fbpx
سلايدرمقابلات

بوابة الجمهورية الثانية تحاور المخترعين الصغار بمدرسة المنيا للمتفوقين

أجرت الحوار: آية نور

 

ليس للسن صوت أمام ما يتمناه العقل البشري وليست للإنجازات رأي أمام ما تتمناه الأمنيات اذا كانت تُكلل بالجهد والاجتهاد وهذه كانت رؤية وإرادة طلاب مدرسة المتفوقين بالمنيا الجديدة الذين اثبتوا أن لا سن محدد للإنجازات والإختراعات وأنهم قادرين على إنجاز ما يخدم بلدهم رافعين راية نحن نفكر إذًا نحن مبدعون، حيث انهم قاموا بمناقشة مشاريعهم  في حضور رئيس الجمهورية بمدرسة المتفوقين بالمنيا اثناء زيارته للمحافظة ولتغطية ومعرفة كل هذه الأحداث والتفاصيل  قامت بوابة الجمهورية الثانية بعمل حوار مع طلاب تلك المشاريع.

المشروع الأول: مشروع الشوكة العظمية

واصحابه هم الطلاب أصحاب الثمانية عشر عام، مصطفى صبري بحر مواليد محافظة الإسكندرية، والطالب صفوت جرجس مواليد محافظة الجيزة.

المشروع عبارة عن ايجاد حل دائم يستطيعون  من خلاله أن يتغلبوا  به على ألم الشوكة العظيمة وذلك عن طريق ربط مجال التجميل بمجال العظام بحيث انهم يستطيعون سحب الدهون من منطقة البطن ويتم حقنها مرة أخرى أسفل الكعب بحيث تكون بمثابة الوسادة السيليكون لتخفيف درجة الألم، مرض الشوكة العظمية يعتبر من أخطر الامراض حول العالم وليس له علاج دائم لحل المشكلة وهو عبارة عن الشعور بألم أسفل الكعب أو في منتصف أسفل القدم ينتج عن ارتداء أحذية غير مناسبة لممارسة التمارين الرياضية وقد ينتج بسبب زيادة الوزن والسمنة.

وكانت تعاني والدة الطالب مصطفي ووالدة الطالب صفوت من الشوكة العظمية منذ وقت طويل وهذا ما دفع طلاب  المشروع للتفكير فى هذا المشروع دون غيره وخلق هذا دافع متبادل بين الطالب مصطفى ووالدته، ورغبة في أن تكون هي أول حالة تتم التجربة عليها مع نصيحة الأطباء لها بعدم فعل ذلك ولكنها ارادت أن تشاهد نجاح تجربة ابنها يسير في جسدها.

اشار مصطفى لبوابة الجمهورية الثانية ان هناك العديد من الاشخاص الذين ساعدوه هو وزميله صفوت  ومنهم دكتور محمد عاطف دكتور العظام ودكتورة امل بركات دكتورة التجميل، ودكتورة منال اسماعيل عبد الغني رئيسة لجنة أخلاقيات البحث العلمي بجامعة المنيا، حيث انها ساعدتهم في الحصول على  الموافقة بتنفيذ التجربة وايضا مساعدة أستاذ عبد الرحمن عليوة مدير مدرسة المتفوقين قبل أن تتولى الاستاذة هناء حامد الادارة ويعتبر هو بمثابة الاب الروحي لهم.

وتحدث الطالب عن الصعوبات التي واجهته هو وزميله صفوت والتى تمثلت في صعوبة أخذ الموافقة من لجنة أخلاقيات البحث العلمي لأنها تحتاج إلى الكثير من التفاصيل والأبحاث للحصول على موافقة تنفيذ التجربة ولكنهم لم يتوقفوا، كما انه أكد على مساعدة المدرسة له فمن خلالها استطاع ان يتعرف على الثقافات المختلفة لأنها تضم طلاب من جميع انحاء الجمهورية مما عمل على توسيع نطاق تفكيرهم، أوضح ان فكرة مشروعه تكون عن طريق الحقن وليست الجراحة وأن كمية الدهون ليست ثابته فكل مريض يحتاج إلى نسبة دهون مختلفة.

عبر مصطفى عن نظرة الرئيس له اثناء العرض وقال انها جبر وعوض من الله له عن عدم الصعود في مسابقة ايسف الدولية، ويأمل مصطفى و زمليه في المشروع  للحصول على منحة داخلية او خارجية لدراسة الطب وهذا بعد ان تعمقوا في دراسة مجال العظام والتجميل، ووجه مصطفى رسالة للطلاب قائلا لا يوجد مستحيل في وجود الإرادة.

المشروع الثاني: إنتاج مواد بناء من تخزين ثانى أكسيد الكربون

إنتاج مواد بناء من تخزين ثانى أكسيد الكربون في صخور البازلت، صرح عمر عصام سعيد طالب بالصف الثاني الثانوي بمدرسة المتفوقين بالمنيا، لبوابة الجمهورية الثانية انه فكر من قبل فى هذا المشروع ولكنه أجل الفكرة وبعد مؤتمر (كوب27) ومشكلات المناخ قرر أن يسترجع ويستهدف فكرته وقام بعمل ابحاث تخدم فكرة مشروعه ثم  عرضها على  أصدقائه  (صهيب محمد عامر، لؤي وحيد شحات).

وقال عمر أنه اختار فكرة هذا المشروع دون غيرها لان مصر تستهلك سنويًا ما يقرب من 47 مليار جنيهًا  لمعالجة ادخنه المصانع وفي حالة  تطبيق فكرة مشروعه سوف تقل نسبة ثاني اكسيد الكربون التي تخرج من المصانع  وخلال عام سوف يتحول ثاني أكسيد الكربون إلى مواد تُستخدم في البناء، صرح الطالب صاحب الـ 16 عام لبوابة الجمهورية الثانية انه قبل ابتداء العرض بعشر دقائق تعرض لحالة إغماء بسبب الإرهاق وعدم النوم لفترات طويلة فكانت هذه الحالة قد تتسبب في منعه من تقديم العرض أمام رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي ولكن تدخل ضباط الحرس الجمهورى وقاموا بتهدئته حتى تمكن من العرض بشكل جيد، لفت  عمر أن هذا المشروع لم يكن المشروع الوحيد له حيث ان المدرسة تستقبل من الطلاب مشروع لكل تيرم وأن لديه مشروع أخر عبارة عن إنتاج ال charcoal باستخدام قصب السكر الخام (pith bagasse raw )الذي يمتلك كمية كبيرة من ال cellulose وال hemicellulose والlignin بكميات عالية عن طريق عملية  الامتزاز (adsorbtion) للصبغات بينتج حاجة شبيها بالكربون النشط (activated carbon) (الذي يُستخدم كفلتر للمياه لإزالة الصبغات ).

وعبر عمر عن سعادته بوجوده فى هذه المدرسة التى أضافت له الكثير وكانت سببا كبيرا فى تغيير شخصيته واعتماده على نفسه وهذا بفضل الإقامة الداخلية التى توفرها له المدرسة حيث انه من مواليد محافظة الدقهلية، وقال أن الدراسة فى المدرسة تكون باللغة الانجليزية وانهم لا يدرسون المواد الأدبية وهذا ما يميز هذه المدرسة عن غيرها من مدارس الثانوى، وجه الطالب نصيحة لمن هم في سنه بأن عليهم أن يفكرون بعقولهم وأن ينظرون للواقع بشكل أكبر وبشكل منطقى كما انه صرح لبوابة الجمهورية الثانية انه سعيد بحضور وتكريم رئيس الجمهورية له مما جعله يأمل فى منحة لدراسة الطب البشرى.

 

المشروع الثالث: تصنيع الأحبار من تصفية التلوث

وبالحديث مع الطالب يوسف جمال محمد صاحب فكرة (المشروع الثالث) التى تتمثل في تصنيع الأحبار من نواتج تصفية التلوث Air ink، وجدنا أن هذا المشروع هو تكملة لمشروع أخر للطالب يوسف جمال تم بدأه من قبل عندما كان بالصف الأول الثانوى و شارك في مسابقة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، ولاية (Delaware) وحصل على الترتيب الخامس عالميًا.

وتتمثل فكرة المشروع الذى قام بعرضه الطالب بمشاركة زملائه في الصف الثالث الثانوي  ( عبدالتواب حسين، مروان محمد، هانى عماد) في التخلص من المخلفات الكربونية للمصانع واستغلالها في صناعة الأحبار وذلك لعمل تكامل بين المصانع حيث ان المصانع تحتاج إلى تكلفة عالية لعملية تنظيف الفلاتر باستمرار ففي حالة استخدام المخلفات فى إنتاج الأحبار تساهم المصانع الخاصة بصناعة الأحبار  فى شراء المخلفات من المصانع مما يقلل التكلفة عليهم كما أن هذا يقلل من نسبة التلوث ويساهم فى إنتاج منتج محلي من الحبر.

وبدأ يوسف وزملائه فى زيارة المصانع ومعرفة مشكلاتهم في التخلص من المخلفات  وتم عمل تجربة بالفعل قبل عرض المشروع، وأشاد الطالب بمساعدة أهله له ودعم المدرسة له حيث ان المدرسة كان ينقصها بعض الأجهزة فتدخلت المدرسة للاستعانة بأجهزة كلية الهندسة عن طريق زيارة الطلاب للكلية، وأشار انه  يزور أهله في حلوان كل شهر نظرًا للإقامة الداخلية التي توفرها المدرسة لهم وقال إنه يستغل هذا الوقت هو وزملائه في تطوير المشروع ومراجعته بشكل يومى، أوضح طبيعة الدراسة فى المدرسة حيث ان نظام المدرسة حديث والشرح غير تقليدى فلا يقوم المعلم داخل المدرسة بالشرح بل  يعطى مسميات ويقوموا الطلاب بالبحث والاطلاع كما أن اختيار المعلمين  بالمدرسة لا يتم بطريقة عشوائية بل يخضع لسياسة اختيار تتبعها المدرسة ويخضع المعلم لعدة اختبارات، بالإضافة إلى قلة عدد الطلبة بداخل المدرسة فعدد الطلبة فى الصف الثالث الثانوي 40 طالب فقط مما يجعل أهتمام المعلمين بهم  أكثر  وأكمل قائلًا: “حسيت ان قلبي هيطلع من جسمي وانا واقف بشرح قدام الرئيس بس ابتسامة الرئيس شجعتني على الاستمرار فى الشرح”.

رغم انهم قاموا بعمل 48 بروفة قبل العرض لكي يشرح كل طالب مشروعه في دقيقتين إلا انه حاول إخفاء توتره أثناء العرض.

وصرح الطالب يوسف أن خطته القادمة هو وزملائه تتمثل في عرض فكرة مشروعهم على المصانع لكى يتم تطبيقها بشكل أوسع داخل المصانع.

وأجمعوا الطلاب على ان المحرك والدافع الرئيسى بينهم يتمثل في الإرادة فجميعهم تركوا محافظاتهم واتجهوا إلى محافظة أخرى لا يعلموا عنها شيئًا وهم في سن الخامسة عشر باحثين وراغبين في تحقيق أحلامهم وهذا ما ميزهم عن غيرهم، فلم يخدعوا أنفسهم بقلة أعمارهم ولكنهم جعلوها مفتاح طريقهم.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى