fbpx
أخبار العالمأخبار محلية

روسيا بين تخفيض إمدادات الغاز لأوروبا..وتصاعد التوتر مع الغرب

كتبت: نهال مجدي

تدقيق: ياسر فتحي

خفضت شركة “غازبروم” الروسية التي تسيطر عليها الدولة إمداداتها مِن الغاز إلى أوروبا خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أدىٰ إلى ارتفاع اسعاره، في الوقت الذي تستعد فيه القارة لأسبوع مِن درجات حرارة تحت الصفر. وذكرت وكالة “إنترفاكس” نقلاً عن بيانات السوق أنَّ الشحنات عبر خط أنابيب يامال – الذي يمر عبر بيلاروسيا وبولندا إلى ألمانيا – كانت عند أدنىٰ مستوياتها خلال شهرٍ على الأقل خلال عطلة نهاية الأسبوع. وانخفضت الشحنات اليومية مِن 27 مليون متر مكعب يوم الجمعة إلى 5.2 مليون متر مكعب و 4.7 مليون متر مكعب يومَي السبت والأحد على التوالي. حجزت “جازبروم” أيضًا الحد الأدنىٰ مِن السعة الإضافية على طريق العبور أمس الإثنين – 3.8 مليون متر مكعب – مما يثير القلق مع ارتفاع أسعار الغاز في جميع أنحاء أوروبا مرة أخرى.

وقفزت أسعار الغاز فوق 1700 دولار لكل ألف متر مكعب أمس – أعلىٰ بنسبة 70٪ مِن المستويات التي شوهدت في سبتمبر الماضي عندما بدأ السياسيون في جميع أنحاء القارة القلق بشأن ضغوط روسية محتملة عن طريق إمدادات الغاز قبل الشتاء. وتبلغ سعة خط أنابيب “يامال” بكامل طاقته 89 مليون متر مكعب في اليوم، مما يعني أنَّ التدفقات كانت تعمل بنسبة 4٪ فقط مِن طاقتها يوم الاثنين. وسبق أنْ اتُّهِمَت روسيا وجازبروم بمحاولة الضغط على سوق الغاز الأوروبية للمضي قُدُمًا في مشروع “نورد ستريم 2” ودفع الدول الأوروبية لتوقيع اتفاقيات غاز طويلة الأجل مع جازبروم تضمن الإمدادات بأسعار ثابتة. ويعد خط أنابيب “يامال” أحد طرق الإمداد الرئيسية لشركة جازبروم إلى القارة، بالإضافة إلى أول خط أنابيب “نورد ستريم” والعبور عبر أوكرانيا، ويعمل نورد ستريم بكامل طاقته، وكانت روسيا مترددةً أيضًا في حجز سعة إضافية على الطريق الأوكراني في الأشهر الأخيرة.

وأفادت وكالة أنباء “تاس” الحكومية أنَّ جازبروم رفضت في المزادات التي أقيمت أمس الإثنين لشهر يناير خيار حجز إمدادات إضافية عبر أوكرانيا للشهر الرابع على التوالي وحجزت 22٪ فقط مِن الإمدادات الإضافية المقترحة عن طريق “يامال”. وتأتي هذه الخطوة ردًا على الاستفزازات الأمريكية وتصاعد لهجة التهديد بصفة غير مسبوقة بين روسيا والدول الغربية، فقد حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم ، مِن أنَّ موسكو سترد على التهديدات الغربية، تقنيًا وعسكريًا. وعبَّر بوتين أيضًا عن قلقه إزاء نشر منظومات صواريخ أمريكية بالقرب مِن الحدود الروسية، مُعتبرًا في نفس الوقت أنَّ “الغرب هو المسئول عن التوترات العالمية”. وقال بوتين في كلمته اليوم أمام كوادر الجيش الروسي، إنه إذا لَم يضع خصومه الغربيون حدًا لسياستهم التي تعتبرها روسيا “عدوانية” على خلفية التوتر المتزايد حول أوكرانيا، فإن موسكو سترد “تقنيًا وعسكريًا”. هذا وقال وزير الدفاع الروسي، “سيرجي شويجو”، إنَّ الولايات المتحدة نشرت نحو 8 آلاف جندي عسكري بالقرب مِن الحدود الروسية. كما أعلن البنتاجون عن زيارة وفد عسكري أمريكي متخصص بأجهزة الدفاعات الصاروخية الجوية إلى كييف، وعودته خلال ساعات إلى واشنطن.

ومع ذلك تنفي موسكو التحضير لهجومٍ عسكري ضد أوكرانيا، وتصر على أنها تتعرض لتهديد مِن قِبَل الحلف الأطلسي، الذي يسلح كييف ويضاعف انتشاره الجوي والبحري في منطقة البحر الأسود. وجديرٌ بالذكر أنَّ العلاقات بين كييف وموسكو متدهورة منذ ضَمِّ روسيا في العام 2014 شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى