fbpx
تقارير

تناقض الروايات.. الجزائر ترفض طلب فرنسا عبور الأجواء لمهاجمة النيجر وباريس تنفي

متابعة: نسرين طارق

في تصعيد جديد للأحداث في النيجر، ظهرت على الساحة الدولية روايتان متناقضتان.. الرواية الأولى تقرير إخباري للإذاعة الجزائرية الرسمية بُث في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، يفيد برفض السلطات الجزائرية طلباً تقدمت به فرنسا للسماح للطائرات الحربية الفرنسية بعبور أجواء الجزائر، في إطار عملية عسكرية هدفها الإطاحة بالانقلاب العسكري في النيجر، والإفراج عن الرئيس محمد بازوم المحتجز منذ 26 يوليو الماضي.

وقال التقرير الجزائري أن فرنسا تستعد لتنفيذ تهديداتها الموجهة إلى المجلس العسكري في النيجر المتعلقة بتدخل عسكري في حال عدم إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم.

وأضاف التقرير أن الجزائر التي كانت دائماً ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، وردها كان صارماً وواضحاً.

كما أكد التقرير أن باريس، بعد رفض الجزائر، توجهت إلى المغرب بطلب السماح لطائراتها العسكرية بعبور أجوائه الجوية، وأن السلطات المغربية استجابت للطلب الفرنسي.

واتهم التقرير الجزائري المغرب بـ”خرق القانون الدولي”، ودعم التدخل العسكري في بلد حر ومستقل.

الرواية الجزائرية الرسمية

صدرت الرواية الجزائرية، عن الإذاعة الرسمية الجزائرية وافادت أن باريس قد سعت للحصول على رخصة لطائراتها الحربية لعبور الأجواء الجزائرية، فهذا يعني أن هناك نية حقيقية للجوء إلى الخيار العسكري في الملف النيجري، وهو ما تعارضه الجزائر.

فرنسا تنفي!

فيما ظهرت الرواية الفرنسية مختلفة تماماً، وتنفي تأكيدات الإذاعة الجزائرية ومصادرها، وتؤكد ان هناك إجماع في باريس على استبعاد الانفراد بعملية عسكرية، والتوجه إلى دعم عملية في إطار مجموعة “إيكواس” التي هددت باللجوء إلى الخيار العسكري بوصفه “الملاذ الأخير”.

وكانت باريس قد أعلنت أكثر من مرة عن دعمها قرارات “إيكواس”، ومن بينها تفعيل ونشر “قوة احتياط” مشتركة للتدخل في نيامي.

وقد أعلن مصدر في الجيش الفرنسي، في تصريح مختصر أن قيادة أركان الجيوش المشتركة الفرنسية تنفي أنها تقدمت بطلب إلى الجزائر من أجل استخدام مجالها الجوي لتنفيذ عملية عسكرية في النيجر.

محاولات التدخل العسكري في النيجر

وكانت صحيفة «لو موند» قد كشفت في عددها الصادر يوم 19 أغسطس الحالي نقلاً عن مصادر «رفيعة» معلومات جديدة يفيد جانب منها بأن عسكريين نيجريين كانوا يحضرون لعملية لتحرير بازوم.

كما أفادت المصادر بأن شخصيات نيجرية رئيسية من بينها وزير الخارجية (المعزول) حسومي مسعودو ومسؤولون عسكريون كبار عقدوا سريعاً، بعد الانقلاب، لقاءات مع ضباط فرنسيين من القوة الفرنسية المتواجدة في النيجر، وطلبوا منها التدخل من أجل تحرير الرئيس المحتجز، وأن الجانب الفرنسي أصر على الحصول على طلب مكتوب للتدخل.

ويرى المراقبون أن استمرار الوجود العسكري الفرنسي أصبح صعب في ظل تصاعد الشعور الشعبي المعادي للاستعمار السابق.

وقد لقب المعارضون الرئيس بازوم «رجل فرنسا» في النيجر. ولدى كل مظاهرة، ترفع شعارات تندد بفرنسا، وتطالب بخروج قواتها من البلاد.

تعليق عضوية النيجر في الاتحاد الإفريقي

وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الأفريقي (الثلاثاء) تعليق عضوية النيجر حتى عودة الحكم المدني في البلاد، مؤكّداً أنه سيدرس انعكاسات أي تدخّل عسكري في الدولة الواقعة في منطقة الساحل.

وقال الاتحاد إنّ مجلس السلم والأمن طلب من مفوضية الاتحاد دراسة الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لنشر قوة احتياط عسكرية في النيجر وإبلاغ المجلس بالنتائج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى