كتب: محمد ماهر
قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في خطابه في 5 يوليو المنقضي للمشرعين الإثيوبيين أن حكومته ستغلق العديد من سفاراتها حول العالم لتقليل التكاليف، وسيعمل معظم الدبلوماسيين كسفراء غير مقيمين، وأضاف أنه “لا ينبغي أن يكون لإثيوبيا 60 سفارة وقنصلية أو نحو ذلك في الوقت الحاضر”. وأضاف أنه في غضون فترة من 6 أشهر إلى سنة كحد أقصى ستغلق أثيوبيا تلك السفارات وكان من ضمن تلك السفارات سفارتهم في مصر.
خرجت علينا الصحف والمواقع وأولهم البي سي والجزيرة بمخرجاتهما التي تقضي بغلق السفارة الأثيوبية في القاهرة وكأنها تفعل ذلك قبل بدئ المفاوضات على ملئ السد وتشغيله، وتجاهلتا تمامًا حقيقة أن ذلك كان مقررًا بالأساس منذ عدة أشهر وأنه يحدث في العديد من البلدان وليس في مصر فقط.
دائمًا ما كانتا الجزيرة والبي بي سي من المصادر الرئيسية لتأجيج الصراعات والنزاعات بل والحروب في الشرق الأوسط، فلو لاح في الأفق أي بصيص للسلام بين طرفين في المنطقة، تجد أن المذكورتين أعلاه سابقتا الزمن في كم وكيف الأخبار التي تفتعل الفتن حتى يظل الصراع قائما.
كانتا المذكورتان أعلاه تتسابقان في تأجيج فتن ما أسموه ب “الربيع العربي”، وكانت الجزيرة تفتعل أحداثا لتصويرها، وتدفع لأشخاص لتمثيل أدوار في أحداث مفتعله لتصويرها وكأنها أحداثًا حقيقية حتى تأجج المشاعر والصراعات وتحافظ على الفتن مشتعلة داخل الشعوب أو حتى بين الشعوب وبعضها، وكل ذلك بالطبع حتى تجد قطر الصغيرة صاحبة “متلازمة الرجل القصير أو متلازمة نابليون” وهي نظرية اقترحها عالم النفس النمساوي ألفريد أدلر في عام 1908 لأول مرة لوصف نوع من عقدة النقص التي يعاني منها الأشخاص الذين يعانون من قصر القامة، فيعوضون شعورهم بقصر قامتهم من خلال تصرفات أكثر عدوانية من نظرائهم طوال القامة.