fbpx
معرفةوعي ميتر

الاغتصاب العقلي (غسيل المخ)

من أين أتى مصطلح غسيل المخ ؟

غسيل المخ.. أسلوب استخدمه المصريون القدماء وتم تطويره عبر التاريخ ..

فهم أول من اكتشفوا عملية غسيل المخ. استخدمه الكهنة لغسل دماغ من يتبعهم ليكون جاهزاً للإصغاء إلى أفكارهم والاقتناع بها .

أسس عملية غسيل الدماغ :

عملية غسيل المخ وإن كانت قديمة، فإن أسسها العلمية لم تتضح إلا في أوائل الثلاثينات من القرن العشرين حيث بدأت الخطوة الأولى على مخ الحيوانات في معمل العالم الروسي الشهير بافلوف، حيث قام بافلوف بتجاربه على الحيوانات ثم الإنسان.

و بعد الثورة الروسية أدرك لينين فاعلية هذه الطريقة فاستخدمها للوصول إلى أهدافه.

إن مصطلح غسيل الدماغ لا معنى له من الناحية النفسية أو الجسدية فهناك مصطلحات أخرى مرادفات علمية أخرى أدق تعبيراً استخدمت لنفس عمليات غسل الدماغ مثل :

– التحكم في الفكر (الإصلاح الفكري).

– مصطلح (الاغتصاب العقلي).

– ومصطلح (الإصلاح الأيديولوجي).

– المذهبة.

– غرس العقائد.

– التحويل الفكري.

– الاقناع الخفي.

إلا أن مصطلح غسيل الدماغ هو الأكثر شيوعاً

إن عمليات غسيل الدماغ تتميز بالتحويل الإجباري للمعتقدات السياسية وكذلك الفكرية والخلقية.

اكتشف بافلوف أن عملية غسيل المخ تتقدم على ثلاثة مراحل:

أولا: ” مرحلة التكافؤ”.

و فيها يكون رد فعل العقل متساوي لكل من الإثارة الضعيفة و الإثارة الشديدة.

ثانيًا: “مرحلة التناقض الظاهر”.

و فيها يكون رد فعل العقل شديد لأنواع الإثارة الضعيفة و ضعيف لأنواع الإثارة القوية .

ثالثًا: “ما فوق التناقض الظاهر “.

و فيها يتقلب سلوك ورد فعل الشخص من إيجابي الى سلبي أو من سلبي إلى إيجابي .

و مع التطور من مرحلة إلى أخرى يتم استكمال عملية التحول و تتأكد سيطرة الشخص الذي يقوم بغسل مخ الضحية على ضحيته.

استندت عملية غسيل المخ على الحقيقة العلمية التي تقول :

إن الانسان عندما يتعرض إلى ظروف قاهرة وصعبة تصبح خلايا مخه شبه مشلولة عن العمل والمقاومة.. بل قد تصبح عاجزة عن الاحتفاظ بما اختزنه من عادات.. لدرجة أن مقاومتها للأذى والتهديد الواقع عليها قد ينقلب إلى تقبل أشد واستسلام أسرع للإيحاء ولعادات جديدة أخرى وانعكاسات غريبة قد يتصادف حدوثها في تلك اللحظة.

العوامل التي تساعد في نجاخ عملية غسيل المخ:

الصدمات النفسية المفاجئة.

التهديد المستمر.

المواقف الشديدة المرعبة كالمعارك الدامية والكوارث.

الإرهاق العصبي المستمر كالسهر المتواصل أو النوم المتقطع.

الجوع والعطش الشديدين و الحرمان من الطعام.

الآلام الجسمية والنفسية الشديدة.

بعض الادوية.

ترديد كلمة أو صوت واحد لمدة طويلة يومياً.

الكشف عن أمور أو أسرار رهيبة.

استخدام المؤثرات الصوتية و الضوئية.

التغذية بكميات عالية من السكر.

استخدام البخور و الأدوية والنباتات المخدرة.

هذه العوامل تحفز أو تخدر أو ترهق خلايا المخ وتوصلها إلى الحافة الحرجة بحيث يصعب عليها أن تحتفظ بما تعلمته وبالتالي يتم غسل المخ وغرس ما يراد فيه.

تعريف عملية غسيل المخ:

تطهير وطرد لعادات وأفكار وميول اكتسبها عقل الانسان في وقت مضى وإدخال أو غرس عادات وأفكار أخرى جديدة في ذلك العقل (المغسول).

وهي عملية تتسلط على العقل الذي أصبح نظيفا (ناصعاً) ولقمة سائغة لحشوه بأية أفكار أو دعاية أو عقيدة.

أمثلة من الواقع على غسيل المخ :

في الحياة العامة أمثلة كثيرة لغسيل المخ منها ما يتم بطريقة منظمة ومقصودة ومنها ما يتم بشكل عفوي ..

-كان الرجل البدائي يدخل حلبة الرقص ويصرخ ويرقص على دقات الطبول ويصل إلى قمة التهيج العصبي الذي يوصله إلى حافة (الغسيل) حيث يصبح أكثر تقبلاً واستسلاماً لتعاليم رئيس قبيلته أو الكاهن.

– في قاعات المحاكم يتم غسيل المخ بصورة عفوية..

فقد ثبت أن بعض المتهمين وبالذات إذا كان من البسطاء أو محدودي الذكاء يصل إلى مرحلة شديدة من الاجهاد النفسي أثناء التحقيقات والاستجوابات تؤدي إلى غسل مخه وتقبله للاتهام واعترافه بالجريمة بالرغم من أنه بريء ويتم تنفيذ الحكم فيه.. ويذهب ضحية ذلك (الغسيل) أبرياء.

– إعلانات الصحف والتليفزيون

صحيح أنها لا تستخدم العوامل السالف ذكرها لكنها بما فيها من إغراءات حسية ومعنوية متكررة تحفز وتؤثر على الجهاز العصبي للإنسان وعلى مشاعره وتنجح في كثير من الأحيان على تحويل ميوله أو تبديلها لمصلحة أصحاب الإعلانات.

أساليب غسيل المخ

أولاً: الأساليب الكيميائية

وتعرف المواد المستخدمة في ذلك بأدوية الحقيقة “Truth Drugs”وتأثيرها ليس كما نتوقعه فهي تجعل الأفراد في حالة ما بين النوم واليقظة وتشبه في تأثيرها الكحوليات.

أما عن الأثر الفسيولوجي فهي تؤدي إلى إخماد نقاط الحراسة في المخ والتي تقع في ساق المخ والتكوينات الشبكية حيث ينقطع التنشيط عن القشرة المخية، إلا ان البحث العلمي يثبت أن غسيل المخ بالطرق الكيميائية لا يصلح مع جميع الأفراد.

ثانياً: الحرمان الحسي

أجرت جامعة مونتريال عام 1951 عدة تجارب على المتطوعين لعمليات العزل والحرمان الحسي.

وفي تلك التجارب يعزل الفرد وحيداً في غرف مظلمة ومعزولة صوتياً مع ارتداء قفازات في اليد وموانع للسمع على الأذن، ويؤثر الحرمان الحسي على التكوينات الشبكية ومن ثم يتحكم في درجة الوعي فيؤدي إلى فقدان الشعور وتفكك وحدات عمل المخ.

 أساليب الحرمان الحسي :

حرمان المؤثر.

نقص الإحساس.

العزل الإدراكي.

العزل الاجتماعي.

الآثار النفسية للحرمان الحسي :

تغيرات وجدانية سلبية تبدأ بالنشوة والاسترخاء.

بعد فترة من الزمن ليست طويلة يشعر الفرد بصعوبة في التركيز والتفكير.

السرحان.

تناوب النوم مع اليقظة بصورة غير منتظمة.

الإثارة العصبية.

الملل والرتابة الذي يؤدي إلى الاكتئاب ثم دخول الفرد في أطوار الهذيان ثم الهلوسة.

الآثار الفسيولوجية للحرمان الحسي :

إغلاق نشاط التكوينات الشبكية.

تزداد ذبذبات دلتا وثيتا وهي تشير إلى حالة إخماد المخ.

تنخفض قيمة استجابة الجلد الجلفانية كلما زادت فترة الحرمان الحسي.

ارتفاع نسبة النورأدرينالين والأدرينالين في الدم.

انخفاض وزن الجسم بشكل ملحوظ.

تطورت المعرفة العلمية بحيث أن الإنسان يمكن أن يخضع لممارسة غسيل المخ بدون ضغوط وبدون أذى ويتم ذلك عن طريق :

 الغمر الاجتماعي للفرد

خصوصاً في مرحلة المراهقة، لذلك فإن المكاتب الثقافية في الدول المختلفة تحاول بكل إصرار أن تغزو المخ العربي من خلال تقديم المنح المجانية لهم .

 عن طريق وسائل الإعلام

تكرار تقديم إعلان عن نوع معين من الملابس أو السلع يجعل الفرد يترك فكرته عن القديم ليبدأ في شراء ما يعلن عنه بطريقة جذابة.

* استخدام الإقناع عن طريق دراسة مسبقة للأفكار والاتجاهات والقيم التي يدين بها الفرد وعلى أساسها يتم وضع برامج منظمة تهاجم تلك الأفكار بأسلوب منظم.

غسيل المخ مثل ( النمل الأبيض )!

لا يقول لك بشكل مباشر.. تجرد من ثقافة بيئتك وأهلك وناسك.!

أترك دينك وأعراف مجتمعك .. وملتك.!

ينخر في عقلك بداية من الأصغر إلى الأكبر.!

طبقاً لمنهج علمي متكامل.

المصدر: الحرب النفسية، الجزء الثاني.. معركة الكلمة والمعتقد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى