fbpx
مقالات

محمد نجم يكتب: الحوكمة المطلوبة.. وفائدتها إداريا واقتصاديا

بعيدًا عن أن الموضوع قديم وتناوله الإعلام المحلي والدولي من عشرات السنوات، وبصرف النظر عن تمويل هيئة المعونة الأمريكية لجلسات المؤتمر وأبحاثه، إلا أن انتظامه في الانعقاد ومشاركة هذا “الحشد” المحلي والدولي من المتخصصين والخبراء في جلساته ومناقشة الأبحاث لا يخلوا من فوائد متعددة للباحثين وللمعهد وللاقتصاد المصري.

وأقصد بما تقدم؛ المؤتمر الدولي لمعهد التخطيط القومي، والذى دارت المناقشات فيه على مدى يومين حول الحوكمة والتنمية المستدامة في جميع المجالات والأنشطة المختلفة، فالحوكمة ليست توجه سياسي فقط، وإنما هي ضرورة اقتصادية ومالية، لأنها تعتني بالتنمية البشرية وبناء القدرات وتمكين الشباب، فضلا عن كفاءة المؤسسات وشفافية القرارات والإجراءات.

وكما أشرت فمشاركة خبراء دوليين مثل ليزا أندرسون من جامعة كولومبيا، ود. حسام ضياء الدين من البنك الدولي وغيرهما من مؤسسات دولية في مناقشات المؤتمر يفيد الباحثين بمعهد التخطيط القومي، بل والمعهد نفسه حيث أصبح من الجهات الدولية التي تعمد “الأبحاث والدراسات” المقدمة في مؤتمراتها السنوية، وهى أحد روافد الترقية الأكاديمية.

وبالطبع الفائدة الأكبر للاقتصاد المصري حيث الالتزام بتوفير البيانات الضرورية، والكفاءة في الإدارة، وقياس الأداء ومتابعته وتقييمه.

ومن حُسن الحظ أننا لدينا – معهد قومي للحكومة – يحاول المسئولون عنه حاليا البحث عن مؤشرات خاصة بمصر، بعد أن تبين لهم من خلال متابعة وتقييم وضع مصر في المؤشرات المختلفة للحكومة (20 مؤشر) أنها لم تعد معبرة عن الواقع.

ومن حُسن الحظ أيضا أن الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد – والتي أنشأت عام 2018 – نفذت دورات تدريبية للعاملين في أجهزة إنفاذ القانون، وموظفي الحكومة المنتدبون للعمل في العاصمة الإدارية الجديدة.

وأيضا بدء تأسيس معهد التخطيط القومي لوحدة جديدة للحوكمة الاقتصادية وضمان الجودة، وسوف تبدأ عملها أولا بمراقبة جودة أعمال المعهد الذى يقدم المثل بما يقترحه أو ينصح به الآخرين، وكما أوضح مديره د. أشرف العربي لنتفادى في حياتنا العامة والشخصية “الفجوة” بين الكلام والفعل.

يرى أن “الكلام عن الحوكمة رائع، ولكن الأروع أن نعمل به” فبدلاً من إنشاء كيانات جديدة يجب تفعيل أدوار الكيانات الموجودة

وأعتقد – كمتابع متخصص – أن د. أشرف العربي وزير التخطيط السابق ومدير المعهد الحالي، سوف يعيد الحيوية المهنية لهذا المعهد العريق الذى ساهم بدور كبير في خدمة الاقتصاد القومي في فترة الستينات والسبعينات، وقبل التوجه نحو الانفتاح الاقتصادي والسماح للقطاع الخاص بقيادة عمليات التنمية الاقتصادية، مجاراة لما سمى بالعولمة وتحرير التجارة الخارجية وإعادة النظر في دور الدولة في الاقتصاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى