fbpx
تقارير

ماهية قوات الاحتياطي المركزي التي دخلت المعركة السودانية

ظهرت خلال الأيام الماضية في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم قوات الاحتياطي المركزي، لأول مرة منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني ومتمردي “الدعم السريع”، مما أثار التساؤل عن ماهية هذه القوات.

انقسمت الآراء بعد انتشار قوات الاحتياطي المركزي بين مرحب بالخطوة لـ”حفظ الأمن”، ومعارض يحذّر من “اتساع دائرة الاقتتال” الذي تسبب في مقتل المئات، وإصابة ونزوح الآلاف داخل السودان وخارجها ودخول طرف ثالث في الصراع.

قوات الاحتياطي المركزي، تابعة لوزارة الداخلية، وتعرف باسم “أبو طيرة” نسبةً إلى الطائر الذي يزين شعارها المميز، وهي قوة قتالية شاركت في قمع الحركات المسلحة في دارفور وبعض مناطق كردفان.

أنشئت قوات الاحتياطي المركزي، في عام 1974م، تحت قيادة العقيد شرطة عصمت معني، في عهد الرئيس المخلوع، جعفر نميري، كقوات احتياط عسكري، تختص بالمهام والعمليات ذات الطابع العنفي والقتالي.

وتتركز مهام قوات الاحتياطي حول التدخل في الحالات الطارئة ومكافحة الشغب والانفلات الأمني، إضافةً إلى تقديم العون والمساعدات في حالات الكوارث الطبيعية.

وتتكون القوات، من لواء إدارة، ولواء عمليات، فيما يُديرها بشكلٍ عام ضابط برتبة لواء، وتتوزع سراياها في مدن الخرطوم المختلفة، وغالباً ما يقُودها ضابط برتبة عقيد.

وفي مارس 2022، أعلنت الولايات المتحدة، فرض عقوبات على قوات الاحتياطي المركزي لارتكاب “انتهاكات لحقوق الإنسان” خلال “قمع تظاهرات ضد المجلس العسكري الحاكم”، على حد تعبيرها.

ظهور جديد للاحتياطي المركزي

قبل عدة أيام، أعلنت القوات المسلحة السودانية، بدء نشر وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي تدريجياً في العاصمة الخرطوم، ونشرت صور ومقاطع فيديو لانتشار تلك القوات في شوارع السودان.

وكان هذا الظهور الأول لقوات الاحتياطي المركزي، منذ بدء الصراع بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في منتصف أبريل، وبالتزامن مع دخول الاشتباكات بين الجانبين أسبوعها الثالث.

وبعد انتشار قوات الاحتياطي أصدرت قوات “الدعم السريع” بياناً يتهم الاحتياطي المركزي، قائلاً: “إنّ قوات الاحتياطي تابعة لكتائب الأمن الشعبي”، في إشارة إلى أنها مجموعات أمنية محسوبة على نظام الرئيس المعزول عمر البشير، معتبرةً أنّ نشر تلك القوات “يوسع دائرة الاقتتال في البلاد”.

وقالت قوات الدعم في البيان: “حشدت قوات الانقلابيين وفلول النظام المتطرفة، كوادر الأمن الشعبي والطلابي والدفاع الشعبي، وألبستهم زي قوات الاحتياط المركزي ودفعت بهم إلى ميدان المعركة، في محاولة لتوسيع دائرة الحرب بالزج بقوات الشرطة في معترك ليسوا طرفاً فيه”.

فيما أكّدت وزارة الداخلية السودانية، أنّ قوات الاحتياطي المركزي هي فصيل يتبع للشرطة خرجت إلى الميدان بهدف ” تأمين الأسواق والممتلكات العامة والخاصة التي تعرضت للنهب والسلب والتخريب وضبط المتفلتين”.

كما نفت الاتهامات المنتشرة بتدخل عناصر الأمن الشعبي داخل صفوف الاحتياطي المركزي.

ووضحت الوزارة أنّ “قوات الاحتياطي المركزي هي فصيل تابع للشرطة يقوده ضباط من خريجي كلية علوم الشرطة والقانون”، حيث تناولت وسائل التواصل الاجتماعي أن القوة التي خرجت تتبع للأمن الشعبي وأن الضباط الذين يقودون هذه القوة هم في الأصل ضباط أمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى