fbpx
أخبار العالمأخبار محليةسلايدر

تشكيل الحكومة الجديدة..تغيير لقواعد اللعبة السياسية ببرلين

كتبت_نهال مجدي:

إنتهي الإقتراع فى الإنتخابات البرلمانية الألمانية، ليحصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي على 25.7 % من الأصوات، بينما حصل حزب الاتحاد المسيحي الحاكم على 24.1 %، بينما للمرة الأولي فى تاريخه يحصل حزب الخضر على 14.8% من الأصوات وهى اعلي نسبة يحققها.

وجاءت النتائج مخيبة لأمال اليسار الراديكالي، واليمين المتطرف، فقدحصل حزب اليسار الراديكالي، دي لينكه، على حوالي 4.9% من الأصوات، بانخفاض كبير عن حصته البالغة 9%من الأصوات في انتخابات 2017. بينما حصل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف(النازيون الجدد) على 10.3%من الأصوات، وهي نسبة أقل من التي حصل عليها 12.6% في انتخابات 2017، حيث كان الحزب ثالث أكبر حزب في ألمانيا.

وجدير بالذكر أنه لم يسبق للمحافظين أن سجلوا نسبة تقل عن 30%. ويشكل ذلك انتكاسة قوية لمعسكر المستشارة الألمانية ميركل في وقت تستعد فيه للانسحاب من الحياة السياسية.

هذه النتائج تعني المكلف بتشكيل الحكومة هو أولاف شولتز، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ولكن بما أن حزبه لم يفز بالأغلبية المطلقة التي تمكنه من تشكيل الحكومة منفرداً، فيتعين عليه تشكيل إئتلاف مع أحزاب اخري.

ويري أغلب المحللين السياسيين أن المشهد السياسي الألماني برمته على وشك التغيير، فشولتز مصر على تنحية الحزي الإشتراكي المسيحي من الإئتلاف الحكومي وقال بوضوح”يجب ألا يبقى في السلطة، وحان الوقت لتحالف جديد مع الخضر والليبراليين، وعلى المحافظين أن ينضموا إلى صفوف المعارضة “. وأضاف ” الناخبون صوتوا لنا “لأنهم يريدون تغييرا في الحكومة، لأنهم يريدون ان يكون المستشار المقبل أولاف شولتز”.

وتكمن المشكلة في أن منافسه اليميني الوسطي ورغم نتيجته “المخيبة للآمال” ليس مستعدا للجلوس في مقاعد المعارضة. فقد أكد المرشح المسيحي-الديموقراطي “سنبذل قصارى جهودنا لبناء حكومة” من تحالف المحافظين.

وتنبأت استطلاعات الرأي بانتهاء المعركة، لكن الانتخابات لم تكن متوقعة منذ البداية، ولن تنتهي القصة بظهور النتائج أبدا. لأن المستشارة المنتهية ولايتها لن تغادر الساحة السياسية حتى يشكل ائتلاف، وقد يطول انتظار ذلك حتى حلول عيد الميلاد.

لكن الحزب الاشتراكي-الديموقراطي واليمين الوسط أكدا أنهما يسعيان إلى بت أمر الحكومة قبل عيد الميلا، وقال لاشيت “ستتولى ألمانيا رئاسة مجموعة السبع في 2022 لذا ينبغي التوصل إلى تشكيل حكومة بسرعة كبيرة”.

وتستغرق مفاوضات تشكيل الحكومة فترة طويلة، لأنه في غالب الأحيان تعود الأحزاب لأعضائها ومؤسساتها لأخذ الموافقة على العمل مع أحزاب أخرى بعينها من عدمه.

وستكون مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي هذ المرة هي الأصعب. ولا ينص القانون على سقف زمني محدد لها. تجري المفاوضات على كل تفاصيل توزيع السلطة، مثل  أسماء الوزراء وعقد الائتلاف الحكومي.

وفي ظل الوضع الراهن، ثمة حلول عدة ممكنة للحصول على غالبية في البرلمان الألماني الذي سيضم عددا قياسيا من النواب يبلغ 735 أي أكثر بـ137 مما كان عليه العدد قبل أربع سنوات، بحسب اللجنة الانتخابية.

ولا يتقاتل من أجل السلطة الاشتراكيون الديمقراطيون والقادة المحافظون فقط. بل إن ممن بيدهم القرار أيضا حزب الخضر وحزب إف دي بي الليبرالي المؤيد للأعمال التجارية، وهما منفتحان لتقبل ما سيعرض عليهما.

ويشكل الليبراليون والخضر معاً ربع الأصوات، ويمكنهم مساندة أي من الحزبين الكبيرين ليصل إلى السلطة.

ويتمتع الحزبان بشعبية أكبر لدى الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما، مقارنة بأي حزب رئيسي، لكن الأمر يتطلب بعض المهارة للجمع بينهما.

ومن بين جميع الائتلافات المحتملة، يظهر اسم حزب الخضر والليبراليين في التحالفين المرجح تشكيلهما، والذين وصفتهما صحيفة “بيلد “الاثنين بأنهما “صناع ملوك”

الأول هو ما يسمى بائتلاف إشارة المرور، ويتكون من ألوان الأحزاب: الأحمر (للحزب الاشتراكي الديمقراطي)، والأصفر (للحزب الديمقراطي الحر)، والخضر. وهناك البديل الجامايكي، الأسود (لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي)، والأصفر (الحزب الديمقراطي الحر) والخضر.

وهذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها ألمانيا تحالفا ثلاثيا، لكن البلاد على ما يبدو قد دخلت حقبة سياسية جديدة، ولم تبدأ المحادثات بعد.

وربما يسهل وجود ميركل بثقلها السياسي واحترامها بين الطبقة السياسية عملية تشكيل الحكومة، وخصوصا انها ستتمتع بالكثير من الصلاحيات حتي تنتهي مهمتها، فمن الناحية النظرية يمكن، على سبيل المثال، للمستشارة التي تسير أعمال الحكومة إقالة وزراء الدولة وتعيين جدد بدلاً عنهم.

ويجب أن تقوم ميركل بإجراء اللقاءات وحضور الاجتماعات المطلوبة ممن يشغل هذا المنصب. على سبيل المثال لا الحصر قد تسافر ميركل نهاية أكتوبر إلى روما لحضور لقاء قمة قادة مجموعة العشرين الاقتصادية.

واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن نتائج التصويت لن تحدد مستقبل ألمانيا فحسب، بل ومستقبل أوروبا كلها.

وأشارت صحيفة “الباييس” الإسبانية إلى أن هذه الانتخابات كانت الأكثر إثارة منذ سنوات عديدة، وظلت غير محسومة النتائج حتى اللحظة الأخيرة.  من جانبها، وصفت الصحيفة الإسبانية الأخرى “لافنجارديا”، نتائج الانتخابات بأنها كانت مربكة في “بلد يحب الدقة.”

وتوقعت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن محادثات الائتلاف ستتحول إلى أسابيع أو حتى شهور من الجدل، فيما اعتبرت “لو موند” الفرنسية أن هذه المحادثات ستكون أطول وأكثر صعوبة من أي وقت مضى.

وذكرت مجلة “دير شبيجل”، “لعبة البوكر بدأت” وتبقى الاسئلة الرئيسية مفتوحة: من سيتولى منصب المستشار؟ ما طبيعة التحالف الذي سيحكم البلاد في المستقبل؟”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى