fbpx
تقارير

شرح وتحليل الذكاء الاصطناعي للحروب بالوكالة

الحرب بالوكالة هي حرب تنشأ عندما تستخدم القوى المتحاربة أطرافا أخرى للقتال بدلا عنها بشكل مباشر. رغم أن القوى استخدمت حكومات أخرى كوكلاء للحرب، إلا أن المرتزقة والأطراف العنيفة غير القانونية وأطراف أخرى يتم استخدامها بشكل أكثر، حيث تأمل القوى أن تتمكن هذه الأطراف من ضرب أطراف أخرى دون الانجرار إلى حرب شاملة.

اشهر أمثلة على الحروب بالوكالة في التاريخ:

– الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) ، التي شاركت فيها ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية إلى جانب الوطنيين المواليين لفرانشيسكو فرانكو ، والاتحاد السوفيتي إلى جانب الجمهورية الإسبانية.

– الحرب الكورية (1950-1953) ، التي ساعد فيها الاتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية الشيوعيين في كوريا الشمالية ضد قوات الأمم المتحدة التي تقودها الولايات المتحدة.

– حرب فيتنام (1955-1975) ، التي دعمت فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها جنوب فيتنام ضد شمال فيتنام وفيت كونغ، اللذين كانا مدعومين من قبل الصين والاتحاد السوفيتي.

– الحرب الأهلية الأفغانية (1978-1992)، التي تدخلت فيها الولايات المتحدة وباكستان والسعودية وغيرها لدعم المجاهدين ضد حكومة أفغانستان الموالية للاتحاد السوفيتي، الذي نشر قواته لمساعدة حلفائه.

– الحرب الأهلية السورية (2011-الآن)، التي تشارك فيها إيران وروسيا وحزب الله وغيرهم لدعم نظام بشار الأسد ضد المعارضة المسلحة والجماعات المتطرفة، التي تحظى بدعم من تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة وغيرها.

الدول التي تستخدم الحرب بالوكالة كوسيلة لتحقيق مصالحها

لا يمكن تحديد بشكل دقيق الدول التي تستخدم الحرب بالوكالة حاليا، لأن هذا المصطلح قد يكون موضع جدل وتأويل. ومع ذلك، بناء على بعض المصادر، يمكن ذكر بعض الأمثلة على الصراعات الحالية التي تشهد تدخلات خارجية من خلال وكلاء محليين أو إقليميين.

هناك العديد من الدول التي تستخدم الحرب بالوكالة كوسيلة لتحقيق مصالحها السياسية أو الاقتصادية أو الأيديولوجية في مناطق مختلفة من العالم. وفقاً لموسوعة ويكيبيديا¹، فإن الحرب بالوكالة هي حرب تنشأ عندما تستخدم القوى المتحاربة أطرافاً أخرى للقتال بدلاً عنها بشكل مباشر. وتم استخدام هذه الحروب بشكل شائع خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، ولكنها ما زالت تستمر في الوقت الحاضر في بعض المناطق المضطربة.

الولايات المتحدة:

دعمت قوات حكومة كوريا الجنوبية ضد قوات كوريا الشمالية وحلفائها في حرب كوريا¹، وقوات جنوب فيتنام ضد قوات شمال فيتنام وحلفائها في حرب فيتنام، وقوات المجاهدين الأفغان ضد قوات الاتحاد السوفيتي وحلفائها في حرب أفغانستان، وقوات المعارضة في سوريا ضد قوات نظام بشار الأسد وحلفائه في حرب سوريا، وغيرها من الأمثلة.

الاتحاد السوفيتي/روسيا:

دعمت قوات كوريا الشمالية والصين ضد قوات كوريا الجنوبية وحلفائها في حرب كوريا¹، وقوات شمال فيتنام وفيت كونغ ضد قوات جنوب فيتنام وحلفائها في حرب فيتنام، وقوات حكومة أفغانستان ضد قوات المجاهدين وحلفائهم في حرب أفغانستان¹، وقوات نظام بشار الأسد وإيران وحزب الله ضد قوات المعارضة وحلفائهم في حرب سوريا، وغيرها من الأمثلة.

إيران:

دعمت قوات حزب الله ضد قوات إسرائيل في لبنان عام 1982 وعام 2006، وقوات حكومة سوريا والميليشيات المسلحة المؤيدة لها ضد قوات المعارضة وحلفائهم في حرب سوريا.

السعودية:

دعمت قوات الحكومة اليمنية والتحالف العربي ضد قوات الحوثيين وحلفائهم في حرب اليمن، وقوات المعارضة في سوريا ضد قوات نظام بشار الأسد وحلفائه في حرب سوريا، وقوات حكومة لبنان ضد قوات حزب الله في لبنان عام 2006، وغيرها من الأمثلة.

تركيا:

دعمت قوات المعارضة في سوريا ضد قوات نظام بشار الأسد وحلفائه في حرب سوريا، وقوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا ضد قوات المشير خليفة حفتر وحلفائه في حرب ليبيا، وقوات حزب العمال الكردستاني ضد قوات تركيا وحلفائها في تركيا والعراق وسوريا، وغيرها من الأمثلة.

إسرائيل:

دعمت قوات جنوب لبنان ضد قوات حزب الله في لبنان عام 1982 وعام 2006، وقوات المجاهدين الأفغان ضد قوات الاتحاد السوفيتي وحلفائها في حرب أفغانستان، وقوات المعارضة في سوريا ضد قوات نظام بشار الأسد وحلفائه في حرب سوريا، وغيرها من الأمثلة.

هذه بعض الأمثلة على الدول التي تستخدم أو استخدمت الحرب بالوكالة كوسيلة لتحقيق مصالحها. هناك أمثلة أخرى يمكن ذكرها مثل باكستان والهند والصين وإيرلندا وبريطانيا وغيرها.

كما يمكن تصنيف بعض الحروب التي تشارك فيها جماعات مسلحة غير نظامية مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش أو حركة طالبان أو حركة فارك أو حركة شاباب أو حركة بوكو حرام أو غيرها من حروب بالوكالة إذا كانت تتلقى دعماً من دول أخرى.

بعض الأمثلة على الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط

الصراع في اليمن

الذي يعتبره البعض حرباً بالوكالة بين إيران والسعودية، حيث تدعم إيران جماعة الحوثيين، وتدعم السعودية وحلفاؤها الحكومة الشرعية.

الصراع في سوريا

الذي يشارك فيه عدة أطراف إقليمية ودولية، مثل روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل، كل منها يدعم فصائل مختلفة من المعارضة أو النظام أو الجماعات المتطرفة.

الصراع في ليبيا

الذي يتورط فيه عدة دول عربية وأوروبية وإفريقية، مثل تركيا وقطر والإمارات ومصر وفرنسا وروسيا، كل منها يساند طرفاً من طرفي النزاع، سواء حكومة الوفاق الوطني أو الجيش الوطني الليبي.

الأسباب التي تدفع هذه الدول إلى استخدام الحرب بالوكالة

تجنب المواجهة المباشرة مع دول أخرى:

بعض الدول قد تخشى من الدخول في حرب مباشرة مع دول أخرى لأسباب سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو إنسانية، لذلك تفضل دعم أطراف أخرى في بلدان مختلفة للقتال نيابة عنها. هذا ما حدث خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، حيث كانت هناك مخاوف من نشوب حرب نووية.

تحقيق مصالح استراتيجية أو اقتصادية:

بعض الدول قد ترغب في تأمين مصالحها الاستراتيجية أو الاقتصادية في مناطق معينة من العالم، مثل السيطرة على الموارد الطبيعية أو التأثير على التوازن الجيوسياسي أو التوسع في مناطق نفوذها. لذلك تستخدم الحرب بالوكالة كوسيلة لزعزعة استقرار الدول المنافسة أو المعادية أو لدعم حلفائها. هذا ما يحدث في حروب مثل حرب سوريا أو حرب ليبيا أو حرب اليمن.

نشر الأيديولوجية أو الدين:

بعض الدول قد تستخدم الحرب بالوكالة كوسيلة لنشر أفكارها الأيديولوجية أو الدينية في مناطق أخرى، وذلك بدعم جماعات مسلحة تشاركها نفس المنهج أو التوجه. هذا ما يحدث في حروب مثل حرب إيران والعراق أو حرب إيران وإسرائيل أو حروب تنظيمات إسلامية مثل تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة.

هذه بعض الأسباب التي قد تدفع الدول إلى استخدام الحرب بالوكالة، ولكن هناك أسباب أخرى قد تكون ذات صلة بالظروف التاريخية أو الثقافية أو الإثنية لكل دولة.

