fbpx
أخبار العالمتقارير

السودان..مبادرة للتهدئة لمقابلة تظاهرات الشارع الجديدة

المثنى عبدالقادر "مراسل الجمهورية الثانية"
المثنى عبدالقادر “مراسل الجمهورية الثانية”

تقرير:المثنى عبدالقادر الفحل

 

ساد الهدوء شوارع العاصمة السودانية الخرطوم (اليوم الخميس) بعد تظاهرات شهدت اعمال شغب واعتداء على القوات النظامية امس (الاربعاء) في منطقة (الخرطوم بحري) بينما جددت ألاحزاب من (قوى الحرية والتغيير 1)، بالإضافة لـ(تجمع المهنيين السودانيين)، دعوات للعصيان المدني، ياتي ذلك في خضم مبادرة جديدة يقودها قادة المجتمع السوداني بين المجلس السيادي والاحزاب السياسية لنزع فتيل التوتر في البلاد جراء مطالبة الاحزاب للعودة مجددا في مقاعدهم في الحكومة الانتقالية، بعد ان دعا الاتحاد الأوروبي إلى تشكيل حكومة مدنية في السودان، مشدداً على أن عدم استعادة النظام الدستوري في البلاد سيؤدي لعواقب وخيمة على دعم الاتحاد الأوروبي المالي المقدم الى السودان.

شعب واعتداء
عرضت الشرطة السودانية ظهر اليوم، لقطات قالت إنها لمتظاهرين يقومون بأعمال شغب ويعتدون على مركبات للشرطة في مظاهرات ألامس، كما عرضت في مؤتمر صحافي شهادات لعناصر من الشرطة والأمن أصيبوا في المظاهرات في الخرطوم، وأكد مدير شرطة ولاية الخرطوم زين العابدين عثمان خلال المؤتمر، أن قوات الشرطة ظلت خلال الفترة الماضية تؤمن التظاهرات إلا أنه ومنذ 13 نوفمبر تحولت بعض التظاهرات من السلمية إلى العنف، وأضاف أن بعض المستشفيات رفضت تقديم معلومات فيما يتعلق بالإصابات والوفيات،وشددت الشرطة على رفض أي اعتداء على المتظاهرين السلميين، مشيرة إلى أن الاعتداءات على الشرطة ومقارها تكررت أمس الأربعاء، وجاء المؤتمر الصحفي بعد بيان اصدرته الشرطة كشفت فيه عن إصابة 89 شرطياً وحرق 3 آليات تابعة لها فضلاً عن الإتلاف الكامل لعدد (3) دوريات بمحليات الخرطوم، جبل أولياء، أمبدة ،واكدت أنها لم تستخدم السلاح الناري رغم العنف الذي تعرضت له قواتها، مضيفةً: انها استخدمت الحد الأدنى من القوة والغاز المسيل للدموع، وأوضحت أن شخصا واحدا توفي أمس بمدينة بحري شمالي، بينما تم رصد 30 حالة اختناق جراء الغاز المسيل للدموع، واوضحت الشرطة تعرضها لعنف غير مبرر خلال تظاهرات ،وختم البيان ان قوات الشرطة حريصة على آداء واجبها القانوني في حماية الأمن والسلم المجتمعي مهما كلفها ذلك من تضحيات، وكانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، أدانت استخدام القوات السودانية الذخيرة الحية في وجه المتظاهرين السلميين، وقالت باشليه في بيان إن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين أمر معيب تماما، لكن الشرطة السودانية تعهدت، بإجراء تحقيقات في الإصابات والوفيات التي وقعت أثناء المظاهرات.

تبادل الاتهامات
في السياق أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية ارتفاع عدد القتلى خلال تظاهرات الامس إلى (10) ، و أشارت اللجنة إلى وجود عدد من الإصابات الحرجة بمستشفيات الخرطوم المختلفة و أضافت يجري معالجتها و حصرها ، في المقابل كان المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش السوداني العميد الطاهر أبو هاجة، قد اعتبر إن لجنة أطباء السودان (جسم هلامي) غير موجود على أرض الواقع تستخدمه جهات سياسية معروفة لتزييف الحقائق والوقائع، وفق قوله.

تصعيد جديد
بدوره دعا تجمّع المهنيين السودانيين إلى تنفيذ عصيان مدني كامل؛ وشدّد تجمع المهنيين عبر بيان، السودانيين على الاعتصام الكامل،وأضاف فلنعمل على شل الحياة العامة في وجه المجلس العسكري ، بإغلاق الطرق العامة والداخلية بالمتاريس مع عدم الاشتباك ، وكذلك مقاطعة كل المؤسسات الحكومية وعدم تسديد أي رسوم أو ضرائب، وهو ما لم يجد استجابة وضاحة حيث عاد السودانيين والخدمة العامة الى مزاولة اعمالها اليوم الخميس بما في ذلك البنوك والشركات الخاصة والحكومية.

ميثاق مدني
وقعت منظمات المجتمع المدني وكيانات مدنية بقاعة الصداقة بالخرطوم ، على الميثاق المدني الذي يأتي ضمن مبادرة مدنية لدعم الانتقال الديمقراطي بالسودان، وذلك برعاية من منظمة النورس،وتوافقت منظمات المجتمع المدني وكيانات مدنية أخرى في الميثاق على أن الوثيقة الدستورية واتفاقية سلام جوبا ملزمة وفقا لأحكامها، بجانب اعتماد الإدارات الأهلية كيانا مدنيا وخلق منصة مدنية شاملة لجميع منظمات المجتمع المدني والتشاور والتعاون على قضايا الانتقال والتغيير الديمقراطي والوصول بمفاهيم الميثاق المدني إلى مجتمعات النازحين واللاجئين والمجتمعات المضيفة وإنهاء معاناتهم وإعادة توطينهم والتصدي للتحديات الماثلة و إيجاد إطار جامع للهموم المشتركة وتقديم مصلحة الوطن على المصلحة الحزبية وتجسير الاختلاف والعمل على بناء شراكات مجتمعية محليا وإقليميا وعالميا وفق منهجية العمل الطوعي مع الاهتمام بالموارد وتنمية المجتمعات الحضرية والريفية والاهتمام بثوابت العمل الطوعي والإنساني وقواعد الحكم الراشد،وأكدت منظمات المجتمع المدني في الميثاق الموقع اليوم أن الحريات والمساواة من أهم القضايا التي قامت عليها ثورة ديسمبر المجيدة وأن وحدة السودان تقوم على أساس الإرادة الحرة لشعبه، والحكم الديمقراطي والمساواة والاحترام، وأن العادات والتقاليد والأعراف هي مصدر القوة، وإحلال شعار حرية سلام وعدالة الذي هو أوجب الحقوق المدنية،وأكد الميثاق أن منظمات المجتمع المدني والكيانات المدنية الأخرى شريك أصيل في الشأن الوطني والهم المدني، واعتبر الميثاق أن الوثيقة الدستورية واثفاق جوبا مرجع رئيس له،وأكد الميثاق الالتزام بمعايير الشفافية والعدالة والتصدي لخطاب الكراهية والعنصرية وأنها أولوية للتحول الديمقراطي وحقوق الإنسان مع الاهتمام بقضايا المرأة والطفل ومناهضة جميع أنواع العنف والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة والرحل والرعاة والضعفاء.
وقال رئيس منظمة النورس الأستاذ صلاح أبوبكر عامر إن الميثاق المدني الموقع اليوم يسلط الضوء على أحد أهم آليات الإصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي بالبلاد وتعزير روح المجتمع المدني في التحول الديمقراطي، مشيرا إلى ان المبادرة المدنية التي أطلقتها منظمات المجتمع المدني والكيانات الأخرى لدعم التحول الديمقراطي بالبلاد تدعو إلى التوافق حول أهداف الثورة وأن المبادرة مظلة للعمل المشترك والتحول الديمقراطي المنشود.

مباحثات امريكية اسرائيلية
ذكرت مصادر في العاصمة الاسرائيلية تل أبيب أن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، التي تزور إسرائيل، طلبت من وزير الدفاع، بيني غانتس، استخدام العلاقات الجيدة مع مجلس السيادة السوداني والتدخل في الأزمة المتفاقمة هناك، وقالت المصادر إن السفيرة أكدت أنها طلبت المساعدة باسم الولايات المتحدة الأمريكية، وتطلب واشنطن منها السعي لدى «من أجل إنهاء أزمة السودان والدفع نحو إعادة تشكيل الحكومة بالشراكة مع الاحزاب، وألمحت غرينفيلد أن واشنطن تدرس قطع المساعدات عن الخرطوم والتراجع عن خطوات الانفتاح تجاهها في حال الاستمرار في الوضع الحالي،وبحسب الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، فإن هذا لم يكن الطلب الأمريكي الأول من إسرائيل للمساعدة في السودان، فقد سبق وأن نقل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أيضاً رسالة مماثلة في محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين، في الأسابيع الماضية، وأكدت الإذاعة أن الولايات المتحدة، تنظر إلى إسرائيل على أنها لديها القدرة على التأثير على ما يحدث في السودان، ولم تقل الإذاعة كيف كان الرد الإسرائيلي على الطلب الأمريكي، لكن مصادر إسرائيلية أكدت أن غانتس وبقية القيادات الإسرائيلية السياسية والعسكرية تتعاطى مع موضوع السودان ببالغ الحساسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى