fbpx
تقاريرسلايدروعي ميتر

أحمس.. الشاب المصري الذي استعاد مصر القديمة

أحمس.. الشاب المصري الذي استعاد مصر القديمة

في فترة ضعف خلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريباً في نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر، هاجم الهكسوس مصر.
لم يتفق خبراء التاريخ على أصلهم. ولكن الراجح أنهم أصحاب أصول آسيوية متعددة، ومنهم من كان سامي الأصل أو كنعاني، بحيث كانت أسماء ملوكهم سامية عمورية مثل صقير حار و‌خيان و‌ابوفيس و‌خامودي وأصنام ومعبودات الهكسوس سامية مثل بعل و‌عناة، وانتقلوا من صحراء النقب إلى شبه جزيرة سيناء ثم إلى مصر.

*كنعان هي منطقة تاريخية سامية اللغة في الشرق الأدنى القديم، تشمل اليوم فلسطين ولبنان والأجزاء الغربية من الأردن وسورية. وكانت المنطقة مهمة سياسياً في العصر البرونزي المتأخر خلال حقبة العمارنة، كون المنطقة كانت محل نزاع الإمبراطورية المصرية والآشوريين.

استمر احتلال الهكسوس لمصر حوالي مائة عام عندما كان حكام الأسرة المصرية الثالثة عشر منشغلين بمجاعة وطاعون محلي، وكانوا من الضعف بمكانة بحيث لم يستطيعوا وقف الهجرات الجديدة من الدخول والإستقرار في مصر. وحتى قبل الهجرة، كان الملك المصري أمنمحات الثالث يقوم بتنفيذ أعمال بناء وتعدين واسعة النطاق، ربما أستطاع الهكسوس من خلالها الوصول إلى مصر والإطاحة بالحكومة الوطنية المصرية.

يُعتقد أن الهكسوس قد إنطلقوا إلى شمال فلسطين. فدمروا العموريين حكام جبيل في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، ومن ثم دخلوا مصر، فأنهوا المملكة المصرية الوسطى في القرن السابع عشر قبل الميلاد. ويتصور بعض علماء الآثار الهكسوس على أنهم حشود «أسيوية» غازية. ويشير مصطلح «أسيوي» في هذا السياق إلى الشعوب الأصلية في أي منطقة واقعة شرق مصر. وعلى الرغم من ذلك، يفترض آخرون بوجود «إحتلال زاحف»: تسلل تدريجي لهجرة البدو أو شبه البدو الرحالة، الذين بدورهم إما سيطروا ببطء على حكم البلاد، أو وضعوا أنفسهم على رأس الحكومة القائمة بإنقلاب سريع.

لم يستطع الهكسوس حكم الجنوب في طيبة.. ظهر ابن الملك سقنن رع وشقيق الملك الأخير من الأسرة السابعة عشر، الملك كامس. في عهد والده أو جده، تمردت طيبة ضد الهكسوس، حكام مصر السفلى.

كان الملك سقنن رع أول من بدأ بمهاجمة الهكسوس لمحاربتهم وخروجهم من مصر وقتل في إحدى معاركه مع الهكسوس، ثم استكمل ولده كامس الحرب حتى طهر الصعيد من الهكسوس.

عندما كان أحمس في السابعة من عمره قتل والده، وفي حوالي عشرة عندما توفي شقيقه لأسباب غير معروفة، ولم يحكم سوى لثلاث سنوات فقط.

تولى أحمس الأول العرش بعد وفاة أخيه، وبعد توليه أصبح يعرف باسم نب-بتي-رع (سيد القوة رع).

رغم طرد والده للهكسوس من طيبة في الصعيد ولكن لم يرض أحمس بوجود محتلين لشمال بلاده فقاد الملحمة الوطنية.. جرى احمس بجيوشه عندما كان عمره حوالي 19 سنة واستخدم بعض الأسلحة الحديثة مثل العجلات الحربية وانضم إلى الجيش كثير من شعب طيبة وذهب هو وجيوشه إلى أواريس (صان الحجرحاليا) عاصمة الهكسوس وهزمهم هناك ثم لاحقهم إلى فلسطين وحاصرهم في حصن شاروهين وفتت شملهم هناك حتى استسلموا ولم يظهر الهكسوس بعدها في التاريخ، كانت هذه المعركة حوالي عام 1580 ق.م.

قام الملك احمس بتطوير الجيش المصري فكان أول من ادخل عليه العجلات الحربية «والتي كان يستخدمها الهكسوس وهي سبب تغلب الهكسوس على مصر» وكان يجرها الخيول وطور كذلك من الأسلحة الحربية باستخدام النبال المزودة بقطعة حديد على الأسهم ثم بدأ بمحاربة الهكسوس بدءا من صعيد مصر والتف حوله الشعب فقام بتدريبهم بكفاءة حتى أصبحوا محاربين اقوياء ومهرة وظل يحارب الهكسوس من صعيد مصر حتى وصل إلى عاصمة مصر آنذاك التي اقامها الهكسوس بجوار مدينة الزقازيق الحالية وظل يحاربهم حتى فروا إلى شمال الدلتا وهو خلفهم فسيناء ثم إلى فلسطين ولم يرجع احمس إلا أن اطمئن على حدود مصر الشرقية انها امنه منهم ومن هجماتهم بعد القضاء عليهم بعد طرد الهكسوس وصل أحمس بجيشه إلى بلاد فينيقيا (ساحل فسطين ولبنان وسوريا)، كما هاجم بلاد النوبة لاستردادها مرة أخرى إلى المملكة المصرية التي وصلت حدودها جنوبا إلى الشلال الثاني.

وبعد انتهاء احمس من حروبه لطرد الأعداء وتأمينه لحدود مصر وجه اهتمامه إلى الشئون الداخلية التي كانت متهدمة خلال فترة احتلال الهكسوس، فأصلح نظام الضرائب وأعد فتح الطرق التجارية وأصلح القنوات المائية ونظام الرى.

كما قام بإعادة بناء المعابد التي تحطمت واتخذ من طيبة عاصمة له، واستمر حكم أحمس مدة ربع قرن وتوفى وعمره تقريبا 35 عاما. بعد طرد أحمس للهكسوس من مصر عاد إلى البلاد عام 1571 واتجه للإصلاح الداخلي مما جعل المؤرخون يعدونه مؤسس الدولة الحديثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى