fbpx
مقالات

العالم يكتم أنفاسه: ماذا يخفي القدر وجهات أخرى لبوتين وحلفاءه.. هل هذه النهاية المشينة..أم العودة القوية؟!

تحليل بقلم رئيس التحرير

من الذي كان يقصده الرئيس الروسي “حتى الآن على الأقل” فلاديمير بوتين بالخيانة في خطاب الحرب ، الذي أطلقه بمنتهى التوتر صباح السبت المصيري في تاريخ روسيا والروس والدول المجاورة لهم، بل العالم كله .. من قولته “الخونة”.. وهل ينتصر بوتين في النهاية عليهم، أم يسقط بهذا الشكل المهين؟!

هل يفيجنى بريجوجين قائد مرتزقة فاجنر فقط، هو الخائن ومرتزقته أيضا فقط، أم كان يقصد بوتين أجنحة حكم في الجمهورية الروسية والجبهة الداخلية .. إنقلبوا عليه لمصالحهم الشخصية، واضطر للخروج في كلمة عاطفية في أجواء لم تتكرر من الحرب العالمية الثانية ، في محاولة للم الشمل حوله من جديد، وبالفعل رئيس البرلمان أصدر بيانا داعما له، وتمت الدعوة للتعبئة وسط قلاقل من مثل هذه الدعوات خلال الفترة الأخيرة، ومن الممكن أن ينقذ الموقف في الأمتار الأخيرة.

عودة الجيش وظهور كتبية أحمد

وبالفعل ظهر الجيش من جديد، رغم الترويجات حول اختفاءه ، وعدم تنفيذ تعليمات ردع تحركات فاجنر جوا وبرا، كما ظهرت كتيبة أحمد الشيشانية، الوجه الإسلامى لمرتزقة فاجنر، ويستعدون لمواجهة في روستوف، وها هى قد بدأت بالفعل، لكن الخوف من سيناريو تحول موسكو لخرطوم جديدة، والشريك في المشهدين هو فاجنر، لكن من الغريب أن تسقط دول عظمى كروسيا، مثل دولة فاشلة كالسودان، مع كامل تقديرى للأخوة السودانيين لكنه الواقع للأسف.

إنقلاب في بيلاروسيا وأنباء عن هروب حليف بوتين لموسكو

فيما تترقب المخابرات الأوكرانية والدول الغربية، المشهد عن كثب بالطبع ، من ناحية المكسب المتوفر في الحالتين ، وهو إلهاء العدو، او نهايته تماما، وأصبح مؤكدا إن ما يحدث مدبرا له لو صدقت الأنباء حول تكرر نفس المشاهد بالكادر، ولكن في الدولة الجارة لروسيا وحليفتها، بيلاروسيا ، عندما دعت المعارضة للانقلاب على الرئيس الحليف لبوتين ” لوكاشينكو” ، وسط تصعيدات متسارعة حتى إنهم روجوا لأنباء غير مؤكدة حول هروب حليف بوتين له في موسكو، بعد تحرك الإنقلاب بالفعل..لكن اتضح بعد ذلك أنها ترويجات، وأن لوكاشينكو من الممكن أن يكون جزء من الحل، بمبادرة وساطة بين موسكو وبريجوجين، بوقف إطلاق نار، يقال أن قائد فاجنر وافق عليه، وموسكو لم تعلق حتى كتابة هذه السطور.

مواقف العرب والغرب وإيران وإسرائيل وتركيا

كل الدول الغربية القريبة، ومنها بولندا ولاتڤيا أصدرتا تعليمات بعدم استقبال أى روس، ولا تتوقف التحذيرات الغربية لرعاياهم بعدم السفر لموسكو أو النقاط السخنة، فيما لم تصدر مواقف واضحة من العرب إجمالا ترقبا للحظة القادمة، إلا فقط بتحذيران اعتيادية في مثل هذه الظروف من عدم السفر للمناطق المتوترة، أو العودة منها..

بينما إسرائيل التى تميل للكفة الأوكرانية منذ فترة، ورد عليها بوتين بالتعاون مع إيران، فزاد الأمر تعقيدا بينهما، تجرى جلسات تقييم للموقف للمشهد المقبل، بل وأجل رئيس الأركان الأمريكى زيارة كامت مقررة لتل أبيب لمراقبة المشهد وتطوراته، لكن هناك جهات رفعت علم فاجنر في تل أبيب ، وأتصور أن الأمر لن ينر عندما يعود لاستقراره، في المقابل أكدت إيران وقوفها مع بوتين بوصفة دولة القانون كما تقول، رغم أنه لم يكن يظهر في أوقات الاضطرابات الداخلية المتكررة في طهران مع اختلاف الأسباب.

فيما هناك قلاقل واضحة في المشهد السوري على اختلاف ألوانه، من المواقف المتسارعة، بين فاجنر وموسكو،  وكيف يتم استغلالها ضد الدول. السورية وبشار، وهل يسقط أو على الأقل يحاصر من جديد، فيما تزيد الترويجات حول أن قوات من فاجنر سوريا وإفريقيا تتحرك لدعم فاجنر روسيا.

وعن الموقف التركى التى يتابعةعن كثب، خاصة أن العلاقات التركية الروسية كانت نموذجية منذ فترة طويلة، حتى على المستوى الشخصي بين بوتين وأردوغان، وبالفعل اتصل الرئيس التركى بالروسى، وأطلعه على أخر المستجدات، ونصحه أردوغان عم خبرة في مواجهة الانقلابات والخيانات الحقيقية والتمثيلية، بالهدوء والعقلانية.