تأثير الحرب بالوكالة على أمن المنطقة والعالم

هذه الحروب تؤثر سلباً على أمن المنطقة والعالم، لأنها تسبب الكثير من الخسائر البشرية والمادية والإنسانية، وتزيد من التوترات والصراعات بين الدول المتدخلة، وتهدد الاستقرار والسلام الدوليين.

كما تفتح المجال لانتشار الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وغيرها من المشكلات التي تؤثر على الأمن القومي والإقليمي والعالمي.

بعض الحلول لوقف الحرب بالوكالة

لا يوجد حل سهل أو واحد لوقف هذه الحروب، لأنها تنطوي على تعقيدات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة. ومع ذلك،

بشكل عام، يمكن القول إن بعض الحلول الممكنة هي:

الضغط الدولي على الدول المتدخلة لوقف دعمها للوكلاء والالتزام بالقانون الدولي والقرارات الأممية.

التفاوض السلمي بين الأطراف المتصارعة برعاية محايدة وبمشاركة كافة المجموعات المعنية.

تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للشعوب المتضررة من الحروب وتحسين ظروفها المعيشية والصحية.

دعم عمليات بناء السلام والمصالحة الوطنية والإصلاحات الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلدان المنكوبة بالحروب.

تعزيز التعاون والحوار والثقة بين الدول المجاورة والإقليمية لحل الخلافات والصراعات بالطرق السلمية.

كيف تستعيد الدول المتضررة من الحروب بالوكالة حقها؟

لا توجد إجابة بسيطة أو واضحة على هذا السؤال، لأن كل دولة لها ظروفها وتحدياتها الخاصة.

ومع ذلك، بشكل عام، يمكن القول إن بعض الخطوات التي قد تساعد الدول المتضررة من الحروب بالوكالة على استعادة حقها هي:

– الدفاع عن سيادتها ووحدتها الوطنية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية من قبل أي طرف خارجي.

– المطالبة بالتعويضات والمساءلة القانونية للدول المتسببة في الحروب والانتهاكات التي حصلت على أراضيها.

– تعزيز مؤسساتها الحكومية والأمنية والقضائية والإعلامية والمدنية لتحقيق الديمقراطية والشفافية والعدالة وحماية حقوق المواطنين.

– تشجيع المصالحة الوطنية والحوار الشامل بين جميع الأطياف والمكونات السياسية والاجتماعية والثقافية في المجتمع.

– تطوير اقتصادها وبنيتها التحتية وقطاعاتها الإنتاجية والخدمية لتحسين مستوى المعيشة وخلق فرص عمل وتنمية مستدامة.

موقف الأمم المتحدة من الحرب بالوكالة

موقف الأمم المتحدة من الحرب بالوكالة هو موقف متغير ومتناقض بحسب الظروف والمصالح والأطراف المتورطة في كل صراع.

بشكل عام، تدعو الأمم المتحدة إلى وقف الحرب بالوكالة وإلى حل النزاعات بالطرق السلمية والسياسية والدبلوماسية، وتحاول أن تلعب دوراً راعياً أو وسيطاً أو مراقباً لعمليات السلام والهدنة والمصالحة.

لكن في الواقع، تعاني الأمم المتحدة من ضعف وعجز وانحياز في التعامل مع الحرب بالوكالة، لأنها تخضع للضغوط والفيتو من قِبَل الدول الكبرى التي تشارك في هذه الحروب مباشرة أو غير مباشرة، ولأنها تفتقر إلى الإرادة والإمكانات لفرض قراراتها أو حماية المدنيين أو مساءلة المنتهكين.

مثلاً، في حرب اليمن، التي تُعَدُّ أسوأ أزمة إنسانية في العالم، دعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار وإلى تبادل الأسرى بين طرفي الصراع، وبرعت في اتفاق ستوكهولم عام 2022 لإنهاء الحصار على مدينة الحديدة.

لكن هذه المساعي لم تؤدي إلى حل جذري للصراع أو إلى منع التدخلات الخارجية من قِبَل السعودية وإيران، أو إلى إغاثة الملايين من المتضررين من الجوع والأمراض والنزوح.

كما تُظهِر حادثة خروتشوف عام 1960، التي خَبَطَ فيها حذاءه على منبر الأمم المتحدة احتجاجاً على اتهام فرنسا للاتحاد السوفيتي بدعم حركات التحرير في أفريقيا، أن الأمم المتحدة كانت ساحة لإدارة الحرب بالوكالة بين القطبين خلال فترة الحرب الباردة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى