“مليونية الغضب” تشتعل بالخرطوم .. والمجتمع الدولي يحذر من استخدام العنف ضد المتظاهرين

كتبت : نهال مجدي
تدقيق : ياسر بهيج

لم تكد تهدأ الأمور، بعد التوصل إلى حل، اعتقده الجميع مُرضيًا لجميع الأطراف، لأزمة السودان، بتشكيل مجلس (عسكري – تكنوقراطي) لإدارة البلاد، حتى تجدد التوتر مرة أخرى، واندلعت التظاهرات بشوارع العاصمة السودانية الخرطوم، ظهر اليوم، فيما وصفه المحتجون بـ”مليونية الغضب”، رفضًا لقرارات، اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البُرهان، بحل مجلس السيادة، والوزراء.

“مليونية الغضب”

ورفع المحتجون، في التظاهرة المليونية، شعارات تطالب بتسليم السلطة للمدنيين، وتحقيق العدالة، وعودة رئيس الوزراء حمدوك، وإطلاق سراح الوزراء، والسياسيين المعتقلين.

أطلقت قوات الأمن المنتشرة بكثافة في الخرطوم وضواحيها قنابل الغاز المسيل للدموع على عشرات المتظاهرين المأمّ درمان، الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة السودانية، بحسب وكالة فرانس برس.

وظلت معظم المحال التجاريه مغلقه في السوق العربي وسط الخرطوم، كذلك أغلقت السطات 5 من الجسور الثماني الرابطة بين أحياء العاصمة الخرطوم وسط انتشار أمنى كثيف.

وفي رد فعل سريع من جهته على تجدد التظاهرات في الخرطوم، طالب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان فولكر بيرتس، في تغريدة له على” تويتر”، قوات الأمن السودانية، بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واحترام الحق في التجمع السلمي، وحرية التعبير، كما طالب المتظاهرين بأن يحافظوا على سلمية الاحتجاج.

رفض غربي

وعلى الصعيد الخارجي، حذرت دول الترويكا (النرويج، وبريطانيا، والولايات المتحدة)، بجانب الاتحاد الأوروبي، وسويسرا – في بيان مشترك لها، وزعته وزارة الخارجية الأمريكية – قوات الأمن السودانية، من استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين.

ووصفت تلك الدول، في بيانها، قرارات البرهان، بأنها “انتهاك للوثيقة الدستورية للعام 2019″، لأنها قرارات أحادية الجانب، تتعارض مع التزام الجيش باحترام الإطار القانوني المتفق عليه، بخلاف أنه يُصعّب من إمكان استئناف عملية الانتقال الديمقراطي في السودان.

ودعا البيان جميع الأطراف إلى تجنُّب أي خطوات تصعيدية أخرى، مطالبًا بإطلاق سراح حمدوك، وأعضاء الحكومة الانتقالية، وإلغاء حالة الطوارئ، من أجل البدء فى حوار حقيقي، وبنّاء.

كما أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في تغريدة نشرها أمس الجمعة على حسابه في “تويتر” قائلا “تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء الإعلان عن مجلس سيادي أحادي الجانب في السودان، ويجب على الجيش السوداني إطلاق سراح جميع المحتجزين خلال الانقلاب العسكري الذي شهدته السودان أواخر أكتوبر الماضي، بمن فيهم رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك، والعودة إلى النظام الدستوري بدلا عن الأعمال التي تزعزع استقرار البلاد وتؤدي إلى استقطابها”.

دعوات محليّة

وتتزامن تلك الدعوة الغربية مع دعوات محليّة، أطلقتها تجمعات نقابية، وأحزاب سياسية في السودان إلى مظاهرات حاشدة، اليوم السبت، للتنديد باستيلاء الجيش على السلطة، والمطالبة بالحكم المدني.

وأعلن مكتب “جيش تحرير السودان”، بمدينة جوبا، أمس الجمعة، دعمه التحركات المناهضة لاستيلاء الجيش على السلطة، ومساندته المليونية، التي دعا إليها تجمع المهنيين السودانيين.

وبدوره، أعلن المجلس المركزي القيادي التابع لقوى الحرية والتغيير السودانية، في بيان له، رفضه الإجراءات، التي أعلن عنها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، والمتمثلة في تشكيل مجلس سيادة جديد في البلاد، مُحذّرًا من أن هذه الخطوة، تؤكد بجلاء عدم اكتراثه لنبض الشارع، وقواه الحية، واستمراره في الاجراءات الأحادية بنهج النظام البائد ذاته.

وأكد المجلس عزمه المضي قُدُمًا في مقاومة هذا النظام، الذي وصفه بالانقلابي، حتى إسقاطه.

كما شدد المجلس القيادي على ضرورة التمسك بخيارات التظاهر، والاحتجاج في الشوارع ضد استيلاء الجيش على السلطة.