مصير فاجنر في الدول المتواجدة فيها

ومتعارف عليه خلال السنوات الأخيرة، أن فاجنر كانت الذراع الميلشياتى لبوتين فى عدة دول حول العالم ، وبالذات إفريقيا في مواجهة الغرب وإسرائيل وحتى حزب الله، لكن لا أحد يستطيع معرفة ما هو مصير هؤلاء المرتزقة، خاصة إنهم فاعلون في مشاهد كثيرة، ومنها ما يؤثر على الأمن القومى المصري، مثل السودان وليبيا، والأبعد في غرب إفريقيا والساحل والصحراء.

فهل ينقلبوا على يفجينى، أم يكملون معه مثل باقي المرتزقة حتى الآن، الذين يقدرونه جدا، ويستمرون معه رغم ترهيبات وترغيبات الجمهورية الروسية، وفق الترويجات فهم معه حتى الآن

فيديوهات السكان وإسقاطاتها

وملاحظ من الفيديوهات التى يلتقطها السكان التى وصلتها مرتزقة فاجنر، إنهم لا يقاومون ولا مرتزقة فاجنر يتعاملون معهم بشكل دموى مع السكان، وسط اختفاء لأى مظاهر روسية عسكرية رسمية، لساعات طويلة، مع تداول أنباء حول سوء في خدمة الانترنت كما هو معتاد في مثل هذه الأجواء.

عربات الزد الحمراء

مدرعات وعربات فاجنر العسكرية تميزها علامة حرف الزد الحمراء، لكن السكان يسألون ويتأكدون إنهم فاجنر، ويسألون عن جنود الجيش الروس، الذي كانوا يواجههم حتى الفجر، وفجأة اختفوا، ثم عادوا تدريجيا من جديد.

تعزيزات روسية

بالفعل هناك تعزيزات روسية على نقاط السيطرة في الأراضي الأوكرانية لمواجهة أى هجوم أوكرانى متوقع، وزينلسكى وداعميه يحلمون بانتهاز الفرصة، لكن ليس هناك مؤشرات حتى الآن على الأقل 

الصدمة.. بالذات لدى محبي بوتين وحلفاءه

وحتى الآن، العالم بمعسكريه الداعم والمعادى للروس، لم يفق من الصدمة، والتى تظهر مدى سهولة سقوط بوتين بالخيانات العديدة في عدة سياقات، والكل يتساءل كيف دولة بقوة وجبروت روسيا يحدث فيها هذا، وتظهر منهارة ومشلولة ومؤهلة للسقوط خلال ساعات ، وعاصمتها مهددة ما بين وحين، بما قيل إنهم ٢٥ ألف مرتزق، لكن في حقيقة الأمر لا تضم الأرتال المتحركة، سوى ٥ آلاف عنصر، ولذلك كان يفجينى ذكيا وليس كما يبدو، ووافق على وقف إطلاق النار، وعدم التحرك لموسكو، خاصة إن الروس هددوا العالم بإن قوتهم النووية من الممكن أن تسقط في يد قطاع الطرق.

ووفق رؤيتى فإن أمام سيناريوهين إما نموذج سقوط الرئيس العراقي صدام ومن قبله بغداد، مع الاختفاء المبالغ فيه غير المبرر للجيش العراقي وقتها مع حرب الخليج الثانية، أو سيناريو الإفشال الأردوغانى للانقلاب العسكرى، والذي يعتبره الكثيرون حتى الآن مجرد تمثيلية تفوق دراما المسلسلات التركية.. وفي الحالتين سيثبت بوتين إنه عميل كغيره، واستنزف دوره.

وهو لايزال يستخدم أسلحة الترهيب والترغيب، بعدما أكد الكرملين أنه في مكتبه يزاول مهام عمله، بعدما راج حوله شائعات تحرك وفريقه المقرب إلى سان بطرسبرج مسقط رأسه، وهى بالمناسبة مسقط رأس بريجوجين أيضا، وكما حذر صديق بواين ميدڤيدڤ العالم من سقوط السلاح النووى الروسي في يد فاجنر، حذر بوتين من الفوضى لأن هذه الأجواء مشابهة لأجواء إسقاط الثورة البلشفية ، وهذا ما كرره جورباشتوف في نهاية الثمانيات، رغم أن هناك تأويلات تشكك في كون بوتين نفسه جورباتشوف لكن مختلف في تفاصيله.

نترقب هذه الساعات القليلة المقبلة الحاسمة، فلو إنهارت روسيا سيكون قد بدأت العودة الأمريكية من جديد، رغم كل محاولات المعسكر الشرقي، لكن يبدو أن الدهاء الانجليزى خدم الإبنة المدللة أمريكا في ذلك لنعود للقطب الأوحد، مع بعض المناوشات المتراجعة من الصين، خاصة إن الكل سيقوم على الصين لو سقطت روسيا، مثل كوريا الجنوبية واليابان وتايون والهند واستراليا وبالطبع أمريكا وممكن تركيا.


عالم يرفض أن يهدأ ، وكأننا أصبح على صفائح وطبقات أرضية رخوة ، تهتز من بركان تحتها، بدأ يلقي حممه، ونترقب انفجاره لينه على كل شئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى