fbpx
تقاريرسلايدر

مسجد ابن طولون بني بأياد مصرية خالصة 100%

كتبت: ندىٰ حسن
تدقيق: ياسر فتحي

 

جدلٌ واسعٌ خلال الساعات القليلة الماضية أثارته وكالة الأنباء الرسمية – الأناضول، عندما زعمت بأن مسجد أحمد بن طولون هو أثرٌ تركي في مصر، ويمتد منذ نحو 1140 عامًا.

وقد أثار ذلك المنشور ضجة كبيرة بين المصريين، خاصة أن المسجد لم يكن أثرًا تركيًا، وبُني بأيدٍ وعناصر مصرية خالصة

ولحسم هذا الجدل رصدت الجمهوريه الثانية قصة بناء المسجد.

• تاريخ إنشاء المسجد  

شيَّدهُ أحمد بن طولون (323-358 هـ / 935-969 م) الوالي العباسي على مصر، وبدأ البناء في عام 263هـ/ 876م وانتهت عمارته فى عام 266هـ/ 879م، ويقع على قمة جبل يَشكر، ويعتبر الجامع الرئيسي لمدينة القطائع، العاصمة الجديدة التي اتخذها بن طولون مقرًا للحكم، والذي يعد خطوة أخرى لتأكيد استقلالية أحمد بن طولون بمصر عن الخلافة العباسية.

وأهم مايميز الجامع مئذنته التي تعكس طراز مسجد العبّاس في سامراء بالعراق، على الرغم من أن تاريخ بنائها محل خلاف، حيث يشير البعض أنها أضيفت  إلى البناء في وقت لاحق، كما تحتوي العقود والنوافذ المطلة على صحن الجامع على زخارف جصية هندسية ونباتية، وتقع النافورة (الميضأه) المخصصة للوضوء في منتصف صحن الجامع وتعلوها قبة مرتكزة على أعمدة رخامية، وبداخل الجامع يوجد ستة محاريب “مكان بجدار الجامع يميز اتجاه القبلة”، وهو موجه للكعبة المشرفة بمكة وجهة المسلمين أثناء الصلاة، ويتميز المحراب الرئيسي  للمسجد بأنه مجوف ذو زخارف غاية في الروعة.

وأضيفت العديد من المنازل في فترة العصور الوسطى إلى خارج الجامع، بعضها ملاصق لجدران الجامع مباشرة، وقد تم إزالتها في القرن العشرين فيما عدا بيت الكريتلية وآمنة بنت سالم “متحف جاير أندرسون حاليًا”، ولذلك تم بناء مساحة محاطة بسور تفصل الجامع عن العالم الخارجي، ويطلق عليها “زيادة”، وحاليًا يحتفظ الجامع بتخطيطه الأصلي.

• مولد أحمد ابن طولون 

أنجب طولون عددًا من الأبناء، من بينهم أحمد الذي يُكنىٰ بأبي العباس، وولد في بغداد بالعراق من جارية تدعى قاسم، فنشأ مختلفًا عن أقرانه من أولاد العجم، حريصًا على الابتعاد عن جو العبث واللهو والمنكرات، واشتهر بالتقوى والصلاح والشدة والقوة والبأس، وأرسله الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى ثغر طرسوس، فقضى فيه عدة سنوات أخذ خلالها العلم والحديث والآداب عن كبار العلماء، وبدأ نجم أحمد بن طولون عندما كان في العشرين من عمره بعد وفاة والده سنة 240هـ/854م، حيث فوض إليه الخليفة العباسي المتوكل ما كان لأبيه من الأعمال العسكرية بعد مقتل الخليفة المستعين، وتولية المعز، وُليَ بايكباك التركي على مصر، ولكن لرغبته في البقاء قريبًا من عاصمة الخلافة أناب أحمد بن طولون عنه في أمور الحكم لما عرف عنه من رجاحة العقل وحسن السيرة، ولقرابته منه، فدخل ابن طولون مصر سنة 254هـ/868م، ورغم وشاة مراكز القوى في مصر التي كانت توزع عليهم سلطة الحكم بأحمد ابن طولون عند الخليفة، إلا أنه ظل في سدة الحكم باستخدام سياسة بذل المال لأولي الأمر في بغداد، كما كان يدعمه حلفاؤه من القادة الترك المُهيمنون على مقدرات الخلافة مثل بايكباك ويارجوخ.

• الدولة في عصر أحمد ابن طولون 

كان ابن طولون رجل دولة من الطراز الأول، ذو كفاءة إدارية وعسكرية، فعُني بشئون دولته، ووضع أسس تحويلها إلى دولة قوية، وشملت إصلاحاته سائر شئون الدولة المختلفة، فبنى مدينة القطائع وشيد القصور والمستشفيات والملاجئ وقناطر المياه، وشجع الزراعة وأصلح السدود والترع والقنوات، وحفر الجديد منها، وحمى الفلاحين من ظلم جباة الضرائب وأصلح مقياس النيل بالروضة، كما ازدهرت في عهده الصناعة، فاشتهرت مصر بصناعة النسيج.

وأنشأ كذلك مسجده المعروف الذي لا يزال شاهدًا على ازدهار عصر بانيه.

وأدى نجاحه في إدارة شئون البلاد إلى انتشار الرخاء والعمار والعدل بين الرعية.

وتوفي أحمد بن طولون
سنة 270هـ/884م، وخلفه على الحكم ابنه خمارويه ودفن بمدافن الطولونيين بالقرافة الصغرى بالقرب من بابها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى