fbpx
أخبار العالم

قصص إنسانية حقيقية: كيف تحولت الميادين التركية لسجون مفتوحة للاجئين السوريين؟!

متابعة من سوريا: أشرف التهامى

هناك العديد من الميادين التركية، التى تعتبر سجنا مفتوحا بمعنى الكلمة للسوريين، حيث تنصب فيها الأشراك من قبل الشرطة التركية لإيقاعهم وترحيل لسوريا، وهناك من لا يريد هذا بالمرة.

يتوسط ميدان منطقة أكسراي مركز مدينة اسطنبول، ويعتبر من أكثر النقاط حيوية في المدينة المكتظة بالسكان واللاجئين، ونظرًا إلى تركز سوق العرب في منطقة الفاتح التي تضم حي أكسراي، يضطر معظم السوريين إلى المرور من هذا الميدان.

تحمل كلمة ميدان في اللغة التركية المعنى نفسه في اللغة العربية، وتُطلق على عديد من الأماكن في أحياء اسطنبول، ومنها ما تتجاوز شهرته ميدان أكسراي، كميدان جامع “السلطان أحمد” على سبيل المثال

لكن ميدان أكسراي يكتسب شهرة خاصة بسبب عمليات الترحيل اليومية التي تعترض السوريين المقيمين في المدينة.

الحال نفسها تنطبق على الميدان الواقع وسط حي أسنيورت غربي المدينة، الذي يقيم فيه عدد كبير من اللاجئين السوريين، نظرًا إلى انخفاض أسعار إيجارات المنازل فيه، لكن المرور من ساحته يعتبر مغامرة بالنسبة لبعضهم.

هل يحملون “كملك”؟

يمكن خلال السير في ميدان حي أكسراي الذي تتوسطه محطة “ميترو” كبيرة، ملاحظة غرفة صغيرة يجلس أمامها ضباط شرطة عددهم أكبر من أن تسعهم تلك الغرفة.

وإلى جانب الضباط حافلة متوسطة الحجم، تتسع لأكثر من 20 شخصًا، ونادرًا ما تلحظ هذه الحافلة فارغة، إذ يشغل الأجانب مقاعدها على الدوام، ومعظمهم سوريون، وأفغان في بعض الأحيان.

إسماعيل (27 عامًا) يقيم على مقربة من الميدان مع مجموعة من أصدقائه، وقد قضى عامين من إقامته في مدينة اسطنبول يدخل إلى محطة “ميترو أكسراي” دون أن يلحظه عناصر الشرطة المنتشرون في المنطقة.

قال إسماعيل لعنب بلدي المعارض، إنه تمكن قبل أكثر من عام من استخراج إذن للعمل في ولاية اسطنبول، ونقل بموجبه مكان إقامته إلى المدينة بعد عناء طويل، ليصبح وضعه القانوني فيها طبيعيًا، بعد عامين قضاهما محاولًا تفادي دوريات الشرطة في الميادين والأزقة.

في منتصف 2022، أوقف أحد عناصر الشرطة إسماعيل خلال توجهه لشراء حاجياته على مقربة من الميدان، وبسبب عدم امتلاكه إذنًا للسفر، وُضع في الحافلة إلى جانب سوريين آخرين كانوا ينتظرون اكتمال عدد الركاب لنقلهم إلى مركز الترحيل في ولاية أورفا.

وكونه يملك بطاقة “حماية مؤقتة” (كملك) صادرة عن ولاية غازي عينتاب، لم يُرحّل إسماعيل، على عكس من رافقوه الرحلة ممن لا يملون “كملك”، إذ أُطلق سراحه بالقرب من معبر “باب السلامة” في مدينة كلّس القريبة من ولاية غازي عينتاب، مع غرامة مالية،

وأكملت الحافلة طريقها لنقل السوريين ممن لا يحملون أوراقًا ثبوتية إلى داخل المعبر.

“عند مروري بجانب الحافلة، أول ما يخطر في ذهني، هل يملك الركاب (كملك)؟”.

إسماعيل – لاجئ سوري يقيم في تركيا
الحالة نفسها واجهها عبد الله، الذي أوقفته الشرطة في المنطقة نفسها، وأرسلته إلى مركز “توزلا” للترحيل، لأنه نسي بطاقته الشخصية في المنزل، إذ رفض عناصر الشرطة منحه عشر دقائق ليحضر أحد أفراد عائلته “الكملك” من المنزل.

ومن مركز “توزلا” تفهّم الضابط المسؤول أن وضع عبد الله قانوني، وأطلق سراحه بعد أن تعرض للإهانات اللفظية، بحسب ما قاله لعنب بلدي المعارض.

يتوسط ميدان منطقة أكسراي مركز مدينة اسطنبول، ويعتبر من أكثر النقاط حيوية في المدينة المكتظة بالسكان، واللاجئين، ونظرًا لتركز سوق العرب في منطقة الفاتح التي تضم حي أكسراي، حيث يخشى السوريون دوريات الشرطة الباحثة عن المخالفين لترحيلهم- 29 من يوينو – يونيه 2023 (عنب بلدي).

ميدان أسنيورت.. يتفاداه بعض السوريين
لا يختلف الوضع في ميدان حي أسنيورت عن نظيره في أكسراي بالنسبة للسوريين، إذ يجب على من يتوجه إلى المنطقة التأكد من وجود بطاقة “الحماية المؤقتة” عدة مرات قبل دخول الميدان.

يعمل رامي مبرمجًا من منزله الواقع في حي أسنيورت، إذ لا يخرج من المنزل كثيرًا، باستثناء اللحظات التي يحتاج فيها إلى شراء بعض الحاجيات.

وكونه يحمل بطاقة “حماية مؤقتة” صادرة عن ولاية غازي عينتاب، يعتبر التحرك دون حذر في المنطقة بمنزلة “انتحار”، بحسب ما قاله لعنب بلدي المعارض، إذ وصف ميدان الحي بأنه أشبه بشيء لا يرغب السوري في رؤيته، حتى ولو كان وضعه القانوني سليمًا.

وأضاف أنه في بعض الأحيان كان يضطر لاستخدام سيارة أجرة ليقطع مسافة 500 متر بين منزله و”البقالية” السورية التي يشتري منها الخبز والمتة وحاجيات أخرى.

يعيش رامي على هذه الحال منذ عدة سن…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى