fbpx
أخبار العالمتقاريرسلايدر

الحوار بين السودانيين برعاية الأمم المتحدة.. هل تُحَل الأزمة

المثنى عبدالقادر "مراسل الجمهورية الثانية"
المثنى عبدالقادر “مراسل الجمهورية الثانية”

تقرير: المثنىٰ عبدالقادر الفحل
تدقيق: ياسر فتحي

 

أطلقت الأمم المتحدة مشاورات بين العسكريين والأحزاب السياسية في السودان بهدف حل الأزمة، ومِن المقرر أنْ تتم دعوة كافة أصحاب المصلحة، مِن العسكريين والأحزاب، بما في ذلك الحركات المسلحة والمجتمع المدني والمجموعات النسائية ولجان المقاومة، وأوضحت الأمم المتحدة أنَّ ممثلها في السودان “فولكر بيرتس” أطلق رسميًا المشاورات الأولية لعمليةٍ سياسية بين الأطراف السودانية تتولى الأمم المتحدة تيسيرها بهدف التوصل لاتفاقٍ للخروج مِن الأزمة السياسية الحالية.

• بدء المحادثات رسميًا

بدوره أعلن الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الإنتقالية في السودان (يونيتامس) “فولكر بيرتس” الألماني الجنسية، عن بدء المحادثات بشأن الانتقال السياسي في السودان، وصولاً لاتفاقٍ للخروج مِن الأزمة السياسية الحالية والاتفاق على مسارٍ مُستدام للتقدم نحو الديموقراطية والسلام، وقال “فولكر بيرتس” في مؤتمر صحفي عقده بالأمس الإثنين، بمقر بعثة (يونيتامس) في الخرطوم إنَّ المشاورات تأتي في إطار تفويض البعثة ومساعيها الحميدة لدعم الانتقال السياسي، مُضيفًا بقوله أنه “رأينا عِدة مبادرات سودانية جيدة في محاولة للخروج مِن الأزمة الحالية وصولاً إلى المسار الديموقراطي، لكن للأسف لَم تنجح هذه المبادرات وحان الوقت لإنهاء العنف وحَل الأزمة”، وقال ممثل الأمين العام، إن الدعوة لكافة أصحاب المصلحة الرئيسيين، مِن العسكريين والاحزاب السياسية بما في ذلك الحركات المسلحة والمجتمع المدني والمجموعات النسائية ولجان المقاومة للمشاركة في العملية السياسية، مُشيرًا إلى أنَّ هذه المجموعات تمت دعوتها للمشاركة في مشاورات أولية بشكل منفرد.

وأوضح الممثل الخاص للأمين العام في السودان، أنَّ كل هذه الأطراف يجب أنْ تلعب دورًا مناسبًا لحظ أكبر في المرحلة الأولية من المشاورات مع كل الفاعلين السودانيين، حيث ستتسم المبادرة بالحصول على إستشارة هذه المجموعات بشكل فردي للحصول على آرائهم بشأن القضايا والأجندة ذات الأولوية، حيث أنَّ هذه المجموعات ستقدم رؤاها لتشكل أجندة لمحادثات غير مباشرة، ونفىٰ الممثل الخاص للأمين العام في السودان بشدة ما تم تداوله مِن أنباء حول أنَّ المبادرة تقوم على تعديل (الوثيقة الدستورية) وأنها تتكون من عناصر رئيسية، وقال إن الأمم المتحدة لن تأتي بأية مسودة وأنَّ المبادرة تبنى أساسًا على ما يخرج به السودانيون والسودانيات، وأضاف: نحن نقدم مشاورات ولكن لن نقدم مشروعات، مؤكدًا أنَّ هذه الأخبار لا أساس لها مِن الصحة.

وجدد الممثل الخاص للأمين العام، التزام البعثة لتحقيق تطلعات الشعب السوداني، وقال نساعد بقدر الإمكان لدعم الانتقال السياسي نحو مستقبل سلمي وديموقراطي، خاصة أنَّ المعاناة الحالية تؤثر على حياة كل السودانيين في أمنهم واقتصادهم وتنميتهم، وأضاف أن الاستعمال المفرط للقوة يجب أنْ يتوقف، ناقلاً أحرَّ التعازي لأسر الذين فقدوا أرواحهم، خاصة أنَّ المكاسب الحقيقية التي حققتها ثورة ديسمبر 2018 هي الآن في مهب الريح، وكشف المبعوث الأممي أنَّ دول أصدقاء السودان سيجتمعون بعد أسبوع ويتوقع منهم دعمًا فاعلاً تجاه المبادرة.

• رد فِعل الشارع

في أول تعليق لها، حول الدعوة إلى عملية سياسية بين الأطراف السودانية؛ التي أطلقها “فولكر” ‏ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، قالت لجان المقاومة بمدينة الخرطوم إلى الآن لَم نتخذ قرارًا بأن نكون جُزءًا من هذه المبادرة والمشاركة فيها، وأوضح المتحدث الرسمي باسم لجان المقاومة لمدينة الخرطوم، المهندس “عثمان أحمد”، أن دعوة “فولكر” لم تُقدَّم للجان المقاومة بصورة رسمية، وأنهم طالعوها عبر الميديا، وأضاف: نحن جسم أفقي قاعدي؛ وإلى الآن لم نتخذ قرارًا لنكون جُزءًا من هذه المُبادرة والمُشاركة فيها، وفي حالة التوصُّل إلى قرار سيتم إعلانه عبر الصفحات الرسمية للجان المُقاومة وعبر المُتحدِّثين المعروفين.

• دعوة قانونية

حذر الخبير القانوني “نبيل أديب” مِن مَغبَّة رفض الدعوة التي أطلقها رئيس بعثة الأمم المتحدة “فولكر” للحوار بين الأطراف، ووصف الوضع الراهن بالخطير بسبب حالة التدهور الاقتصادي والعزلة الخارجية، ودعا “أديب” في تصريح، القوىٰ السياسية قبول الدعوة لانسداد الأفق السياسي، وشدد على ضرورة العودة للوثيقة الدستورية وإطلاق الحريات.

• ترحيب حِزبي

إلى ذلك رحب مجلس السيادة الانتقالي السوداني في اجتماعه الدوري بالقصر الجمهورى اليوم، برئاسة القائد الأعلى للجيش الفريق أول ركن “عبدالفتاح البرهان” بالمبادرة التي طرحتها الأمم المتحدة لتسهيل الحوار بين الشركاء السودانيين، ودعا إلى إشراك مفوضية الاتحاد الأفريقي لإسناد المبادرة والمساهمة في إنجاح جهود الحوار السوداني، مع الحرص على (سودانيتة).
edited 05:54 PM

ومِن جهته أعلن حزب الأمة القومي رسميًا ترحيبه بمبادرة البعثة الأممية في السودان بقيادة “فولكر” بشأن الحوار بين الفرقاء في البلاد، وأوضح حزب الأمة القومي أنه طالع بيانًا مِن البعثة الأممية بالسودان حول الدعوة لإطلاق حوار سياسي بين مكونات العملية السياسية في البلاد تحت رعاية الأمم المتحدة، وقال الحزب في بيان نثمن مجهودات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدعم الشعب السوداني لتحقيق التحول الديمقراطي في البلاد وإنجاح الفترة الإنتقالية.

وفي السياق ذاته رحبت حركة العدل والمساواة السودانية بدعوة الحوار الأممية، أما حاكم إقليم دارفور رئيس حركة تحرير السودان، “مني أركو مناوي”، فقد رحب بالمبادرة الأممية للحوار بين الأطراف السودانية، داعيًا الاتحاد الإفريقي للانضمام إليها، وذكر مناوي نرحب بالمبادرة الأممية الدافعة للحوار بين السودانيين، فالحوار هو العنصر المفقود والذي فشلت فيه النُخبة السودانية وأفشلت معها السودان.

• هل تنجح المبادرة؟ 

السؤال ظَلَّ يتردد على أذهان المراقبين والصحفيين والشارع السوداني خاصة أنَّ مبادرات الأمم المتحدة في ليبيا وسوريا ودولاً أخرى لم تجد نجاحًا في حل الأزمات المستعصية، خاصة مع انعدام الإرادة السياسية للحل مِن قِبَل الأحزاب السياسية التي ظلت ترفع سقف التوافق حتى عجزت، وخرج المتظاهرون عن سيطرتها، لكن التوقعات إذا كُتِبَ النجاح للمبادرة أن تكون التسوية لصالح المكون العسكري وشباب المتظاهرين، تخرج بها الأحزاب السياسية من المعادلة بعد دخولهم للمشهد في 2019 وتزعمهم للمتظاهرين بعد سقوط الرئيس الأسبق “عمر البشير” نتيجة عدم تنظيم شباب لجان المقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى