fbpx
الأخبارسلايدرمقالات

أحمد نشأت يكتب: حدوتة الأب اللي خد القرار يهد الشقة ويبني العمارة

كان ياما كان، كان في زمان أسرة عايشين في شقة على أرض كبيرة واسعة، على مساحة أرض مهولة وحواليه تراب وشوية زرع هنا وشوية نجيل هناك لحد ما جه الأب وقرر في يوم يهد الشقة اللي من دور واحد ويبني بيت عيلة كبير.
وأول قرار انه يصارح ولاده:
عشان نبني البيت الكبير ده لازم نتزنق ونحط القرش عالقرش عشان نعرف نعمل بيت محترم يليق بينا نعيش فيه احنا كلنا وعيالكم من بعدنا.

وعشان صوابعك مش زي بعضها بيطلع واحد من عياله يقول: ليه يابابا ماحنا تمام وعايشين واهي ماشية
مع انه عارف انه كبر وانه عايز يتجوز في نفس البيت اللي هي شقة واحدة، لكن هو مش شايف الصورة كاملة واتعود على السهل عايز حياته تفضل ماشية كويس واللي حواليه يتعبوا وهو لا،
بقية العيلة وافقت وقالوا: آه يابابا ونبني كذا دور وكله يبقى له شقة وكل واحد قعد يحلم هيعمل شقته ازاي، ويزرع ايه حوالين البيت، ويعمل مشروع ايه في المحلات اللي في الدور الارضي..

وفعلا خدوا شقة إيجار وقعدوا فيها، وابتدا الأب يعمل كل حاجة من أول وجديد، ويوصل مياه بمواسير ليها مواصفات خاصة وبطريقة معينة عشان توصل كل الادوار بسلاسة، وغير مواسير الصرف ووسعها وعمل بنية محترمة تستحمل اكبر عدد، وعمل حسابه في الأرض لجراج يساع ٦٠ عربية مع انهم ٦ افراد بس.

خد وقت طويل وحارب وبذل جهد رهيب عشان يدخل الغاز الطبيعي، واقنع الحي وسكان المنطقة بتوسعة ورصف الشوارع المحيطة، وفضل يجري هنا وهناك عشان يجمل الشوارع وينورها بشكل راقي.
لكن الابن المعارض كان بيسخن اخواته:
بصوا والنبي ابونا اللي عمال يصلح في الشوارع اللي جنبنا وسايب العمارة وهي بتتبني ومش واخد باله منها مالنا احنا ومال اللي حوالينا…
مع ان الاب كان بيتصرف في كل حاجة عالتوازي وملاحظ كل طوبة وسيخ حديد، وبيمر دايما عالعمال والمهندسين.

المنطقة بقى شكلها يفرح بعد تجميلها ورصفها، العمارة لسة بتحط الأساسات المتينة، والأب مصمم مايطلعش بأول دور إلا لما يحط كل حاجة ينفع تتعمل، لدرجة انه عمل حساب للطاقة الشمسية، وكل مايسأل مهندس ويقوله على حاجة قابلة للتنفيذ يعملها بدون تردد، وابنه المعارض شغال تسخين:
خلاص يابابا نبيع العمارة على كده بالأرض وكل واحد ياخدله فلوس ويشوف هيعمل بيها ايه بقالنا سنةولسة مقفلناش حتى الدور الأول..
الأب عارف وشايف ومكمل وعمل كمان حتة من الأرض للزراعة وجاب كذا مهندس زراعي قالوله الصح كذا وكذا، وبعدها ربط البنية التحتية ببعضها وعمل مركز تحكم في الدور الأرضي لكل المرافق والخدمات عشان تصليحها يبقى سهل ولا في حفر ولا تكسير.

الأب قعد وسط ولاده وقالهم: النهاردة بس اقدر اقولكم مبروك، 
قاطعه ابنه المعارض: خلاص يابابا هتبيع العمارة بالأرض وتوزع علينا فلوس..
والده بصله باستنكار ومردش وكمل كلامه: النهاردة قفلنا أول دور كده تقدروا تقولوا ان أول مرحلة خلصت وفاضل مرحلتين، بس اللي اتعمل في المرحلة دي يعيشكم مرتاحين مية سنة..
ابنه المعارض قام وساب القعدة ومشي،
والناس كمان كانت ابتدت تتريق عالأب اللي بيعمل حاجات وفاكر نفسه عايش في اوروبا.

النهاردة وصل انه قفل الدور الرابع، وشكل العمارة ابتدا يظهر وكل اللي يعدي من جنبها يقول العمارة دي لو كملت هتبقى عظمة، واللون الأخضر ابتدى ينور والزرع شق الأرض، لكن حصل أزمة والدولار زاد وخامات البنا غليت،
الأب أجر الجراج  وفي محصول ابتدا يطلع من الزرع، الأب خد المحلات وضبها، أجر جزء والجزء التاني كان بيعلب فيه محصول الزراعة في كراتين شكلها شيك عشان يبيعه بسعر محترم.
الابن المعارض: يعني حتى يابابا خير أرضنا بتبيعه بدل ماتوزعه علينا..
والأب مكمل والفلوس ابتدت تسند عشان يعرف يكمل بنا
العمارة ابتدا شكلها يكمل وقربت تخلص.

الأب قعد مع ولاده وقالهم مبروك المرحلة التانية كده خلاص وفاضل المرحلة التالتة
الابن المعارض ابتدا صوته يعلى على ابوه وخد في صفه أخ كمان: احنا مش عايزين حاجة وعايزين حقنا يابابا في الأرض..
الأب قالهم لو بقية العيلة وافقت على كلامكم هطلع حالا احط عالعمارة بالأرض يافطة للبيع،
بس اوعوا تنسوا اني قلتلكم اني بعملكم حاجة تخليكم أحسن ناس في المنطقة كلها ولحد ١٠٠ سنة جاية، اختاروا وبراحتكم،
تعيشوا في ملككم فرحانين باللي بتبنوه، ولا تسيبوه لغيركم وحد تاني يتنعم بيه، وتبقوا تعدوا بقى من قدام العمارة لما تبقى صرح عظيم وتقولوا بقى احنا سبنا العظمة دي ورحنا سكنا في بلوكات زي بقية الناس العادية..
هااا عايزين ايه؟
رد الأغلبية كان: كمل يابابا هانت
الأب بص لابنه المعارض هو واخوه وابتسم: رأي الأغلبية
وقال لبقية العيلة عايزكم كل واحد يكتبلي مواصفات شقته
الابن المعارض قاله طب والشقق الزيادة يابابا؟
رد والده: لا دي انا عارف هعمل فيها ايه
العمارة اتقفلت وخلصت وعمل طراز معماري فخم جدا يخليه مزار سياحي الناس تتصور جنبه بس الشقق كانت لسة عالمحارة.
صحيت العيلة لقوا يافطة كبيرة: شقق العمارة بالكامل للإيجار
العيلة جريت عالأب وقالوله: طب وشققنا يابابا
قالهم: كل الي اختار شقة هيدفع ايجارها وعلى فكرة طلبات كل واحد فيكم هتتنفذ زي ماهو طلب في شقته،
وسابهم ومشي وعارف انهم هيثوروا عليه،
العمارة كلها اتأجرت فعلا وكان هدف الأب انه لما يشطب، يشطب كله مرة واحدة بمقاولة واحدة عشان السعر يقل وخد مقدمات وتأمين من المستأجرين والعمارة خلصت برة وجوه وبقت صرح فعلا عظيم في وسط منطقة عادية جدا بس العمارة بالأرض عملوا لها شكل تاني خالص،

الأب قعد مع ولاده وقالهم: مبروك احنا خلصنا المرحلة التانية وهنحط دلوقتي أسس المرحلة التالتة والأخيرة..
قاطعه ابنه المعارض واخواته كلهم: بابا احنا عايزين شققنا تكتب بأسامينا دلوقتي حالا،
الأب ولا بصله وكمل كلامه: قدامكم ورق كل واحد فيكم هيكتبلي تصور للقوانين اللي نعملها عشان الصرح اللي بنيناه ده يكمل صح والناس تمشي مظبوط والعمارة باللي حواليها يبقى ليها مجلس إدارة بخطة نمشي عليها طول السنين الجاية،
الابن المعارض: بس يابابا..
والده قاطعه بحدة: مش عايز اسمع صوت حد لغاية مانعمل دستور العمارة وقوانينها مظبوط وبعدها هنكلم في اللي انتوا عايزينه،
قعدوا شهر بحاله يغيروا ويشيلوا ويحطوا لحد ماعملوا فعلا دستور بقوانين ولاوئح،
الأب طبع الدستور في كتاب شكله عظيم وحطه قدامهم وقالهم: مبروك النهاردة هتستلموا شققكم وقدام كل واحد فيكم ظرف فيه عقد الشقة ومفتاحها، وعايزكم متفتحوش الظرف إلا قدام باب شقة كل واحد فيكم وتتفرجوا عالشقق وبعدها تيجوا نكلم،
كل واحد من عياله خد الظرف وقف قدام باب شقته فتح الظرف لقى عقدين عقد ايجار منتهي وعقد ملكية جديد بتاريخ النهاردة، عقد الايجار كان فيه ايجار الشقة بيدفع على مدار الفترة اللي فاتت زي بقية السكان، والفلوس اتاخدت زي ماهما حددوا في الدستور واتحطت في صندوق العمارة للتنمية، وبعدها بقوا ملاك لانهم كمان يملكوا حصص في بقية الأرض والمحلات، كل ده واقفين قدام باب الشقة لسة مدخلوش، خدوا المفتاح دخلوا البيت لقوا كل الشقق مفروشة زي ماكانوا بيحلموا،
رجعوا جري على ابوهم حضنوه وشكروه وقالوله حقك علينا،
الابن المعارض: انا عايز اعرف يابابا انت جبت الفلوس دي كلها منين في وسط الأزمة اللي حصلت وفرشت البيوت ازاي، ده حتى ايجار المحلات متجبش حاجة…
قاطعه الأب: يابتاع كلية التجارة، متجبش فلوس دي لو كانت المنطقة زي ماهي والمحلات في عمارة عادية ومساحتها صغيرة، انما لما الشوارع اللي حوالينا وسعت ونضفت ونورت وانت بنيت المحل اوسع وبنية تحتية متطورة دلوقتي تأجر المحل ب ٥٠ ألف جنيه مش بـ ٥ آلاف جنيه، ده غير ان كل محل له إكسترا خدمات وكل خدمة بزيادة في الإيجار،
والأرض والزرع اللي سعتك اتريقت انه ببيع مش بوزع عليكم، الكلام ده لما تفتح التلاجة متلاقيش أكلك، انما طول مانا موفيك حقك، كان لازم اكبر موارد الأرض واجيب فلوس اكمل، واهو دلوقتي سعتك بقيت مالك للزرع ده،
بس خلي بالك في دستور انتوا اللي هتمشوا عليه وانتوا اللي كاتبينه بإيديكم عشان لا الزرع يبقى سبهللة وكل واحد يقطف على كيفه وياخد من غير حساب، ولا تاخد من خيرها إلا وانتوا حاسبين كويس مواردها واحتياجتها.

اظن دلوقتي جاوبتكم على كل حاجة ونقدر نفرح وننبسط باللي احنا حققناه…
البنت الصغرى: بابا مش احنا كده يبقى فايض معانا فلوس كمان فترة
كلهم في صمت تام والأب يرد باهتمام: اه ياحبيبتي طبعا فلوس كتير
الابن المعارض: حلو نجيب عربيات بقى ونروق على حالنا..
البنت الصغرى تقاطعه: لا مش ده قصدي
والدها يصغي باهتمام: قولي ياحبيبة أبوكي
تكمل الفتاة حديثها: في حتة أرض أكبر بتتباع في منطقة قريبة ماتيجوا نشتريها ونعمل المشروع ده تاني ونتوسع
يبتسم الأب وتتسع عيناه فرحا وفخرا وينظر لعائلته: ها إيه رأيكم؟
كلهم بصوت عالي: موافقين طبعا
الابن المعارض: تااااني
ينظر له افراد العائلة وتتعالى ضحكاتهم.

وتوتة توتة كملت الحدوتة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى