fbpx
تقاريرسلايدرمعرفة

أيمن الشيوي: أصبح من شروط التمثيل انك تكون ما بتعرفش تمثل

الكاتب الصجفي: محمد ابو شادي
الكاتب الصحفي: محمد ابو شادي

حوار: محمد أبو شادي
تصوير: شريف الليثي

 

 

إذا لم نقدم دراما عالية الجودة ستكون لدينا مشكلة

البطالة في الوسط الفني سببها عدم العدالة وسوء التنسيق

الفنان الذي يعمل أكثر من عملين في العام يضيع تركيزه

الفوضى في سوق العمل الفني تضبطها الدولة ونقابة قوية

 

فنان كبير اختار من البداية أن يشق طريقه الأكاديمى داخل قاعة الدرس ليخرج من تحت يديه أجيال عديدة ربما قد تحقق مايحلم به لنهضة الفن فى مصر , نتحدث عن الفنان أيمن الشيوى أستاذ التمثيل والإخراج باكاديمية الفنون وعميد ومؤسس كلية السينما والمسرح بجامعة بدر حاليا , وهى أول مركز تعليمى يقدم هذا التخصص بشكل متكامل من القطاع الخاص والحائز على جائزة أحسن ممثل دور ثان من المهرجان القومى للمسرح المصرى عن دوره فى مسرحية هاملت بالمقلوب .

 

مبروك الجائزة
الله يبارك فيك

تتولى حاليا منصب عميد كلية العلوم السينمائية والمسرح بجامعة بدر , وقبلها أنت أستاذ بمعهد الفنون المسرحية، فهل اختيار التدريس والسلك الأكاديمى كان رغبة لكم منذ البداية ؟  

أنا كنت رئيس قسم التمثيل والأخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية وهو بيتى الرئيسى , وتم انتدابى لجامعة بدر, والحقيقة لا أحد بيختار يكون أستاذ وأنا دخلت المعهد لأمارس هواية التمثيل التى أحبها, وأنا قبل ذلك تخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة وعملت بعد التخرج كمخرج فى التليفزيون , ثم اشتغلت فى هيئة الأستعلامات وبدأت أدرس فى معهد فنون مسرحية قسم تمثيل وإخراج لأنى عايز أبقى ممثل , وأنا فى سنة تانية معهد ذهبت لقضاء الخدمة العسكرية – لأننى تخرجت من الجامعة – وكنت بشتغل أيضا الى جانب كل ذلك , وكنت متفوق طوال دراستى , واطلع الأول على الدفعة , وفى سنة رابعة بالمعهد أساتذتى لفتوا أنتباهى لأهمية أن أسلك الطريق الأكاديمى وقالوا لى : عايزينك معانا , سعد أردش , جلال الشرقاوى , كمال عيد، رحمة الله عليهم جميعا .

وفي أول اجتماع لى معهم بعد توليتى رئاسة قسم التمثيل والأخراج خاطبتهم بالسادة القياصرة , طبعا نظرا لقيمتهم وقامتهم العالية , فضحكوا , وكان أصغر عضو هيئة تدريس – أو قيصرون – كان الدكتور علاء قوقة , وأنا شاب صغير مازلت فى مقتبل حياتى , والحقيقة أن أكاديمية الفنون صرح كبير جدا، وكل من ينتمي أليه يفخر بذلك.

عندما ألتحقت بكلية الإعلام هل كان لديك الرغبة في العمل في الصحافة مثلا ؟

مجموعى فى الثانوية العامة كان يؤهلنى لدخول كلية الطب، وأنا من قرية صغيرة اسمها إخطاب في المنصورة، وكل طموحي أنني عايز احضر للقاهرة عشان أكون ممثل وكانت المشكلة أن الأسرة أغلبها أطباء واساتذة جامعة , فكان هناك رفض لأى فكرة خارج الأطار الذى يريدونه ووالدى كان دكتور فى جامعة الأزهر وتوفى – رحمه الله – وكان عمرى عامين فقط , وحاولت البحث عن ثغرة لأهرب من فكرة دراسة الطب  وكان أقرب شئ أن ألتحق بكلية الإعلام  قسم إذاعة وتليفزيون  وطوال سنوات الدراسة أنا قاعد فى فريق التمثيل  والحمد لله حققنا جوائز لجامعة القاهرة من خلال المسرحيات التى قدمناها , والحقيقة خلال هذه الفترة أكتشفت نفسى وقدراتى كممثل.

وأنا داخل سنة رابعة إعلام قدمت أوراقى فى معهد سينما وفى معهد فنون مسرحية وتم قبولى فى المعهدين , والحقيقة كان أختيار صعب , ولكنى أخترت قسم التمثيل فى فنون مسرحية .

كلية علوم السينما والمسرح بجامعة بدر , هى أول كلية خاصة فى هذا التخصص ؟

نعم , وهى اكاديمية فنون متكاملة فى مبنى واحد , وأنا الذى قمت على تأسيسها , وأول دفعة تخرجت منها هذا العام , وهى معنية بصناعة الفيلم وفنون الأداء , والدراسة تجمع بفنون التمثيل , الديكور , الموسيقى , التصوير , الرقص , الجرافيك , تصميم الأزياء , السيناريو , الأخراج , ..الخ

كل دا يتم دراسته كمواد مشتركة معا لكل الطلبة , ثم يكون بعد ذلك التخصص . وأنا هنا احقق فكرة التكامل بين كل الأقسام وهذه العناصر .

وتم توفير كل الأمكانيات لتقوم على هذا المشروع ؟

نعم , نحن الوحيدون على مستوى الشرق الأوسط , وربما نكون فى الترتيب الثانى أو الثالث على مستوى العالم الذى يجمع كل هذه التخصصات داخل كلية واحدة .

والكلية مجهزة , لدينا بلاتوهات , ومسرح ,,الخ

لكن فى ظل أزمة أنتاج وبطالة كبيرة يتكلم عنها الوسط الفنى ماذا سيكون مصير هؤلاء الخريجيين ؟

السوق محتاج كثير  , ومحتاج تنسيق ومحتاج نقابة قوية , وشركات أنتاج فاهمة وواعية , وللأسف يتم الأستعانة بناس غير مؤهلة وغير متخصصة بحجة أنهم عايزين يعطوا فرصة للشباب ؟؟!!

لما يكون لدينا فى حدود 70 مسلسل كل عام.

مقاطعا – أعتقد أننا ليس لدينا كل هذا الكم من الأنتاج ؟

لو أضفنا أنتاج المنصات الألكترونية , ستجد أننا نصل ألى هذا العدد  أضف لذلك شركات الأنتاج الخليجية

لو أنت عامل تنسيق وكل هذه الطاقات لها فايلات منضبطة الجميع سيعمل , لكن المشكلة أنه لايوجد عدالة فى التوزيع , ولا يعطون فرصة للشباب الدارس الفاهم

فيه فنانين قاعدين فى بيوتهم منذ سنيين بدون عمل  ؟

وفيه آخرين بيشتغلوا عدة اعمال فى سنة واحدة , وربنا يعطى لكل واحد رزقه , لكن الفنان لن يكون بكامل تركيزه وهو بيشغل خمس مسلسلات مع بعض !

فى رأيى أن الفنان يكون بكامل تركيزه لو أشتغل مسلسلين , ولو أشتغل فى عمل ثالث الكواليتى سيقل بالتأكيد، أنا أطالب الفنانين الذين بيعملوا فى أكثر من عملين أن يعطوا فرصة لزملائهم ليعملوا مثلهم، والغريب تجد من يبحث عن ناس جديدة وشرطهم الوحيد أنهم يكونوا مبيعرفوش يمثلوا !!

وماهي الأستفادة العائدة علي صاحب هذا الأعلان ؟

إنه مش هيدفع فلوس , وفيه ناس بتدفع فلوس عشان تمثل ! وبعدين بيعملوا مكاتب كاستنج وهم غير متخصصين أساسا .

من المسئول عن هذه الفوضى ؟ وكيف يتم تنظيم كل هذه الأمور ؟

الدولة والنقابة والفنانين , كل جهة عليها مسئولية فى ضبط كل ذلك , ولايجب أن نترك كل شخص يعمل مايريد وفق حساباته ومصالحه الشخصية .

نحن نتحدث عن القوة الناعمة لوطن , فلابد أن يتكاتف الجميع من أجل نهضته  , لأن العمل السيئ لن يبرز العمل الجيد , لما يكون عندك أكاديمية فنون عمرها 80 سنة وبتخرج أجيال موهوبة ودارسة ثم لاتستعين  بهم !

رغم أنخفاض أعداد الخريجين , فى أكاديمية الفنون , وعندى فى جامعة بدر عدد خريجى هذا العام 9 والدفعة العام القادم 6 .

وما سر انخفاض الأعداد ؟

لأن طالب الفنون لازم ياخد حقه فى التدريب والدراسة الحقيقية , أقل قسم من ناحية العدد فى الكلية هو قسم التمثيل , لأن الطالب لابد أن يكون لديه الموهبة , وقسم الغناء ايضا نفس الشئ .

حتى فى أكاديمية الفنون ستجد أعداد قسم التمثيل منخفضة ولن تزيد عن 25 فى العادى والموازى نفس العدد , وعلينا ان نسأل انفسنا عدد السكان تعدى ال100 مليون أليس فيهم سوى 50 فقط يملكون موهبة التمثيل ؟

وأنا أخاطب الشباب بدل مايروح لمكاتب بير السلم عشان يمثل لماذا لايتجه للدراسة ليكون مؤهل بشكل علمى صح لهذا العمل اذا كانت لديه الموهبة .

والدولة موفرة دا من خلال أكاديمية الفنون , وفيه ناس بتسافر الخارج للدراسة , وطبعا هذه الدراسة مكلفة , طيب دلوقتى دا متوفر فى بلدك ,,, ايه المشكلة ؟

ضمن التوصيات التى قيلت اليوم فى ختام مهرجان المسرح بالأضافة طبعا لمشكلة اللغة العربية , أن المخرج يكون بعيد عن التأليف , كيف ترى ذلك ؟

هى فكرة التخصص , أنت ليه لاتعطى الفرصة أن تكون هناك دماغ تانية معاك فى العرض , والحقيقة هذه الأفكار كانت تشغل كثيرين وقت ماكنا طلبة , لكن حاليا بعد الأحتراف الموضوع يختلف على المخرج  ان تترك مساحة لوجود مؤلف أو إعداد مسرحى لنص , وتدخلك فيه قد يفسده لأنك ستضع فيه رؤيتك أنت وليس رؤية المؤلف , والمسرح عمل جماعى تتضافر فيه كل العناصر لإنجاح العرض .

تنتشر حاليا ظاهرة ورش الكتابة فى المسرح والدراما التليفزيونية .. كيف تراها , ورأيك فيها ؟

تعبير ورشة هنا أدخل الحكاية فى إطار الصناعة , والسؤال هل الثلاث أشخاص أو الأربعة القائمين على العمل يوجد هارمونى بينهم , ومعهم مشرف يراجع ماكتب ؟

أم أن الأمر متروك لكل شخص يكتب مايريده ؟, والأسئلة ممتدة ..هل هناك معالجة جيدة ,, وهل يوجد هدف واضح للفكرة ؟ أم أن الموضوع شغل ( ونحتاية وخلاص) ؟؟

أنا شخصيا غير متحمس لوجود ورش الكتابة , لكن ممكن توظيفها لخدمة الفن .

ترى أن هناك فجوة بين رجل الدين وصُناع الدراما !؟

يخطئ من يتصور أنه يستطيع أن يعيش بمفرده فى هذا العالم , أو انه يستطيع أن يسيطر على كل عناصر الحياة ويستأثر بها دون غيره .

فالتشدد والتطرف قد أدت بالبشرية الى الدمار والخراب والحروب ثم الندم بعد فوات الأوان , طبعا عندنا هى حالات فردية , ولايمثلون مؤسسات , أنك تجد أحد الشيوخ يشتم فى الفن والفنانين من على منبر , او فى درس أو فى مقالة , وهو شايف أن الفن يتمثل فى فنان او فنانة , وهو سلوك فردى ووحيد فيعممه على الجميع، ولو هو لاحظ ان صُناع الدراما تشمل بداية من السيناريست أو الكاتب والفنانين والفنيين والمخرج , وسلوك فرد واحد لايجب أن يعمم على الجميع , وفى نفس الوقت تجد البعض من صُناع الدراما يصور رجل الدين على إنه متشدد أو رجعى وهكذا , ومن هنا أقول لابد أن يلتقى الطرفين معا للتحاور والتشاور , وإذابة الفجوة بين رجل الدين وصانع الدراما .

وإذا كان لدى صانع الدراما شخصية رجل دين سلبى لابد فى المقابل أن يظهر شخصية رجل الدين الإيجابى , ورجل الدين قبل أن يهاجم عليه أن يستوضح ماقد يخفى عليه , وقد يكون ذلك بغرض طرح مشكلة ما ثم مناقشتها , وهذا لايعنى أيضا أن نتجاوز الخطوط الحمراء فى المجتمع , لأننا لدينا حدود نقف عندها ومجتمعاتنا لديها تقاليد وأعراف وليست هناك حرية مطلقة .

الفكرة أننا يجب أن نسمع بعض وكل واحد يفهم وجهة نظر الآخر , لأننا جميعا أهدافنا واحدة , وكلنا نريد أقامة العدل والخير والجمال , ونريد أن نفيد الناس , قال تعالى : “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض ”  صدق الله العظيم.

لكن هناك من يتصيد الأخطاء ويستغل وجود فواصل ويغذيها ويعمل على توسيع الهوة بين الطرفين , ونحن نريد إغلاق الطريق على هؤلاء.

هناك مشكلة فيمن يتخذ التشدد منهجا ؟

هذا موجود طبعا فى كل طرف وفى كل التخصصات وفى كل زمان , لكن علينا تقليل مساحة هذا التشدد بقدر الأمكان لأن نتائجه ليست جيدة وفى غير صالح المجتمع ولأنه سيدخلنا فى صراع لاطائل من ورائه , لو الأغلبية متفقة ومتفاهمة

مع بعضها البعض يمكن أستيعاب هذا التشدد , أهم شئ أن نبنى على الأيجابيات , لكن أقتسام المجتمع لنصفين وخلق نوع من الأستقطاب فهذا خطر لأن الهدف هنا هو الهدم وزيادة مساحة التطرف

كيف ترى الدراما فى 2022 ؟ 

توجد اعمال وطنية واعمال اجتماعية واخرى ضد التطرف وايضا اعمال كوميدية لأن الظروف التى يمر بها العالم عامة كرونا ثم الحرب الاوكرانية وأعقبها المشكلة الأقتصادية وارتفاع الأسعار كل هذه الأأشياء اصابت الناس بالأكتئاب , لكن هناك

بعض القصور وهذا يتطلب خطة أستراتيجية لخمس أو عشر سنوات ماذا سنفعل , وهذا ايضا لايمنع أن أقول وجود أعمال اجتماعية عشرحلقات فقط تناولت مشاكل السرة المصرية المختلفة وصححت الأنطباع الذى نقل عنا بسبب وجود اعمال تروج او تظهر صورة البلطجى , لدرجة أن الناس خارج مصر تصورت أن كل الشوارع بلطجية وتجار مخدرات , واعتقد أنه يوجد بعض التوازن حاليا , ولاحظ أن الأنتاج ليس كله مصريا , فهناك أنتاج عربى , وآخر أجنبى , وكل واحد عايز يكسب وله أجندته , لذلك يجب أن تكون أجندتنا موجودة وهى السائدة لمصلحة البلد.

هذا يجعلنا نتحدث عن المنصات الألكترونية والتى لا تقتصر فقط على العرض بل دخلت فى الأنتاج وتقدم  موضوعات قد لا تتماشى مع عادتنا وتقاليدنا ؟

زمان كنا بنقول الحدود بتمنع , دلوقتى معدش فيه حدود , أبنك أو بنتك على موبايله الخاص يرى ويتابع كل شئ فى العالم لحظة بلحظة , وإذا لم تقدم له البديل الذى يجعله لايذهب لمكان أو شاشة أخرى ستكون هناك مشكلة.

فلابد ان يكون لدينا انتاج درامى عالى الجودة , ومنصات قوية , وأشكال متعددة للدراما لاتقتصر على تقديم نوع واحد من الدراما , حتى تستطيع تغطية كل الأذواق والأحتياجات , وإذا لم نفعل ذلك سيكون لدينا مشكلة حقيقية .

لابد ان ننتبه لأننا مستهدفين , فحتى على السوشيال ميديا هو يمنع عنك بعض الأشياء مثل مايخص الفلسطينيين والقدس , إذن هم لهم أجندتهم وأهداف يريدون تحقيقها ولابد ان يكون لدينا أجندتنا واهدافنا التى نريد تحقيقها .

لك نداء خاص بدعم الدراما الدينية كيف يتم ذلك ؟

والدراما التاريخية أيضا  ولابد أن ننتبه لأهمية ذلك ولهما الأولوية، ويجب أن تكون هناك خطة طويلة تتضمن وجود اعمال دينية وتاريخية على مائدة الدراما ضمن الأشكال الأخرى وهذا مانحتاجه ونفتقده بشدة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى