مقالات

حياة يحيى تكتب: 30 يونيو الإختيار

كتبت: حياة يحيى

أقف كثيراً عند هذا اليوم المحفور بالروحِ ، روحى وروح كل مصري ، يوم خرج أكثر من ثلاثين مليون مصري حاملين علم مصر فى إيديهم وإسمها في قلوبهم ، لإختيار مصر ، مصر الهوية ، مصر الأرض ، مصر العقيدة والإنتماء ، وقد أقسمنا جميعاً علىٰ إسترداد وطننا مصر حين رأيناها تُسرق منّا ، خرجنا لإسترداد هوية مصر و إعادة الكرامة لهذه الأرض و صون قداستها ، خرجنا لنعيد اللون للعلم ، والضحكة للوجوه ، خرجنا لنعيد روح مصر ، روحها الساخرة الهادرة بدلالها وجمالها ووقارها وهيبتها ورونقها الحضاري ، خرجنا لنعيد ملامح حضارتنا التى أراد أنصار البداوة والهمجية طمسها وإلباسها جلباب أسود ونقاب يغطى شموخ روحها ، خرجنا ضد الجماعة الإرهابية الشيطانية ، وكل من يدعمها ويمولها ويؤيدها ، خرجنا ونحن نعلم أننا خرجنا ضد أجهزة دول تكالبت على إسقاط مصر ، وتكسير عظامها ، خرجنا عازمين على الحياة ، حتى ولو كان الثمن موتنا ،

 

 

خرجنا بيقين أن هذه الأرض لم يتجلى الله عليها دون جميع بقاع الأرض مصادفة ، خرجنا والله نستظل بجيش يحمي سماء مصر ورب يحمى أرضها ، فهل خرجنا فقط من أجل إسقاط مسميات ثم عدنا لإرتداء أفكار أهل الشر وإعتناق مذهبهم ، هل كان الهدف خلع عبائتهم أم فكرهم الفاسد ، خلعناهم لكنا تركنا سموم فكرهم تزحف بيننا ، فبينما كانت يد الأمن باترة لكل من تسول له نفسه مس هذه الارض ومن عليها ، مضحين بدمائهم لإعادة الأمن والأمان لكل بقعة فى مصر ، كانت بعض مؤسسات الدولة رخوة مع أتباع ومروجين هذا الفكر من دعاة وفنانين ورياضين ومفكرين وإعلاميين ، فعادت الوجوه العكره للظهور على الشاشات ، وبوضع قليل من المكياج وتبديل اللهجة لخطاب وطني يستر عوار فكرهم الملوث ، عاود هذا الفكر الظهور بكل وقاحته ، فخرج علينا إعلام يروج الشائعات وينشر الفضائح الشخصية ويبث هلع الجرائم الدموية الغريبة على مجتمعنا المسالم ، وغيرهم ممن يحرض على الدولة المصرية بحديثٍ ظاهره الوطنية وداخله سم التحريض عليها ، ومن يضرب السياحه بحديثه الجاهل ، ومن يضرب الصادرات الغذائية المصرية بحديث مختلق عن تلوث الزراعة المصرية ، ودعاة يحرضون على قتل النساء الخارجات بدون حجاب وتحميلهن مسؤلية أرواحهن وسلامتهن ، وأخر يبيح التحرش بهن وغيره يبيح ضربهن ، وآخرين يضربون الثوابت الإجتماعية الأسرية ، ويطعنون رموز الوطن وقاماته بالكوميكس ، وسط صمت يقطعه على استحياء بينات شجب ورفض من هنا وهناك دون إتخاذ إجراء واحد يقطع الطريق على هؤلاء ، فلماذا نترك شعب يأن من الأمية في نسبة غير قليلة منه تحت سيطرة هؤلاء ، أسئلة لا أجد لها جواب ،

نحن نعيش مشهد عبثى لايليق بشعب خرج ضد التطرف والعنف والتخلف والتعصب ، ليخلع ثوب من الأفكار والمظاهر لاتنتمى له ولاينتمى إليها ، لذلك ونحن نحتفل بالثلاثين من يونيو أصبحنا بحاجة لخروج جميع المصريين لا للشوراع ،ولكن للحياة ، نحن بحاجة لنعيد صياغة كثير من المفاهيم التي تشكل حياتنا ، بحاجة أن نثور ضد كل مايشوه جذورنا العريقة ، نثور بالجمال ضد القبح الذي ضرب الذوق العام ، نثور لرفض كل فكر لايشبهنا ، نثور ضد حالة التعصب والعنصرية التي أصبحت تتجلى فى كثيرٍ من أفعالنا وأحاديثنا ، نحن بحاجة لتغيير الفكر المجتمعي كله دينياً وثقافياً وفنياً ، بحاجة لفكرٍ يعيد لنا قراءة التاريخ والدين والفنون بعقلٍ مستنير باحث عن المعرفة والحقائق لاعن الهوى ، بحاجة أن نعيد للفن هيبته ورقيه وسطوته على الأرواح والقلوب لا الغرائز .
ماذا سنخبر شهداء هذه الأرض ، كيف نواجه أعين أمهاتهم وأبنائهم ،

نحن امام اختيار واحد إن أردنا الحياة ، إختيار 30 يونيو ، إختيار دولة تليق بشعب حمل چينات العلم والفن والرقى والجمال ضد دولة الشيطان و التطرف والعنف والجهل والقبح ، نحن بحاجة لمزيد ممن يحاولون تحريك المياه الراكدة بشجاعة وعقل وحكمة ، في شتى المجالات الفنية والثقافية والإجتماعية ، بحاجة لدعمهم لأنهم حائط الصد ضد حالة الفوضى والعنف .
في الثلاثين من يونيو ، يتجدد يقينى الراسخ بمصر ، مصر الدولة والشعب والجيش ، هى فى يقينى عقيدة ، مصر ( الإختيار) الي يختاره المصريون دائماً وأبداً

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المقال ده اتمني الريس يقراه لانه فيه كتير من الوجع اللي جوانا وحسرتنا علي ضياع اهداف 30 يونيو بسبب غباء مجموعة من المنتفعين لايهمهم وطن بقدر مايهمهم جيوبهم فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى