“الكَرنَك” يجيب عن تساؤل حول الهوية المصرية
كتبت: نهال مجدي
تدقيق لُغوي: إسلام ثروت
بعد حالة الإبهار والدهشة والإعجاب التي تملّكت الغالبية العظمى من الشعب المصري، وما يقرب من مليار ونصف مُشاهدٍ حول العالم، الحالة التي نتجت من الحفل الأسطوري لإعادة افتتاح طريق المواكب (طريق الكباش) أمس، نجد أنفسنا أمام عدد من التساؤلات حول الهوية المصرية؛ طُرِحَت ذاتها أيضًا من قِبل السيناريست الرائع أسامة أنور عكاشة على لسان شخصيته الأشهر “حسن أرابيسك”، وهي متى كانت مِصرُ هي مِصرُ الحقيقية؟ وفي أي حقبة تاريخية نستطيع أن نقول أنّ الشخصية المصرية عاشت أوج تألقها وحقيقتها؟ هل في الحقبة الفرعونية أم الرومانية أم القبطية أم الإسلامية أم العربية؟ متى كانت مِصرُ مصرية؟
هذه التساؤلات حاول الإجابة عليها المفكر المصري ميلاد حنا في كتابه الأشهر “الأعمدة السبعة للشخصية المصرية”.. أعمدة متباينة الطول والمتانة والتأثير وهي، العامود الفرعوني، والعامود اليوناني- الروماني، والعامود القبطي، والعامود الإسلامي العربي.
إثبات هذه الإجابة رأيناها أمس هناك بأعالي مِصرَ، بمعابد الكرنك؛ حيث تجد معابد فرعونية أكملها الإسكندر الأكبر، وتجد مسجد أبو الحجاج الأُقصُري فوق بقايا المعابد ويجاورها دير للرهبان.
زيارة لمعابد الكرنك- الكرنك عدة معابد- تجعلك تدرك بمنتهى الوضوح من أين نشأت شخصيتك كمصري، جيناتك، وطريقة تفكيرك، ومبادئك، وأفكارك، وعاداتك وتقاليدك، وحتى لغتك، هي نتاج هذا الخليط من الحضارات التي بنيناها بسواعدنا وأفكارنا الواحدة تلو الأخرى.
حتى ما ورثناه من إهمال، وفساد، وعشوائية نلاحظها ونستاء منها في حياتنا اليومية؛ هو نتاج فترات الاضمحلال والتراجع التي شهدته مِصرُ خلال تاريخها.
قد تكون احتفالية الأمس “الرائعة” والأصوات الملائكية التي استمعنها لها وهي تنشد ترانيم مِصرَ القديمة أعادت لنا عظمة الأجداد، لكنها أيضًا قد أجابت على السؤال الأهم حول هويتنا.