fbpx
أخبار العالمأخبار محليةتقاريرسلايدر

ذكرى الثورة السودانية.. شراكة الشباب والجيش لبناء المستقبل

تقرير: المثنى عبدالقادر الفحل
تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد

حلت أمس الأحد الذكري الثالثة لثورة ديسمبر المجيدة، حيث خرجت جموع الشعب السوداني بأطرافه المختلفة في مسيرات حاشدة، قاصدين القصر الجمهوري في الخرطوم، للمطالبة بـالحكم المدني ومحاسبة الضالعين في مقتل المحتجين.

وتحرك المتظاهرون، وسط تواجد أمني مكثف، وإغلاق لعدد من الجسور والطرق الرئيسية المؤدية إلى وسط العاصمة، لكن رغم ذلك عبرت حشود ضخمة جسور (المنشية – المك نمر – النيل الأبيض)، الرابطة بين مدينة الخرطوم ومدينتي الخرطوم بحري وأم درمان؛ على الرغم من الانتشار الأمني المُكثف، وتمكن الآلاف من العبور إلى مدينة الخرطوم قلب العاصمة السودانية.

التحام الشباب والجيش

وفي مشهد أعاد ذكرى اعتصام القيادة العامة للجيش، احتضن الشباب المتظاهرون أفراد وعناصر القوات المسلحة قبالة البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري قبل أن يدخلوا إلى حدائق القصر، وشوهد الشباب يعتلون مركبات الجيش وهم يحملون الأعلام، كما قاموا مرددين نشيد العلم السوداني، ووصلت الحماسة بين الشباب والجيش أن قامت مجموعة منهم برفع عناصر الجيش على الأعناق وهم يحيون الذكرى.

وبعد ساعات دعت بعض لجان المقاومة المُنظمة للاحتجاجات إلى إقامة اعتصام حول محيط القصر الرئاسي، للضغط في اتجاه تنفيذ مطالبهم، لكن السلطات الأمنية قامت بتفريق الجموع الذين عادوا إلى منازلهم.

وتتزامن الاحتفالية بذكرى الثورة السودانية مع الاحتفاء بالذكرى 67 للاستقلال المجيد، وخرج مواطنو عدد من الولايات منها ولايات الجزيرة والبحر الأحمر وجنوب دارفور و ولايات أخرى تحيى ذكرى الثورة و الاستقلال، وحملوا لافتات تنادي بضرورة التحول الديمقراطي.

ثورة بدون أحزاب

طرد شباب الثورة ممثلي الأحزاب السودانية من (قوى الحرية والتغيير المجموعة الأولى) وهي المجموعة التى عزلها الجيش لتصحيح مسار الثورة في 25 أكتوبر الماضي، منعوا الشباب ممثليهم من المشاركة معهم في الاحتفالية، حيث اعتبر الشباب ذلك محاولة من المجموعة الحزبية للعودة إلى المشهد السياسي عندما تزعمت المجموعة الشباب بعد سقوط نظام الإخوان بقيادة الرئيس الأسبق عمر البشير، وتمكنت من تعيين منسوبيها في الحكومة الانتقالية الأولى والثانية برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك.

ورصدت (الجمهورية الثانية) فيديوهات عدة للشباب وهم يطردون وزير الصناعة المعزول ابراهيم الشيخ، ويلحقون به في شارع الجمهورية مرددين (قوى الحرية والتغيير باعوا دماء شهداء الثورة)، وكان الشباب يوم الجمعة الماضي قد فضوا ندوة لنفس المجموعة أقيمت في حي شمبات بمدينة الخرطوم بحري، شارك فيها أغلب وزارة الحكومة المعزولة السابقة.

تهاني البرهان للشعب

بدوره هنأ رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الشعب السوداني بالذكرى السادسة والستين لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان، وبالذكرى الثالثة لثورة ديسمبر المجيد، وأكد البرهان خلال المناسبة أن البلاد ستمضى إلى إقامة الدولة المدنية المنتخبة لتولى إدارة البلاد.

وأضاف البرهان أن المناسبتين جعلتا السودانيين يسذكرون ويستصحبون المسيرة الوطنية للبلاد وشجون وأحلام الآباء المؤسسين وطموحات الشباب الثائر، التى كلها تتلاقى لبناء وطن على ذات الأسس الحرية والسلام والعدالة، وأن مصلحة الشعب تبني بالعزم ونكران الذات.

وتمنى البرهان الوصول بنفس الروح في نهاية الفترة الانتقالية إلى حكومة منتخبة تقودنا إلى تحقيق ما كان يتطلع إليه الآباء، في قدرة وعزم أبنائهم على تجاوز الخلافات والتسامي والتسامح والقدرة على وحدة الصف واستنهاض الهمم.

الانزلاق نحو هاوية

من جانبه أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك أن التوقيع على الاتفاق السياسي في 21 نوفمبر 2021م لم يأتِ استجابةٍ لتقديراتٍ ذاتيةٍ غير ناضجة أو تحت ضغطٍ، إنما جاء عن قناعة تامة منّي أن هذا الاتفاق في حدِّه الأدنى سيؤدي إلى حقن دماء شبابنا وشاباتنا، رغم اقتناعي باستعدادهم للبذل والتضحية من أجل أحلامهم للوطن.

وقال حمدوك، في بيان للشعب السوداني في الذكرى الثالثة لثورة ديسمبر، إنه لا يجد حرجًا في أن يقول إن صون دماء الشباب وكرامتهم يظلُّ واجبي الأسمى الذي لن يتنازل عنه، فإن ما يبحث عنه من مستقبل هو لهم وبهم، مجددًا العهد لشباب الثورة بمحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات في حق مواطنينا وشاباتنا وشبابنا الثوار البواسل في كل بقاع السودان.

وكشف رئيس الوزراء أن الثورة تواجه تراجعًا كبيرًا في المسيرةِ، تهدد أمن البلاد ووحدتها واستقرارها، ويُنذرُ ببداية الانزلاق نحو هاويةٍ لا تُبقي لنا وطنًا ولا ثورة، ورغم ذلك لا زلتُ أعتقدُ جازمًا أن الثورة يُمكن أن تمضي بحزمٍ وعزمٍ إلى غاياتها، بالسير في طريق الحوار والتوافق الوطني، موضحًا أنه لأجل ذلك ظل يعمل لحثّ الأطراف على الجلوس لحوارٍ شاملٍ يُفضي لتكوين كتلةٍ وطنيةٍ من الذين يؤمنون بالتحول المدني الديموقراطي، لكنّ جميع المبادرات تعثرت بفعل التمترس وراء المواقف والرؤى المتباينة للقوى المختلفة.

وجدد حمدوك الدعوة لكافة قوى الثورة وكل المؤمنين بالتحول المدني الديموقراطي بضرورة التوافق على ميثاقٍ سياسي يُعالج نواقص الماضي ويُنجِزُ ما تبقى من أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي المُتعلقة بقضايا السلام والأمن والاقتصاد ومعاش الناس، وإكمال هياكل السلطة، وإقامة المؤتمر القومي الدستوري، وصولًا لانتخاباتٍ حرةٍ ونزيهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى