Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحتك وبيتك

وداعا للنظارات والليزك.. تقنية جديدة تعيد تشكيل القرنية بالكهرباء

يعاني الملايين حول العالم من مشاكل في الرؤية، تتراوح بين ضبابية الرؤية والعمى التام. ورغم أن النظارات الطبية والعدسات اللاصقة تمثل حلولًا شائعة، إلا أن الكثيرين يفضلون تجنبها، مما يدفع مئات الآلاف سنويًا إلى الخضوع لجراحات تصحيح البصر مثل الليزك، التي تعتمد على أشعة الليزر لإعادة تشكيل القرنية. لكن هذه العمليات قد تترك آثارًا جانبية، مما حفز الباحثين على تطوير تقنية جديدة تستغني عن الليزر، وتعتمد على إعادة تشكيل القرنية دون قطع أنسجتها، وهو ما تم اختباره بنجاح على أنسجة حيوانية.

سيقدم مايكل هيل، أستاذ الكيمياء في كلية أوكسيدنتال، نتائج فريقه البحثي خلال الاجتماع الخريفي للجمعية الكيميائية الأمريكية المقرر عقده بين 17 و21 أغسطس 2025، والذي يضم نحو 9000 عرض علمي يغطي موضوعات متنوعة.
وتم تمويل هذا البحث من قبل المعهد الوطني للعيون ومؤسسة جون ستوفر الخيرية.

تعتبر القرنية، وهي الجزء الشفاف المقوس في مقدمة العين، مسؤولة عن تركيز الضوء على الشبكية، التي تحوله إلى إشارات عصبية يفسرها الدماغ كصور. وعندما تكون القرنية مشوهة، يفقد الضوء تركيزه، مما يؤدي إلى تشوش الرؤية. وفي جراحة الليزك، يتم استخدام الليزر لنحت أنسجة القرنية وإعادة تشكيلها، لكن هذه العملية، رغم شيوعها، تنطوي على مخاطر مثل إضعاف بنية العين.

يستكشف هيل وزميله برايان وونغ من جامعة كاليفورنيا في إيرفين تقنيةً واعدةً تُعرف باسم إعادة التشكيل الكهروميكانيكي (EMR)، والتي تعتمد على تغيير شكل القرنية دون الحاجة إلى شقوق جراحية. واكتُشفت هذه التقنية بالصدفة أثناء دراسة أنسجة حية قابلة للتشكيل.

تعتمد الفكرة على أن أنسجة القرنية، الغنية بالكولاجين، تحافظ على شكلها بفضل تجاذبات كهروكيميائية بين مكوناتها. وعند تعريضها لتيار كهربائي خفيف، يتغير مستوى الحموضة (pH) فيها، مما يقلل قوى التجاذب ويجعل النسيج أكثر مرونة. وبعد إعادة مستوى الحموضة إلى وضعه الطبيعي، يثبت النسيج في شكله الجديد.

صمم الباحثون عدسات لاصقة مصنوعة من البلاتين تعمل كقالب لتشكيل القرنية، ووضعوها على عيون أرانب مغموسة في محلول ملحي يحاكي الدموع. عند تطبيق تيار كهربائي خفيف، تغير شكل القرنية ليتطابق مع العدسة خلال دقيقة واحدة فقط، وهو الوقت ذاته الذي تستغرقه عملية الليزك، لكن دون الحاجة إلى معدات باهظة أو تدخل جراحي.

تم تطبيق التقنية على 12 عين أرنب، 10 منها عولجت من قصر النظر. وأظهرت النتائج تحسنًا في قوة تركيز العين ورؤيتها، مع الحفاظ على حيوية الخلايا. كما أظهرت تجارب أخرى إمكانية استخدام التقنية لعلاج عتامة القرنية الناتجة عن المواد الكيميائية، وهي حالة لا يوجد لها علاج حاليًا سوى زراعة قرنية كاملة.

رغم النتائج الواعدة، يؤكد الباحثون أن الطريق لا يزال طويلًا قبل تطبيق التقنية على البشر. وتتضمن الخطوات التالية إجراء اختبارات مكثفة على حيوانات حية، وتحديد مدى فعاليتها في علاج عيوب الرؤية المختلفة مثل طول النظر والاستجماتيزم. لكن العقبة الرئيسية تتمثل في توفير التمويل اللازم لاستكمال الأبحاث.

يختتم هيل بالقول إن هذه التقنية، إذا أثبتت نجاحها، ستكون أكثر أمانًا وأقل تكلفة، وربما قابلة للعكس، مما يفتح آفاقًا جديدة في مجال طب العيون.

تقنية إعادة التشكيل الكهروميكانيكي (EMR) تقدم حلاً بديلاً يعتمد على تحليل كهروكيميائي مؤقت للماء داخل النسيج، مما يجعله قابلاً للتشكيل دون إتلافه. وبعد إعادة التوازن الكيميائي، يحتفظ النسيج بشكله الجديد. وأثبتت الاختبارات على عيون الأرانب نجاح التقنية في تحسين الرؤية مع الحفاظ على حيوية الخلايا وبنية الكولاجين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى