fbpx
تقارير

“صناع الملوك”.. هل يسمى القوميون الرئيس التركي القادم بالفعل؟

تحليل إخباري: مصطفي فريد ووكالات

سؤال أصبح ملحا خلال الساعات الأخيرة في المشهد التركي، ورصده المراقبون، وكان من الضروري أن نحلله، والقصة مفادها هو ثقل القوميين في الانتخابات التركية المرتقبة خلال أيام فب جولتها الثانية، وهل بالفعل هي كتلة قومية في مقدورها أن تسمى الرئيس التركي المقبل.

لنعرف ذلك، علينا أن نبدأ مع إعلان المرشح الثالث للانتخابات الرئاسية التركية سنان أوغان، دعمه للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة المقررة الأحد القادم، حيث بات واضحا وفق مراقبين أن التيار القومي التركي، “رمانة الميزان” في معركة الانتخابات، ولايزال يلعب المرشح المنافس كليتجدار أوغلو ، على هذه الشريحة بتأكيده على إنهم معه هو .

ورغم كونه مشتتا بين عدة أحزاب وحركات سياسية، لكن نتائج الانتخابات التركية البرلمانية والرئاسية في جولتها الأولى التي جرت في 14 مايو الجاري، كشفت التيار القومي التركي بات مؤثرا، بحكم الصعود اللافت لأصوات قواه والتي وللمفارقة توزعت على التحالفين المتنافسين الرئيسيين، وتحالف ثالث خاص بهم.

التشتت

تحالف الجمهور بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم والذي يضم في صفوفه حزبي الحركة القومية الذي يقوده دولت بهجلي، الذي حصد 50 مقعدا بنسبة 10 في المئة، وحزب الاتحاد الكبير الذي حصل على أقل من 1 في المئة أي دون مقاعد.

حزب الجيد أو الخير الذي تقوده ميرال أكشنار، والذي حصد 43 مقعدا في البرلمان بنسبة نحو 9.7 في المئة، ينضوي تحت لواء تحالف الأمة المعارض، الذي يقوده حزب الشعب الجمهوري بقيادة المرشح الرئاسي كمال كليجدار أوغلو.

حزب النصر والذي حصل على نسبة 2.25 تقريبا وهو ما لا يخوله لكسب مقاعد، وينضوي ضمن تحالف الأجداد اليميني، الذي يقوده سنان أوغان والذي هو بمثابة تجمع القوميين خارج التحالفين الكبيرين.

ربع البرلمان

وهكذا تكون الحصة الإجمالية من مقاعد البرلمان للتيار القومي، قد بلغت نحو 23 في المئة أي قرابة ربع أصوات الناخبين، بواقع 93 مقعدا في البرلمان من أصل 600 مقعد أي بنسبة 15.5 من التشكيلة البرلمانية.

المرشح اليميني القومي سنان أوغان حصل على نسبة تفوق 5 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، بواقع أكثر 5 ملايين صوت، والذي عبر إعلانه عن دعمه لأردوغان، يكون قد حسم الجدل حول موقفه من جولة الإعادة يوم 28 مايو الجاري، مرجحا بذلك كفة أردوغان ومصعبا المهمة أمام مرشح المعارضة كليجدار أوغلو.

صانع الملوك

ويرى مراقبون أن من أبرز ملامح الانتخابات التركية هذه، بروز الصوت القومي وتمكنه من لعب دور “صانع الملوك”، وهو ما قد يقود مستقبلا لوصول هذا التيار لقمة الهرم السياسي.

محللون آخرون حذروا من أن ذلك سيقود لتعميق مشكلات تركيا الداخلية والخارجية، في وقت هي أحوج فيه لتذليلها لمواجهة التحديات والأزمات التي تواجهها البلاد، وأبرزها الأزمة الاقتصادية التي تقض مضاجع الأتراك.

الأكراد

التيارات القومية في تركيا تعتاش على وجه الخصوص على مسألة مجابهة الأكراد، وتحاول استثارة عواطف الناس وهواجسها من تقسيم البلاد، وهو وتر تجيد العزف عليه وهذه الانتخابات ليست استثناء، فحصاد هذا التيار أقل بقليل من 25 في المئة من الأصوات، علامة على أنه تيار متنام ومن يدري قد ترتفع نسبة تمثيله أكثر خلال السنوات القادمة.

وبالفعل نفذ أردوغان ما وعد به ، وغازل القوميين بعملية عسكرية كبيرة خلال الساعات الأخيرة ألقي خلالها القبض على ١٣ من قيادات حزب العمل الكردستاني، الذي تعتبره تركيا إرهابيا، وفي ذلك هدية مهم لأوغان بعدما مال له، وبعدما طاله من تخوينه من أوغلو فور دعمه لأردوغان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى