fbpx
تقاريروعي ميتر

الأخبار الزائفة أسرع انتشارًا من الأخبار الحقيقية

كتبت: نسرين طارق

أجرت الأستاذة في جامعة ستانفورد الأمريكية، جنيفر أنكر، جملة من الأبحاث أثبتت أن الإنسان معرض إلى تصديق الإشاعات 22 مرة أكثر في حال اعتمد صاحبها على احداث تتخللها العواطف.

توصلت دراسة، أشرف عليها باحثون من معهد ماساتشوستس للتقنية، إلى أن الأخبار الزائفة تنتشر على موقع تويتر بشكل أسرع، ويبحث عنها الناس أكثر من الأخبار الحقيقية.

وركزت هذه الدراسة على نحو 126 ألف إشاعة وخبر كاذب، انتشروا على موقع تويتر عبر مدة 11 عاما، لتجد أن الأخبار الزائفة جرى إعادة نشرها من جانب البشر أكثر من روبوتات الإنترنت.

ما بين عامي 2006 وحتي 2017، انتشرت 126 ألف إشاعة لحوالي 3 ملايين شخص في ساعات قليلة وأن الوقت الذي استغرقته الأخبار الكاذبة للوصول إلى 100 ألف شخص، لم تصل خلالها الأخبار الحقيقية إلى 1000 شخص فقط.

وأرجع الباحثون ذلك إلى أن الأخبار الزائفة غالبا ما تكون مثيرة وغير مألوفة، وهو ما يثير اهتمام مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي.

أكدت إحصائية نشرتها مؤسسة “أوبن واي” أن قرابة 42 بالمائة من الأشخاص قد أكدوا علي أنهم لا يهتمون بالتحقق من الاخبار، كما أشارت الخبيرة في علم الإنسان، فيرونيك كمبيون-فنسان، إلى أن “نسق تبادل الإشاعات قد تغير، حيث أصبحت تنتشر بصفة مكثفة وسريعة”.

من الضروري للغاية أن نستفيد من المعلومات التي نتداولها  فيما بيننا، ولكن الجانب السلبي بشأن هذا الأمر أنه لدينا نزعة عفوية لتصديق  معظم المعلومات التي لا يمكننا التأكد من صحتها بسرعة، بكل سذاجة.

الأخصائي البريطاني في علم الإنسان، روبين دونبار، يؤكد أن “60٪ من محادثاتنا ترد في شكل نميمة وشائعات”.

كما أشار الأستاذ الباحث في المعلوماتية والتواصل، باسكال فروسار، إلى أن “الإشاعات ليست سوي عنصر ثقافي شعبي يقع تبادله بين الأشخاص علي اعتباره مجرد مزحة أو وصفة طعام”.

تساهم الإشاعات في خلق روابط اجتماعية مبنية علي التواطؤ في سبيل نشر الأكاذيب.

وكانت دراسة إعلامية صادرة في المملكة المتحدة، قالت إن عبارة “الأخبار الزائفة” هي عبارة ذات تعبيرات متعددة من شأنها أن تهدم دور وسائل الإعلام باعتبارها سلطة رابعة.

وأظهرت الدراسة الصادرة عن جامعة بورنماوث، في مارس الماضي، أن مفهوم الأخبار المزيفة، من الناحية العملية وحتي المصطلحية، ضارّ للغاية.

وسعت الدراسة إلى وضع عدة تعريفات للأخبار الوهمية أو المزيفة:

كذب متعمد لكسب زوار للموقع .

أخبار ساخرة التي تكشف صراحة أنها وهمية وبالتالي لا تهدف للتضليل ولكن للضحك.

أخبار تظهر تحيز مبالغ فيه، وإظهار بعض الحقائق وحجب أخرى لإثبات وجهة نظر المطلوبة.

ولخصت الدراسة تعريف الأخبار المزيفة بأنها “الانتشار المتعمد للتضليل، سواء كان ذلك عبر وسائل الإعلام التقليدية أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت أكثر القضايا التي جرى تداول أخبار زائفة عنها هي القضايا السياسية، تلتها قضايا أخرى مثل المال والأعمال والعلوم والترفيه والكوارث الطبيعية والإرهاب.

حيث زودت شركة تويتر الباحثين بالبيانات اللازمة للدراسة، مثل القصص الوهمية والاخبار الزائفة.

ويقول البروفيسور سينان آرال، أحد المشرفين على الدراسة: “إن الأخبار الزائفة عادة ما تكون غير مألوفة، لذلك يميل الناس لمشاركة المعلومات غير المألوفة”.

ولم يؤكد فريق الباحثين أن الغرابة في حد ذاتها تسبب إعادة تغريد الأخبار، لكنهم قالوا إن الأخبار الزائفة غالبا ما تكون مدهشة مقارنة بالأخبار الحقيقية، مما يجعل فرصتها أكثر في المشاركة.

ونشرت دورية ساينس العلمية نتائج الدراسة:

فرصة الأخبار مشاركة الزائفة أكثر بنسبة 70 في المئة، مقارنة بالأخبار الحقيقية.

تستغرق الأخبار الحقيقية 6 أضعاف المدة التي تستغرقها الزائفة لتصل إلى 1500 شخص.

الأخبار الحقيقية نادرا ما يُشاركها أكثر من 1000 شخص، بينما قد يشارك بعض الأخبار الزائفة أكثر من 100 ألف شخص.

القصص الزائفة تثير مشاعر مختلفة لدى قرائها (مشاعر سلبية في الغالب كالخوف والاشمئزاز).

روبوتات الإنترنت (روبوتات الويب) ليست السبب الوحيد والكبير في نشر الأكاذيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقول البروفيسور جيفري بيتي، أستاذ علم النفس من جامعة إيدج هيل في لانكشير: “إن الناس لا تهتم بالأخبار العادية، لذلك فإن الأشياء يجب أن تكون أكثر إثارة للدهشة أو للاشمئزاز كي تجذب الانتباه”.

وتعد هذه أكبر دراسة علمية تنجز حول انتشار الأخبار والمحتويات الزائفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

نقلاً عن الموقع الألماني “هايسه” المتخصص في التقنية والإعلام، قام ثلاثة ملايين شخص بإعادة نشر هذه القصص الإخبارية غير الصحيحة أكثر من 4.5 ملايين مرة، ولتحديد كذب أو صحة الخبر، اعتمد الباحثون على ست منظمات مستقلة للتحقق من المعلومات.

وخلص الباحثون إلى أن المحتويات الزائفة سواء كانت عبارة عن نص أو فيديو أو صورة لديها فرص انتشار بنسبة تتجاوز 70 بالمئة مقارنة بالحقيقية.

ويلعب العامل البشري دور مهم في انتشار الأخبار الزائفة والحقيقية في الانترنت، ويدعو الباحثون إلى أخذ هذا العامل بعين الاعتبار عند مكافحة ظاهرة انتشاره الأخبار الكاذبة على الانترنت.

كذلك، تبيّن أن الأخبار الزائفة اكثر إبداعا من الأخبار الحقيقية، الأمر الذي يوحي أن الناس كانوا أكثر ميلاً إلى المشاركة في معلومات جديدة.

في المقابل، ألهمت القصص الزائفة الخوف والاشمئزاز والمفاجأة وفقا لردود الفعل، بينما ألهمت القصص الحقيقية الترقب والحزن والفرح والثقة.

سارعت الروبوتات إلى نشر الأخبار الحقيقية والكاذبة بالمعدل نفسه، مما يعني أن الأخبار الزائفة تنتشر أكثر من الحقيقية، بفعل البشر.

في النهاية، تبقي الحقيقة في زمن الشائعات مجرد عنصر مكمل في حياتنا، فالأشخاص تعشق سرد القصص بغض النظر عن كونها حقيقة او زائفة دون التحقق من صحتها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى