fbpx
مقالات

نهال مجدي تكتب: إلى عظيمات مصر في عيدهن

 

نهال مجدي
نهال مجدي

اليوم هو يوم المرأة المصرية.. وما ادراك من هي في قوتها وصلابتها وحكمتها وتحملها لصعاب تنوء بحملها الجبال.. ولذلك سأحاول في عيدها أن اذكركم ببعض من اخبارها.

إختارت مصر تاريخ 16 مارس تحديدا ليكون عيداً للمرأة المصرية لتخليد ذكري حميدة خليل التى إرتقت شهيدة في مواجهة الإحتلال الإنجليزي عندما خرجت مع رفيقاتها للمشاركة في الاحتجاجات التي اندلعت في ربوع المحروسة من أقصاها الي اقصاها اعتراضاً على نفي  الزعيم سعد زغلول ورفاقه  عام 1919 لتكون بذلك شهيدة  مصرية فى العصر الحديث.

وإن كان الخروج للشوارع ومواجهة جنود الإحتلال المدججيين بالسلاح وانت لا تحمل الا علم وطنك المحتل وإيمان يملأ وجدانك بعدالة قضيتك يتطلب قدراً من الشجاعة، فكان الأمر بالنسبة للمرأة المصرية، التي كانت لا تبرح منزلها مطلقا فى ذلك الوقت،يتطلب شجاعة مضاعفة لتواجه (فضلا عن الاحتلال) تقاليد راسخة ونظام مجتمعي لا يرحم النساء..فوقف الزمان مندهشا ليراقب المرأة المصرية وهي تخلع حجابها لتعلنها مدوية انه إذا جد الجد، وعندما يتعلق الأمر بالوطن والبيت الكبير فالأمر ليس متروكا للرجال وحدهم وأنه إذا تطلب الأمر فليعبر الاحتلال علي أجسادنا جميعا رجالا ونساءاً قبل ان نسلمه مصير بلادنا يرتع فيها كيف يشاء.

ولنعد بذاكرتنا قليلا ونمعن النظر، كم حميدة خليل رأيت بميادين مصر في 25 يناير وفى 30 يونيو؟ هل كان الموقف يختلف كثيراً؟ هل خرجت تلك الأعداد الغفيرة من النساء إلا خوفاً على الوطن من مستقبل مجهول..الم تنقذ المرأة المصرية بلادها من على شفا جرف هار بعد ان كاد يهوي الي هوة الفوضي والدمار؟

هل تختلف حميدة خليل كثيراً عن العميدة نجوي الحجار أول شهيدة فى الشرطة النسائية المصرية والتي قضت نحبها وهي تحمي الكنيسة المرقصية بالأسكندرية فى 9 إبريل 2017؟

لنذكر فى هذا اليوم أيضا الملكة إياح حتب زوجة الملك سقنن رع الذى فقدته في حربه ضد المحتلين الهكسوس فلم تلن عزيمتها، فأرسلت إبنها الأكبر كاموس ليخوض معركة أخري ضدهم ولكنها يخسرها ويخسر حياته أيضا.. ولكن تحملت ضربة القدر الموجعة بشجاعة  لانظير لها وترسل الأم الثكلي والزوجة المترملة إبنها الأصغر أحمس ليكمل ما بدأة أباه وأخاه وليعود لها ملكا مظفراً على وطن حر.. يذهلني دائما هذا القدر من الشجاعة ورباطة الجأش الممزوجة بعزيمة لا تلين وإيمان بالوطن لا يتزعزع.

هل كانت شجرة الدر تعلم بتاريخ إياح حتب وقصة كفاحها عندما أخفت خبر موت زوجها السلطان نجم الدين أيوب حتي لا يفتت الخبر في عضد الجيش الذي يواجه الإحتلال الفرنسي المتنكر في هيئة الحملة الصليبية، وتقوده سرا للنصر..وفقط عندما تهل بشارات النصر تسمح لنفسها بالحزن علي فقيدها ولكنها لم تنس ان ترسل لإبنه ووريثة توران شاه ليجلس علي عرش أبيه الراحل؟ وأرجو ألا نعير اهتماما كبيراً لأصول شجرة الدر الي اختلف المؤرخون فيها وهل هي تركية او أرمنية..فمثلها لا يمكن إلا ان نعدها مصرية صميمة.

من في العالم تجرء على ان تضاهي موهبة كوكب الشرق أم كلثوم تلك الفلاحة المصرية الأصيلة التي عندما صدمتها النكسة عام 1967 كحال المصريين جميعاً أبت إلا أن تنهض من كبوتها سريعاً لتكون صوت مصر الذي جاب العالم شرقا وغربا مدافعا عن قضيته..هل يمكن ان ننسي كيف جمعت الألاف من التبرعات وعوائد حفلاتها لصالح المجهود الحربي وحتي يتمكن الجيش من لملمة شتاته وخوض معركة أخري يدحر فيها الأعداء؟ والسؤال الأهم..أليس هذا المتوقع والطبيعي من المرأة المصرية؟

من كانت إختيار المولي عز وجل لتكون زوجة لسيدنا إبراهيم خليل الرحمن وأما لسيدنا إسماعيل؟ أليست هي السيدة هاجر المصرية؟ أليس من الممكن أن تكون الحكمة الإلهية قد رأت أنه لن تتحمل ان تترك بواد غير ذي زرع بمشيئته عند بيته المحرم إلا المصرية بجلدها وقوة إرادتها؟ أليست المصرية هي من تستطيع ان تحيل الصحراء الجرداء وطنا وسكناً حتي تهفو اليه افئدة من الناس الي يومنا هذا؟

أليست المصرية زوجة فرعون هي من رق قلبها للرضيع الذي وجدته ملقى في اليم وانقذته من بطشه واغدقت عليه من حبها وحنانها حتي شب أميرا مصرياً كأحد مراحل تأهيله للنبوة وليكون كليم الله موسى؟

أليس من المصرية أم المؤمنين ماريا القبطية أنجب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إبنه الوحيد القاسم؟

هذا فقط غيض من فيض في مأثر عظيمات مصر.. فتحيةٌ لهن في عيدهن.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى