fbpx
معرفة

التريند.. يَصْنَعُهُ العامَّة.. ويَلْهَثُ خَلفه الإعلام

كتبت: نرمين قاسم
تدقيق: ياسر فتحي

منذ بضعة أعوامٍ قليلة، اجتاحت ثقافة التريند وسائل التواصل الاجتماعي، وأصحبت الشغل الشاغل للعالم، وأصبح لها مريدون ومتابعون بالملايين.

بدأ التريند يحتل منزلةً في العالم الافتراضي أو السوشيال ميديا، وتعنى كلمة ترند في السوشيال ميديا العديد مِن المعاني، منها الموضوعات التي يتم تصنيفها حاليًا؛ باعتبارها الأكثر شيوعًا على منصات مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك-تويتر- انستجرام- يوتيوب)، كما  يشير مصطلح الترند أو “رائج” بشكلٍ عام إلى بعض الموضوعات الساخنة أو الجديدة أو الواقعية.

وغالبًا.. ما يعني بعض الأخبار الساخنة التي يهتم بها الجمهور، أو يتحدثون عنها، أو يتشاركونها بعضهم البعض، ويعني أيضًا الاتجاه العام للأحداث في الوقت الراهن.

بداية .. كلمة تريند هي كلمة تسويقية، وتعني استهداف حملة ترويجية ناجحة، أما في مواقع التواصل الاجتماعي فهو يعني استهداف وصول أحد المنشورات؛ سواء كان كلامًا مكتوبًا أو صورة أو فيديو إلى أفضل ١٠ منشورات، ما يساعد على مشاهدته مِن معظم رواد الموقع.

إلى هنا لا توجد مشكلة، بل تم استخدام التريند في حَل مشاكل الكثير مِن الناس، ووصول أصواتهم وتركيز الضوء عليهم، إنّما تَكمن مشكلة التريند في الاستخدام السيئ مِن بعض الأشخاص؛ بل معظمهم، وانسياق الكثيرين خلفه بالمنشورات والتفاعل، وكأن كل فكرة يتم طرحها هي قانون يجب أنْ نسير خلفه دون أدنىٰ تفكير.

التريند ليس له قانون لِنَنساق خلفه بهذه الطريقة التي تُبرِزُ الجهل واللاوعي عند الكثيرين، بل إنه يحتاج إلى قانونٍ يحكمه، وإلى أنْ يحدث ذلك يجب أنْ يقف كلٌ منا ضد الترويج لأي محتوى لا يستحق الدعم، والوصول لعدد أكبر.

والمثير للاهتمام ليس ظهور التريند، لكنه لهاث الإعلام من أجل اللحاق به .. فَفَقَد الإعلام البوصلة، فبدلًا مِن أنْ يصبح الإعلام مُحرِّكًا للأحداث، أصبح ينتظر التريند مِن وسائل التواصل الاجتماعي.

لَمْ يَعُد الإعلام مَصدرًا لمعرفة الأحداث، لكنه تحول لمجرد فاترينةٍ لعرض التريند، والجديد مِن السوشيال ميديا.

تحول الإعلام إلى مَسخٍ ينقل عن السوشيال ميديا بلا وعيٍ ولا تدقيق، وكأن وظيفته اقتصرت على عرض التريند فقط.
“أليس منكم رجل رشيد”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى