fbpx
بناء الجمهورية الثانيةتقاريرسلايدر

مصر تضيء العالم في إطار الربط الكهربائي مع ٨ دول

كتب: مريم عماد- أمل البني
تدقيق لُغوي: إسلام ثروت
زمن القراءة: ٧ دقائق

 

مِصرُ تُضيءُ العالمَ في إطار الربط الكهربائي مع ٨ دولٍ، حيث سعت مِصرُ خلال الفترة الماضية- وخاصة في السبع سنوات الأخيرة- للتوسع في مشروعات الربط الكهربائي مع دول إفريقيا، وأوروبا، ودول الخليج، للاستفادة من الطاقة الكهربائية الاحتياطية الموجودة بالشبكة القومية للكهرباء، ولتصبح محورًا عالميًا، لتبادل الطاقة مع دول العالم بحلول ٢٠٣٠، وذلك لما تتمتع به من موقع استراتيجي، وشبكات ذكية، ومراكز تحكم إقليمية، واحتياطي يقترب من المعدل العالمي الذي يساعد على تصدير الكهرباء.

 

ليبيا

ففي عام ١٩٩١ قامت مِصرُ بعمل مشروع للربط الكهربائي مع ليبيا حيث كان يحتاج إلى تدعيم وإصلاحات للجانب الليبي تصل إلى ٢٤٠ ميجا وات.
وقد نجحت مصر خلال الفترة الماضية في توليد طاقة كهربائية إلى ليبيا من خلال مشروعات قائمة بالفعل، وتسعى الآن لرفع قدرة خط الربط الكهربائي بين البلدين لتصل إلى ٥٠٠ ميجا وات أو أكثر حسب احتياجات الجانب الليبي، وذلك لتنفيذ استراتيجية الحكومة المصرية في أن تتحول مِصرُ لمحور عالمي للطاقة في وجود احتياطي يومي للكهرباء يصل إلى ١٥ ألف ميجا وات.

 

الأردن

وقد تم الربط الكهربائي بين الأردن ومِصرَ عام ١٩٩٨، وفي يوم الإثنين الموافق السادس عشر من شهر أغسطس لهذا العام، تم توقيع اتفاق إطاري “لتعزيز قدرات الربط الكهربائي” بين البلدين، ورفع سعة الخط الحالي من ٤٠٠ إلى نحو ٣٠٠٠ ميجا وات، وذلك من أجل زيادة كفاءة الخط، لتصديره إلى العراق مستقبلًا، ليكون بمثابة ربط ثلاثي، حيث تتخطى تكلفة الربط بين الثلاث دول نحو ٢.٢ مليار دولار.
ويهدف هذا الربط لتعزيز العلاقات بين البلدين، ودعم المفاوضات بين الأردن ودول الخليج، حول الربط الكهربائي وتبادل الطاقة بينهما، حيث يشمل مرحلة لاحقة كل من سوريا، ولبنان، والعراق، وفلسطين، وهذا ما يعزز فرصة مِصرَ في زيادة تصدير الكهرباء للأردن، وما يجعلها تُعيد تصديرها لتلك البلدان.

 

لبنان

أما عن الربط الكهربائي بين مِصرَ ولبنان، ففي عام ٢٠١٥ تم تدشين خط كهربائي بينهما، وذلك لقيام مِصرُ بدورها لمساندة لبنان فيما تعرضت له من أزمة الطاقة.
إلى جانب دور مِصرَ في إعادة إعمار شبكات الكهرباء اللبنانية، وإعادة تأهيل محطات المحولات التي دُمرت، ومد خطوط وكابلات وشبكات التوزيع التي تضررت من العدوان الإسرائيلي في عام ٢٠٠٠ و ٢٠٠٦ على جنوب لبنان، والضاحية الجنوبية ببيروت.

 

السودان

واستمرارًا لمشروعات الربط وقعت مِصرُ اتفاقًا لرفع الخط الكهربائي بين مِصرَ والسودان، وذلك بتوريد وتركيب وِحدتَي مُعوِّضات غير فعالة شاملة الخلايا اللازمة لتركيب محطتي محولات “دنقلا” و”مروي” في السودان، وفقًا لبيان صادر من وزارة الكهرباء المصرية.
ويقوم مشروع الربط الكهربي مع السودان على مرحلتين:
فقد بدأت مِصرُ بإطلاق تيار المرحلة الأولى بقدرة كهربية تصل إلى حوالي ٢٠٠ – ٣٠٠ ميجا وات، على أن يتم التوسع في تنفيذ المرحلة الثانية بقدرة ٣ آلاف ميجا وات خلال العام الجاري.
وتبلغ التكلفة الاستثمارية لمشروع الربط الكهربائي مع السودان حوالي ٥٦ مليون دولار، وذلك لتكلفة الخطوط، ومحطات المحولات التي سيتم إنشائها على أرض مِصرَ، في حين تتحمل السودان تكلفة الخطوط على أرضها.

مصر توقع الربط الكهربي مع السعودية

المملكة العربية السعودية

وفي سياق متصل؛ تم توقيع ربط كهربائي بين مِصرَ والسعودية يوم الثلاثاء الموافق السادس من أكتوبر الجاري بتكلفة ١.٨ مليار دولار، وذلك لتوفير ٣٠٠٠ ميجا وات من الكهرباء بين البلدين، حيث إن الربط يمتد لأكثر من ١٣٥٠ كم، ليصل بين محطة شرق المدينة المنورة، مرورًا بمحطة الجُهد الفائق في تبوك، ويعبر خليج العقبة بطول ٢٢ كم، ليصل بمحطة تحويل مدينة بدر، وسيتم تنفيذ هذا المشروع بعد ٣٦ شهرًا على أن يكتمل التشغيل لجميع أجزاء المشروع بعد ٥٢ شهرًا.
وسوف يعمل هذا الربط على توطيد العلاقات بين البلدين في شتَّى المجالات، ويعمل بدوره على استقرار الكهرباء، والاستفادة من دخول مصادر الطاقة المتجددة، إلى جانب تفعيل التبادل التجاري، وإتاحة استخدام خط الألياف الضوئية المُصاحِب لخط الربط الكهربائي بين البلدين.
وتقوم شركة أوراسكوم بالتعاون مع شركة
‏Hitachi ABB Power Grids
بتنفيذ الأعمال في مِصرَ، بينما تتعاون شركة SSEM مع شركة Hitachi ABB Power Grids بتنفيذ الأعمال في السعودية.

 

قبرص

إضافة لما سبق يتم ربط مِصرَ بقبرص بكابل طوله ٤٩٨ كم، ثم من قبرص إلى كريت اليونانية بطول ٨٩٨ كم، حيث يصل عمق مد الكابلات إلى ٣٠٠٠ متر تحت مستوى سطح البحر في بعض المناطق بين كريت وقبرص، ومن المقرر البدء في تشغيل الربط مع قبرص واليونان بحلول ديسمبر ٢٠٢٣، بقدرة أولية تبلغ ١ جيجا وات.
ويتم التعاون بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وبين شركة اليورو إفريقيا Interconnector القبرصية، وذلك لتبادل الطاقة الكهربائية على الجهد العالي ذي التيار المستمر ٢٠٠٠ ميجا وات، و٥٠٠ ± كيلو ڤولت.
ويأتي الاتفاق الإطاري، تأكيدًا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتفعيلًا لسياسة الحكومة التي تهدف لترسيخ دور مِصرَ كمركز إقليمي للطاقة في منطقة شرق المتوسط، في ضوء ما تملكه من إمكانيات في هذا الصدد، وتعزيز أواصر الصداقة بين مِصرَ وقبرص، وفي إطار الاهتمام الذي يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لمشروعات الربط الكهربائي.

اليونان

وتواصلًا لمشروعات الربط الكهربائي الهائلة، سوف يتم عمل ربط كهربائي بين مصر واليونان، والذي بموجبه قام وزير الكهرباء المصري بزيارة اليونان -اليوم- لدراسة مشروع الربط الكهربائي، وتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي الكهرباء والطاقة المتجددة للبلدين، وسوف يتم الربط بين مِصرَ واليونان عن طريق كابل كهربائي بحري، يوفر ربط مباشر لتبادل الكهرباء بين البلدين، ليصل للسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، وسوف يحقق ذلك المشروع أهداف عدة، حيث يتم إنشاء شبكة ربط قوية بشرق المتوسط، والذي يعمل على تحسين أمن واعتمادية الإمداد بالطاقة، ويساعد ذلك الربط في رفع درجة تأمين الإمدادات الكهربية، إلى جانب الاستفادة من الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء لمشروعات الربط الكهربائي، وفي الكهرباء بشكل عامٍ على المستوى الوطني والإقليمي، مما يساعد على تطور العلاقات الإستراتيجية بين مِصرَ واليونان، وتحقيق توازن في الطلب، مما يساعد في المحافظة على البيئة، وذلك من خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة.

 

العراق

أما بالنسبة للربط الكهربائي بين مِصرَ والعراق، فلا زال الأمر قيد الدراسة، وسيدخل في فترة التنفيذ خلال ١٨ شهرًا، وذلك عقب انتهاء الدراسات الفنية الجارية من إتمام تصدير الكهرباء من مِصرَ إلى عمَّان وبغداد، من خلال مشروع الربط الكهربي “المصري- الأردني- العراقي”، مما يقلل من الفجوة التي تعانيها شوارع العاصمة العراقية “بغداد” والتي وصل العجز الكهربائي بها إلى نحو ٧ آلاف ميجا وات، وذلك بعد توقف المد الإيراني من الغاز.
وصرح وزير الكهرباء المصري، محمد شاكر، أن عمليات نقل الكهرباء إلى العراق ستتم بشكل تدريجي مع نهاية عام ٢٠٢٤، حيث سيتم نقل ١٥٠ ميجا وات إلى الأردن في المرحلة الأولى، بالإضافة إلى تدشين خط آخر لنقل الكهرباء من عمَّان إلى بغداد بطول ٣٠٠ كم في المرحلة الثانية، على أن يُحوّل نحو ٧٠٠ ميجا وات بشكل مبدئي في العام الأول من التشغيل، وقد ترتفع إلى ١٠٠٠ ميجا وات في العامين التاليين، وبذلك يكون الفائض الكهربائي في مِصرَ ما بين ٢٦ إلى ٣٨ ألف ميجا وات.

 

مواضبع ذات صلة:

الطاقةُ المتجددة .. المصدر الأساسي للربط الكهربائي بين مصر واليونان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى