشهدها نظام التعليم في مصر، في إطار برنامج إصلاح منظومة التعليم، مشيرين إلى أن تلك الإصلاحات تتشابه في العديد منها مع الإجراءات والنظم التعليمية المتواجدة في فنلندا، والتي جعلت نظام التعليم الفنلندي واحدًا من أفضل النظم على مستوى العالم، ومستعرضين في هذا الشأن الهيكل التنظيمي لنظام التعليم والتعليم المهني في فنلندا.
بالإضافة إلى سبل صياغة السياسات التعليمية، وتطوير المناهج، فضلًا عن سبل تأهيل المعلمين للتكيف مع التطورات التي يشهدها قطاع التعليم، والتي تهدف بالأساس إلى زيادة قدر المعرفة ومهارات التعلم والاتصال لدى الطالب، بدلًا من الالتزام بنظام معين لتقييمه من خلال الاختبارات.
من فعاليات زيارة وزير التربية والتعليم لدولة فنلندا كان لقاء الوزير بسفيرة التعليم بوزارة الخارجية الفنلندية Marjanna Sall، و عدد من ممثلي المدارس الفنلندية في قطاعات التعليم المبكر والأساسي، وممثلي جامعة هلسنكى، فضلًا عن عدد من ممثلي الشركات الفنلندية العاملة في مجال تقديم الخدمات التعليمية
استعرضت الشركات نجاحاتها في الاستثمار في مجال التعليم في مصر، وأعربت عن رغبتها في التعاون على مستوى القطاع الحكومي من حيث تأهيل مدارس بأكملها للاستفادة من نظام التعليم الفنلندى، وفى هذا الإطار أعرب الوزير عن إمكانية التعاون مع مؤسسة Hei التعليمية في تأهيل عدد من المباني الحكومية الخاصة بتعليم الطفولة المبكرة وفقًا لمعايير التعليم الفنلندية التي تحتل المرتبة الأولى عالميًا.
كما تم الاتفاق على استشراف طبيعة هذا التعاون خلال زيارة سيقوم بها وفد من المؤسسة خلال نهاية العام الجارى.
استمع الدكتور طارق شوقي والوفد المصري إلى تفاصيل حوكمة التعليم الفنلندي وكيفية إدارته، وذلك للتعليم للعام وكذلك التعليم الفني والتدريب المهني، كما أبدى الجانب الفنلندي إعجابه بما حققته مصر في بناء نظام التعليم الجديد، واتفق الجانبان على عدد من المشروعات المشتركة لإثراء التعلم في البلدين.
تعاون مصري فنلندي في مجال المدارس التكنولوجية
من جانبه استعرض الوزير التجربة المصرية الجديدة في افتتاح المدارس التكنولوجية الحديثة في مصر، مستشرفًا مدى إمكانية اجراء تعاون مع فنلندا في هذا الإطار يتضمن تدريب وتوظيف طلاب تلك المدارس، وكذلك طلاب المدارس الصناعية والتجارية في سوق العمل الفنلندي، حيث أعربت Leena Pontynen مدير قسم المهارات والمعايير، عن وجود إمكانية كبيرة للتعاون مع مصر في هذا الإطار، خاصة أن العديد من الشركات الفنلندية في الوقت الحالي تحتاج إلى العديد من الأيدي العاملة، خاصة في مجال الهندسة الميكانيكية والهندسة الكيميائية وغيرها من المجالات.
زيارة مدرسة vikki للتعليم الشامل وتعليم وتدريب المعلمين
من فعاليات اليوم الثاني، زيارة ميدانية إلى مدرسة vikki للتعليم الشامل، وتعليم وتدريب المعلمين في فنلندا، حيث استمع الوزير إلى العرض الذي قدمته مديرة المدرسة حول مساهمتها في تعزيز جودة المعلمين في فنلندا منذ عام ١٨٨٦، وذلك من خلال توفير بيئة آمنة وعالية الجودة للتعليم والتعاون بين المعلمين، وبما يساهم في تطوير عملية التعليم وتطوير المناهج وأساليب التدريب والتعليم.
كما تضمنت زيارة الوزير عددًا من الفصول الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة وحضوره جانبًا من الحصص المدرسية، وإجراء حوارات مصغرة مع الطلاب الفنلنديين والاستماع إلى تجربتهم التعليمية، بالإضافة إلى مطالعة أنشطة الطلاب الفنلنديين في ورش الأنشطة المختلفة، فضلًا عن الاطلاع على نظام التغذية المدرسية المتبع في المدارس الفنلندية.
توقيع مذكرة التفاهم بين البلدين في مجال التعليم والتعليم الفني.
خلال رحلته لفنلندا باليوم الثالث التقى وزير التربية والتعليم مع لي أندرسون نظيرته بفنلندا لتوقيع مذكرة التفاهم بين البلدين في مجال التعليم والتعليم الفني.
تبادل الوزراء وجهات النظر حول الإصلاحات التي يشهدها قطاعا التعليم في مصر وفنلندا، حيث قام الوزير بإطلاع نظيرته الفنلندية على آخر التطورات الخاصة بتطوير المناهج، وعمليتي التأهيل المدرسي والتقييم، فضلًا عن خطوات تطوير نظام التعليم الفني في مصر، وبدورها استعرضت الوزيرة الفنلندية الإصلاحات التي أدخلها الجانب الفنلندي حديثًا على نظام التعليم والتي تتضمن رفع سن التعليم.
زيارة مؤسسة Omnia التعليمية للتدريب الفني
كما زار الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مؤسسة Omnia التعليمية للتدريب الفني، حيث تم إطلاعه على النظم الدراسية المتبعة والمناهج التعليمية المتبعة في مجالات التدريب الفني، وفقًا لآخر التقنيات وأساليب التعليم الحديثة، وتم اصطحابه في جولة ميدانية لأقسام التدريب الفني في المؤسسة.
وأعرب وزير التعليم عن رغبته في التعاون مع فنلندا في إطار ريادة فنلندا لتحالف التغذية المدرسية الدولى، والذى انضمت إليه مصر مؤخرًا في سبتمبر ٢٠٢١ خلال قمة الغذاء العالمية التي شارك فيها السيد الرئيس.