fbpx
تقارير

تجلي الهوية المصرية القديمة في الجمهورية الجديدة

كتب: أحمد علي

الحضارة المصرية القديمة.. كهف الأسرار المكنونة من العلوم والتقدم الذي مكن المصريين القدماء من إقامة أعظم حضارة على كوكبنا حتى الآن ليس لها مثيل، لا في أسرارها ولا في هويتها وآثارها، الهوية المصرية لم تندثر حتى الآن، حتى بعد موت “نختنبو الثانى” المصري آخر ملوك مصر القديمة قبل 23 قرناً من الآن قبل إحتلال الفرس لمصر وميلاد المسيح عليه السلام.

إذ تتبنى الدولة المصرية الهوية المصرية القديمة في مشروعاتها القومية، وحفلاتها التي تقيمها مثل حفل المومياوات الملكية، وحفل طريق الكباش، والحفل المنتظر لإفتتاح المتحف المصري الكبير وما يتضمنه من مشاهد إحياء الهوية المصرية القديمة ورموزها.

وتتجلى بكل وضوح رموز مصر القديمة في المشروعات الحديثة، ففي العاصمة الإدارية يتم بناء المنشئات على الطراز المصري القديم، وأشهر الرموز المستخدمة هي:

• مفتاح الحياة “العنخ”:الذي يمثل الحياة والخلود في العقيدة المصرية القديمة، وهو يرمز إلى آلة النفخ في الأنف لنفخ الروح في الجسد، ويرتبط قديماً بـ الحياة والموت والبعث والخلود.

• زهرة اللوتس: تتميز ببتلاتها الدائرية الكاملة، وهي نبات مائي، حيث يغمر نفسه في الليل بداخل المياه، ثم يعود ويطفو على السطح في الصباح مع الشمس، وقد ربطه المصريين القدماء بالمعبود “رع” إله الشمس، بمعنى التجدد والإستمرار في الحياة.

ويظهر الطابع المصري جلياً على كل شئ، بداية من الوثائق والمستندات الرسمية مثل شهادات الميلادة والوفاة والقيد العائلي وشهادة الزواج أو الطلاق، إلى المشروعات الحديثة والمنشئات والحفلات الرسمية، حيث يتم كتابة بعض الكلمات بالخط الهيروغليفي للغة المصرية القديمة في كل وثيقة حسب إختصاصها، وفي الأبنية تأخذ الطابع المصري القديم، وفي الحفلات تصميم الملابس وديكور الحفلة والعروض بالطابع المصري.

– حضور الهوية المصرية القديمة في العاصمة الإدارية الجديدة:

منشئات العاصمة وميداينها تم إضفاء الطابع المصري القديم عليها مثل:

• القصر الرئاسي تم تصميمه بالطراز المصري القديم على شكل قرص الشمس يمثل “رع” وشكل أجنحة “حورس”، أمامه مساحة مصمم عليها شكل مفتاح الحياة عنخ.

• مقر وزارة الدفاع “الاوكتاجون” مُثمّن الأضلاع، بإرتفاع عالي وأعمدة وضخامة المقر تشبه ضخامة المباني المصرية القديمة.

• مقر مجلس النواب الجديد، والذي أخذ تصميم ضخم مثل الابنية المصرية القديمة في ضخامتها مع إضافة قبة دائرية أعلى المبنى.

 

• ساحة الشعب بتصميم مصري قديم ضخم ذو أعمدة عالية وضخمة ورموز زهرة اللوتس ومفتاح العنخ.

• بوابات العاصمة والتي تشكل منظراً مهيباً من الأعلى، تم تصميم البوابات على الطراز المصري القديم.

وغيرها الكثير من المشاريع والأبنية الضخمة ذات الطراز المصري القديم، والأقدم من ذلك مبنى المحكمة الدستورية بالقاهرة والذي تم إفتتاحه عام 2001 على الطراز المصري القديم ليكون نسخة من معبد الأقصر على ضفاف نيل القاهرة.

– حضور الهوية المصرية القديمة في المناسبات:

لم تغفل الدولة المصرية الرسيمة عن هويتها الحضارية، فقد أضفت على حفلاتها الرسمية الطابع الحضاري لمصر القديمة:

• حفلة موكب المومياوات الملكية المصرية وما تخلل الحفل من مظاهر إحياء وبعث الهوية المصرية من جديد.

• حفل طريق الكباش، والذي تضمن مشاهد هوية ورموز مصر القديمة تجلت في ملابس المشاركين بالحفل و الديكورات والعربات “العجلات الحربية”.

• حفل تخرج الكليات العسكرية المصرية وديكورات ساحة العرض وتشكيلات الطلاب المتخرجين بأشكال زهرة اللوتس ومفتاح العنخ ومبنى الأوكتاجون بمقراته.

• وقريباً حفل ضخم جداً لإفتتاح المتحف المصري الكبير، الذي سيكون حدث عالمي بكل المقاييس.

يأتي ذلك خير رد على من يدعي إهمال الدولة لهويتها التاريخية، وتأكيداً من الدولة الرسمية على أصالة هويتها الحضارية في كل شئ، فمن لا تاريخ له لا مستقبل له.

حيث تتبنى هيئة الرقابة الإدارية مجموعة قوانين” ماعت” التي تعني العدالة، الـ42، قوانين الفطرة في إعتقاد المصري القديم، وتتمثل في هيئة سيدة على رأسها تاج بشكل ريشة.

وأيضاً يتم تدريس قوانين ماعت الـ42 في منهج الصف الثاني الإبتدائي، تأكيداً على غرس الهوية الوطنية للأجيال القادمة.

الهوية المصرية تعود بكل قوة، وتؤكد إنها لم تندثر مع آخر ملوك مصر قبل 23 قرناً من الزمان، وإنها مبعث فخر وإعتزاز يجب أن تتمسك به الأجيال الجديدة وتعتز بأصلها، فنحن أول من يكتب عنا التاريخ، ونحن آخر من يطوي صفحات كتابه، هويتنا حاضرة في كل وقت، “فقط أمعن النظر أكثر”.

“مصر أولاً، مصر دائماً، وقبل كل شئ”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى